هل نائب الرئيس الأمريكى السابق ديك تشينى عملاقاً شريراً أم أسطورة مبالغ فيها؟ سؤال طرحته صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية فى إطار تعليقها على مذكرات «تشينى» التى أصدرها مؤخراً، تحت عنوان «فى أيامى» وأعادته للأضواء بعد أن أثارت جدلاً بين مؤيديه ومعارضيه. وتناولت الصحيفة ما اعتبرته 5 خرافات تتعلق بديك تشينى ومذكراته التى ترصد فترة الـ8 سنوات التى قضاها فى البيت الأبيض وفندتها، أملاً فيما اعتبرته تصحيحاً للمفاهيم الخطأ عنه:
1- خرافة أن ديك تشينى كان هو الذى يقود إدارة الرئيس السابق جورج بوش.
وتقول الصحيفة إنه حتى قبل بداية رئاسة بوش فإن المعروف أن السلطة الحقيقية للبيت البيض كانت فى يد «تشينى». ولكن «واشنطن بوست» تقول: «ليس هناك شك أن «تشينى» كان مؤثراً، ربما هو أقوى نائب رئيس فى التاريخ، لكن عندما قام بوش بتسمية نفسه صاحب القرار الصحيح كان محقاً، لأن «تشينى» يعطى المشورة وبوش يتخذ القرارات». وأكدت الصحيفة أن «تشينى» أقدم على الاستقالة 3 مرات قبل انتخابات 2004، لكن بوش رفض ذلك. وبشأن قوة «تشينى»، تقول الصحيفة إنه فى الولاية الثانية لبوش شهدت سلسلة من هزائم لتشينى فى السياسة الخارجية والأمن القومى، خاصة فى فيما يتعلق بسوريا وكوريا الشمالية وعملية السلام فى الشرق الأوسط.
2- خرافة «تشينى» من المحافظين الجدد.
المحافظون الجدد يؤمنون بأن السياسة الخارجية وظيفتها هى حماية مشاريع الطاقة الأمريكية وتعزيز القيم الأمريكية، على عكس «الواقعيين» الذين يرون أن السياسة الخارجية لواشنطن يجب أن تتحرك فقط عندما تكون المصالح الوطنية فى خطر.
الشىء الوحيد الذى يضع «تشينى» ضمن تيار المحافظين الجدد كما تقول الصحيفة، هو تأييده للحفاظ على الحاجة وللحفاظ على التفوق العسكرى الأمريكى، ولكنه يعارض كثيراً من آراء المحافظين الجدد، مثل رفضه تعديلات دستورية تمنع زواج الشواذ جنسياً، ودفاعه لإلغاء سياسية «لا تسأل لا تخبر» التى تشير إلى القيود المفروضة على الجنود الأمريكيين الشاذين جنسيا خلال الخدمة.
3- «تشينى» لم يعترف أبداً بالخطأ فى حرب العراق.
الكثير من ردود الأفعال على مذكرات «فى أيامى» كانت بسبب ما يعتقده الكثيرون بأن «تشينى» يرفض الاعتراف بخطأ إدارة بوش فى الحرب على العراق ويرددون أقواله بأن الحرب على العراق جعلت أمريكا أكثر أمناً، ولكن «واشطن بوست» رصدت تصريحات كثيرة لتشينى يعترف فيها بالخطأ فى العراق، خاصة إقراره بفشل سلطة التحالف التى أنشأها بوش فى حكم العراق بعد الحرب.
4- تشينى لم يكره الصحافة.
واحدة من أهم الجوانب التى المميزة لـ«ديك تشينى» وفقاً لما يتردد إعلامياً - هى علاقته الصعبة بالصحافة، وفى الوقت نفسه كان يصفه بعض الصحفيين أنه مثال للشر، ولم يكن «تشينى» على هذا النحو طوال الوقت، خدم فى الحكومة منذ أواخر 1960 حتى أوائل 1990، وانتقل من السلطة التنفيذية لمجلس النواب وعاد إلى السلطة التنفيذية، فمنذ عهده كرئيس لموظفى البيت الأبيض للرئيس الأمريكى الأسبق جيرالد فورد حتى أيامه كوزير للدفاع لبوش الأب، كان يعتبر صديقا للإعلام، وكان يظهر بشكل ذكى ومختص فى الصحافة، وعندما اختاره بوش ليكون نائبا له رأى جميع زملائه أن «تشينى» رجل يلتزم بكلمته.
5- تشينى يؤيد توسيع صلاحيات السلطة التنفيذية.
من الخرافات التى تتعلق بتشينى أنه من المؤيدين لتوسيع صلاحيات السلطة التنفيذية، بسبب ما يتردد عن نفوذه القوى فى البيت الأبيض، ولكن «واشنطن بوست» قالت إن تشينى يدعو إلى استعادة بعض التوازن بين الكونجرس من ناحية والسلطة التنفيذية من ناحية أخرى.