اتهم عدد من شباب الخريجين أصحاب المصانع فى منطقة برج العرب والمنطقة الحرة، باستغلال العمال عن طريق تشغيلهم 12 ساعة بالمخالفة لقانون العمل الذى حدد وقتاً للعمل لا يزيد على 8 ساعات، فيما أرجع رئيس اتحاد العمال فى المحافظة عزوف الشباب عن العمل فى هاتين المنطقتين إلى طول ساعات العمل وتدنى الأجور وبعد المسافة.
قال إيهاب السيد، حاصل على مؤهل عال، إن فرص العمل المتوافرة فى هذه الشركات والمصانع، تكون لحملة المؤهلات المتوسطة، للعمل على الماكينات كفنيين، والإشراف على المنتجات المختلفة كمشرف جودة، أو عمال تغليف وتعبئة، مما يصعب على شاب حاصل على مؤهل عال قبول مثل هذه الوظائف، فضلاً عن تجاوز ساعات العمل 12 ساعة، بالمخالفة للقانون الذى نص على عدم تجاوزها 8 ساعات.
وأشارت نجلاء عبدالحميد، حاصلة على ليساس آداب، إلى أن أصحاب الأعمال فى هذه الأماكن توجد لديهم الرغبة فى تشغيل العمالة المدربة، التى تكون حاصلة على شهادات خبرة، والتى تساعدهم على زيادة الإنتاجية فى المنشأة، فضلاً عن عدم توافر وظائف إدارية وهيكل وظيفى فى هذه الشركات.
وأرجع فتحى عبداللطيف، رئيس اتحاد العمال فى المحافظة، عزوف العمالة عن العمل فى «برج العرب» والمنطقة الحرة إلى علاقات العمل بين أصحاب الأعمال والعمال التى تحتاج إلى تطوير، فضلاً عن ضرورة وجود حوار بين الإدارات داخل المنشأة والقيادات العمالية المختلفة بها.
وأوضح عبداللطيف أن طول ساعات العمل وتدنى الأجور وغياب التفتيش من التأمينات الاجتماعية والصحية، وعدم وجود تنظيم نقابى، يكون همزة الوصل بين أصحاب الأعمال والعمال، وغياب التمثيل الحقيقى عنهم، من الأسباب الرئيسية لرفض العديد من الشباب فرص العمل المتوافرة هناك، لافتاً إلى عدم وجود عامل يستطيع أن يعمل ساعات طويلة بصورة منتظمة ومستمرة.
وتابع عبداللطيف أن فى العالم كله يعمل العامل 6 ساعات، بينما تعد مصر من الدول الوحيدة التى تعمل 8 ساعات، مشيراً إلى أن موضوع العمالة فى برج العرب يعد من الموضوعات المهمة التى ستطرح على الساحة خلال الفترة المقبلة، لافتاً إلى ضرورة وجود تنسيق بين اتحاد العمال واتحاد الصناعات، لتحديد علاقات العمل داخل المصانع والشركات، للعمل على زيادة رغبة العمال فى البقاء بتلك المنشآت.
واعتبر عادل الدوياتى، الوكيل السابق لوزارة القوى العاملة فى المحافظة، أن بعد المكان يتسبب فى فرض ساعات عمل أطول من المتفق عليها بين صاحب العمل والعامل، موضحاً أن ساعات العمل محددة فى هذه الأماكن، وقد تصل إلى 12 ساعة، إذ إن العمل على زيادة دوران العجلة الإنتاجية أدى إلى تشغيل العمالة ساعات طويلة، مع تدنى أجورهم، موضحاً أن تشغيل قطار برج العرب سيساهم فى حل هذه المشاكل بشكل نسبى.
قال رياض عبدالحميد، مدير إدارة التفتيش فى القوى العاملة لـ«إسكندرية اليوم»: «عزوف الشباب عن العمل فى المنطقة الحرة يرجع إلى سببين رئيسيين هما: مواعيد العمل الطويلة التى تصل مدتها إلى 12 ساعة، وبُعد المكان.
وأشار رياض إلِى أن مواعيد العمل المتفق عليها وفقاً لقانون العمل رقم 12 لسنة 2003 تنص على أن ساعات العمل فى المصانع تبلغ 7 ساعات، وساعة راحة، إلا أن أصحاب الأعمال يرغبون فى زيادة الإنتاجية، مقابل الأجر الإضافى، لافتاً إلى أن صاحب العمل لابد أن يحصل على تصريح من القوى العاملة لزيادة ساعات العمل الإضافية، لمراقبة تلك المنشآت ولضمان صرف المقابل المادى للعمال، وللمحافظة على حقوقهم.
من جانبه، نفى محمد سعد، مدير عام مديرية القوى العاملة والهجرة فى المحافظة، عدم تطبيق معايير السلامة والصحة المهنية فى مصانع ومنشآت مدينة برج العرب والمنطقة الحرة، قائلاً: «إن ساعات العمل التى تنص عليها قوانين العمل والاتفاقيات الدولية يتم التأكد من الالتزام بها من قبل مكاتب التفتيش التابعة للقوى العاملة على مستوى المحافظة».
وأشار سعد إلى توافر فرص عمل للشباب من الجنسين فى منطقتى برج العرب والمنطقة الحرة، مؤكداً أنه لا داعى لتخوف الشباب من العمل فى هاتين المنطقتين من ناحية الحصول على حقوقهم، مشيراً إلى قيام أصحاب الأعمال بالالتزام بقوانين العمل، والاستجابة السريعة لمطالب العمال والقوى العاملة، لافتاً إلى وجود بعض الحالات الفردية لأصحاب الأعمال غير الملتزمين بمواعيد العمل.