x

عاطلون تحت الثلاثين: مواطنون على خطى «بوعزيزى»

الأحد 23-01-2011 18:00 | كتب: نيرة الشريف |
تصوير : other

وصل عدد العاطلين بمصر إلى أكثر من 2 مليون عاطل فى الثلث الأول من عام 2010، حسب تقرير الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء، ووصل عدد المتعلمين إلى نحو 95٪ منهم، وعدد حاملى المؤهلات العليا والدرجات العلمية إلى 43٪، وأكثر من المليون ونصف المليون من العاطلين من الشباب، الذين لم تتجاوز أعمارهم 29 عاماً، قوة هائلة.. تُركت معطلة، وأصبح أصحابها مكتوفى الأيدى. على الجانب الآخر، قال المهندس عبدالمعطى لطفى، نائب رئيس اتحاد الجمعيات الاقتصادية، إن هناك نحو 5.5 مليون فى مصر حتى 2009، هؤلاء يعيشون حياتهم على «كف عفريت» خوفاً على «الفرشة» ورعباً من «البلدية». على رصيف مصر عاطلون يسيرون على درب «محمد بوعزيزى» مفجر ثورة الياسمين فى تونس، فى هذا الملف تعيش «المصرى اليوم» تجربة الرصيف مع شباب فى عمر الزهور، يبحثون عن لقمة عيش بسيطة، تماماً كما كان يفعل «بوعزيزى» الذى أشعل النار فى نفسه، احتجاجاً على البطالة و«البلدية».

على الرصيف: رحلة الألف ميل تبدأ بوصلة دش و«بورتريه»


محمد شاب عشرينى حاصل على بكالوريوس تجارة جامعة عين شمس، اختار محمد أن يستغل موهبته فى الرسم للحصول على فرصة عمل، يجلس محمد على الرصيف بجوار سور الجامعة منذ كان طالبًا، ويقوم برسم بورتريهات للطلبة، يقول محمد «أحب الرسم منذ أن كنت طفلاً صغيرًا.. وفى البلد دى محدش بيرعى حد، يعنى حتى وإن بحثت عن أى جهة لترعى موهبتى فلن أجدها، لذلك قررت أن أجعل موهبتى ترى النور بتعبى وجهدى، وبدون أن أجلس فى بيتنا، فقد قررت النزول إلى الشارع والجلوس هنا على الرصيف، لا أملك سوى فرشتى ولوحاتى، أرسم بهم بورتريهات للمشاهير، وأضعهم جانبى كدعاية لنفسى، وعندما رأى الطلبة تمكنى مما أرسم، بدأوا يقبلون علىّ لرسم بورتريهات لهم، يستغرق البورتريه منى حوالى أسبوع وسعره يكون حسب مقاسه».


«عندما كنت طالبًا كنت آتى إلى هنا بين المحاضرات، وأبدأ فى عملى، وإذا جاء موعد محاضراتى أترك اللوحات مع صاحب الكشك المجاور للمكان الذى اخترته ليكون مقرًا لى حتى أعود». واستطرد قائلاً «على أى حال الدخل ليس لى كله فأنا أدفع أجرة المكان الذى أجلس فيه.. أدفع أجرة الرصيف!!.. فأحدهم يؤجر لى هذا الجزء الذى أجلس فيه، وفى المقابل فهو يحمينى من البلدية من خلال معارفه الكثيرة لأكون مطمئنًا.. ومن خلال عملى فى فترة الدراسة استطعت أن أدخر بعض المال، وقمت بتأجير جزء من جاليرى تحف.. جزء لا تتجاوز مساحته مترًا فى متر، فى أحد المولات التجارية الشهيرة مقابل 2000 جنيه شهريًا، وبدأت أعمل فى رسم البورتريهات أيضًا، كان المكسب أكبر كثيرًا من المكسب الذى كنت أحصل عليه عند سور الجامعة.. لكن المحل أغلق بعد فترة لأنه لم يكن يربح من عمله، وعدت إلى سور الجامعة لفترة، والآن أحاول الانتقال لمكان آخر أكثر استقرارًا، أحلم أن أتمكن يوما من فتح معرضى الخاص الذى سيحمل اسمى يومًا ما قريبًا».


أما سعيد فهو شاب فى التاسعة عشرة من عمره، حصل على دبلوم تجارة، ولم يكن لديه الرغبة لإكمال تعليمه، فكر سعيد كثيرًا فيما سيفعله بمؤهله المتوسط الذى استطاع أن يحصل عليه، وكيف سيوفر لنفسه فرصة عمل تدر عليه دخلاً جيدًا، فتوصل بعد تفكير ومشاورة الأصدقاء إلى قرار بدء مشروع وصلات الدش، رأى أن كثيرين من أصدقائه وجيرانه لا يمتلكون قنوات فضائية، ويذهبون إلى المقهى خصيصًا من أجل رؤية قنوات الأفلام التى تعرض أفلامًا جديدة وقنوات الأخبار، كل هذا دفعه إلى التفكير فى أمر الوصلات فسأل عن ثمن الدش المركزى، ووجد أنه باهظ الثمن، ولن يقدر على ثمنه بمفرده فأقنع بعض أقاربه على الاشتراك معه فى هذا المشروع، وبالفعل تحقق له ما أراد، وأصبح يقوم بتوفير هذه الوصلات لشارعه ولبعض الشوارع المجاورة له، مقابل خمسين جنيها ثمنًا للسلك الذى سيصل بينه وبين المشترك، وعشرين جنيهًا كاشتراك شهرى، وكان هذا أمر رائج كثيرًا فى البداية، لكن الآن أصبح الكثيرون يمتلكون أجهزة الاستقبال التى رخص ثمنها جدًا، ولا يحتاجون لوصلات دش مقابل اشتراك شهرى.

كريم: محل العمل «كشك إيجار».. والوظيفة: بائع نغمات


«الأسوأ فى مهنتك أن تصبح التكنولوجيا والتطور شيئاً جيداً فى أعين كل الناس وسيئاً عليك وحدك». بهذه الكلمات عبر كريم ناجى عن حال مهنته الآن.. مهنة كريم كانت منحصرة فى إدخال نغمات إلى أجهزة الهواتف المحمولة، كل ما يمتلكه كريم هو كشك صغير لا تتجاوز مساحته متراً فى متر، وجهاز كمبيوتر يستخدمه لإدخال النغمات والأغانى لموبايلات الزبائن الذين يأتون إليه «زمان كانت الموبايلات على قدها وكان الزبائن محتاجين الخدمة اللى من النوع ده، وإحنا شغالين جنب الجامعة وكل الزبائن اللى بييجوا لنا طلبة بيبقوا مهتمين إنهم ينزلوا أحدث الأغانى على موبايلاتهم، من كام سنة كنّا بنشتغل كويس وبنكسب كويس أوى، لكن دلوقتى كل أجهزة المحمول فيها بلوتوث بيقدر أى حد ياخد أغنية أو نغمة من على موبايل حد من أصحابه أو زمايله، كمان كل البيوت دلوقتى فيها أجهزة كمبيوتر ووصلات إنترنت، اللى بيعوز ينزل أغنية أو يدخل نغمة بيقدر يعمل ده بمنتهى السهولة، وكل ده خلّى شغلانتنا دى مالهاش لازمة».


كريم طالب فى السنة النهائية بكلية التجارة جامعة عين شمس، قام والده باستئجار الكشك الصغير الذى يعمل فيه حاليا، وتكلف التجهيز لهذا المشروع الصغير نحو 5000 جنيه «تحمل والدى تكلفة إيجار الكشك وتكلفة البدء فى المشروع، وقمنا بتجهيز إضاءة المحل شراء جهاز كمبيوتر واحد لنعمل عليه».


وعن مواجهته لحال العمل حاليا يقول «لم يعد كافيا أن نعمل فى إدخال نغمات للموبايلات فقط، ففكرنا فى توسعة النشاط قليلا وقمنا بشراء بعض بطاريات وشواحن أنواع مختلفة من الموبايلات لبيعها فى الكشك، كذلك اشترينا طابعة ورق لأن الطلبة يحتاجون لطباعة الورق، كما فكرت فى شىء آخر وبدأت تنفيذه مؤخرا وهو أن أساعد الطلبة الراغبين فى عمل أبحاث لأقسامهم، يقول لى الطالب فقط على اسم البحث الذى قام الدكتور بتكليفه به وأنا أقوم بإحضار مادة البحث من خلال شبكة الإنترنت وطباعته وبيعه للطالب، على أى حال كان لابد من الخروج من مأزق قلة احتياج الناس حاليا لإدخال نغمات الموبايلات، فهذا الكشك ليس مصدر رزقى وحدى، لكنه مصدر رزق لأخى أيضا الذى لا يجد عملا هو الآخر».


كان كريم حريصا على عدم الاكتفاء بتعليمه الجامعى وأراد أن يعلم نفسه تعليما موازيا عن طريق الكورسات والدورات التدريبية والتدريب فى الشركات الكبرى، وعن هذا يقول «لو اكتفيت بتعليم الجامعة هاتخرج مش متعلم حاجة، ومش هلاقى شغل زى كل اللى اتخرجوا قبلى، كان لازم أعلّم نفسى عشان يبقى عندى حاجة جديدة أقدر أقدمها، ويبقى سوق العمل محتاجنى». يعمل كريم حاليا إلى جانب عمله فى إدخال النغمات بالكول سنتر لإحدى الشركات الكبرى.

بائعو مكالمات الموبايل: «مش عاوزين حاجة من الحكومة غير إنها تسيبنا فى حالنا»وترحمنا


ستجدهم فى الميادين العامة.. ستجدهم بجوار الهيئات والمصالح الحكومية.. ستجدهم بجوار الجامعات ومحطات المترو والقطارات ومواقف الميكروباصات.. شباب فى العشرينيات والثلاثينيات من أعمارهم، يحملون هاتفاً محمولاً أو اثنين أو حتى ثلاثة، ويقفون بجوار لافتة كُتب عليها «دقيقة المحمول بخمسين قرشاً».. إنهم بائعو مكالمات الموبايل، وهذه كل مهنتهم، فى الصيف أو الشتاء تجدهم يقفون فى الشارع هكذا دون حتى أن يتمكن كثير منهم من أن يشترى مظلة تقيه حرارة الشمس أو المطر، لم يعودوا يحلمون بوظائف تناسب مؤهلاتهم الدراسية، ولا حتى بأكشاك يقفون فيها، كل ما يحلمون به أن تتركهم الحكومة والحى والبلدية دون أن يجروا وراءهم ويشعروهم فى كل مرة بأنهم مدانون وليسوا ضحايا يحاولون إيجاد سبيلا «مشروعا» للحياة.


محمد إسماعيل تخرج فى معهد الحاسب الآلى منذ نحو سبع سنوات، بحث كثيرا عن عمل بمؤهله الدراسى دون فائدة، وجد أن السنوات تمر من عمره سريعا دون أن يفعل أى شىء، أدرك أنه ربما سينفق سنوات عمره فى البحث عن فرصة عمل بمؤهله الدراسى وربما لن يجد وتضيع السنوات هباء مثل السنوات السابقة، بدأ محمد يتنازل ويقبل بأى فرصة عمل، فى البدء عمل كبائع فى محال ملابس وأجهزة إلكترونية.. «الحقيقة معرفتش استحمل إن صاحب الشغل يعمل ريس على ويعاملنى زى عمال مش معاهم حتى الإبتدائية، وأنا لولا الظروف مكنتش اشتغلت بالشكل ده.. بدأت بعدها أشتغل فى محال الموبايلات أخدت خبرة كويسة وحوشت فلوس، كنت عاوز وقتها أبدأ أى شغل أبقى فيه لوحدى ومكانش معايا رأس مال كافى لأى حاجة، فقررت أشترى كام موبايل وأشحنها وأقف أبيع مكالمات الموبايل فى الشارع، استلفت وقتها وبدأت مشروعى بحوالى 3 موبايلات، ووقفت بيها عند سور الجامعة، دلوقتى بقى عندى خمسة وسددت ديونى، وجبت حاجات تانية أبيعها جانب المكالمات زى جرابات الموبايل وميداليات وبطاريات للموبايل.. الرزق دلوقتى بقى أقل من زمان، لأن شباب كتير اتجهوا للشغل ده، غير إن السنة دى من أسوأ السنين اللى عدّت على من ساعة ما بدأت شغل لأن الطلبة منزلوش الجامعة كتير بسبب هوجة أنفلونزا الخنازير، غير إن مكانش فيه سنة أولى السنة دى، وإحنا شغلنا كله معتمد على الطلبة.. أنا نفسى يبقى عندى سنترال أو محل موبايلات كبير أنا بس مش عارف ممكن اعمل ده أزاى وأنا مش قادر أحوش ولا مليم لأن كل اللى جاى أقل بكتير من اللى رايح».


أما حمدى السيد، وهو شاب معاق فى التاسعة عشرة من عمره، حاصل على دبلوم فنى صنايع، فقد بدأ عمله فى بيع مكالمات الموبايل بطريقة غريبة يعدها هو فكرة لم يجد سبيلاً آخر غيرها لكسب لقمة العيش، حمدى لم يكن لديه أى مال ليشترى به حتى موبايل واحد يبدأ به عمله، فكان يحضر أكثر من كرسى ويجلس مع أصدقائه فى الشارع بجوار جامعة عين شمس، يقوم حمدى بشحن موبايلات أصدقائه، ثم يستخدمها فى بيع مكالمات الموبايل بخمسين قرشا للدقيقة إلى أن ينفد الرصيد الذى قام بشحنه، ثم يرد لأصدقائه موبايلاتهم فى نهاية جلستهم، ظل «حمدى» يفعل هذا إلى أن دارت معه عجلة العمل واستطاع أن يدخر ويشترى موبايلات وخطوط خاصة بالعمل وماكينة تصوير ليضعها بجوار نشاط الموبايلات بجوار الجامعة، يقول حمدى «أنا دلوقتى بقى معايا 3 موبايلات شغال عليهم.. كل اللى مضايقنى دلوقتى مطاردات الحى التى لا تنتهى، المفترض أننى معاق، وأن الحكومة مسئولة عن توفير كشك لأعمل به، المفترض أن يقدم المعاق طلباً، فيقوم بعده الحى بإرسال لجنة لبحث حالته ثم إعطاء كشك له، أنا مقدم طلب بقالى دلوقتى أربع سنين، وعملوا لى بحث الحالة، وكل ما أسأل يقولوا لى بندور لك على مكان للكشك!! أنا دلوقتى مش عايز الكشك ومش عايز منهم حاجة، كل اللى طالبه يسيبونى بس واقف فى حالى من غير ما ييجوا يجروا ورانا، مش عاوز حد ييجى يقولى انت واقف هنا ليه، أنا مش بأذى حد ومعنديش طريق تانى أنا وأخويا نكسب منه لقمة عيشنا بالحلال».

على هامش الجامعة: المدرس يعمل فى رحاب «ملخصات» الطلبة


فى مكتبة صغيرة تبدو هادئة بالقرب من جامعة عين شمس كان محمود مرزوق الشاب العشرينى يجلس منتظرا دخول الطلبة الذين يحتاجون لملازم المراجعات النهائية قبل الامتحانات، يتبادل مع زملائه الواقفين معه فى المكتبة بعض النكات المضحكة لتسرية الوقت، وبين حين وآخر يرفع محمود عينيه إلى باب المكتبة آملا أن يكون أحد الطلبة قد أتى طالبا ملزمة المراجعة، المكتبة التى يقف بها محمود وزملاؤه ليست كبيرة الحجم ولا فى مكان صاخب، وتحيط بها عشرات المكتبات الأخرى التى تمارس نفس العمل، وتنتظر دخول طلبة يحتاجون لملازم المراجعات النهائية للمواد المقررة عليهم، لا يوجد بالمكتبة التى يقف بها محمود وزملاؤه سوى منضدة صغيرة وجهاز كمبيوتر وتلال من الأوراق والملازم خلفهم.


«تخرجت فى كلية الآداب قسم لغة عربية، من حوالى 6 سنين، وزى كل الناس بدأت رحلتى فى البحث عن عمل، وزى كل الناس برضه ماكانتش رحلة سعيدة أبدا، كل خطوة أو محاولة كانت تسفر عن لا شىء.. كل شغلانة أحاول فيها ألاقيها محتاجة واسطة، أو إنك تكون من أحد أبناء العاملين فى المكان، وفى الآخر اتنصب عليا” هكذا بدأ محمود مرزوق -27 عاماً- قصته فى الحصول على عمل، كانت مشكلة محمود كما يرويها أنه لن يستطيع أن يعمل فى أى مهنة، فهناك مهن لا يعتبرها المجتمع لائقة بخريج جامعة أنفق عليه أهله الكثير من المال لكى يحصل على شهادته، لا يعتبر محمود هذه النظرة محقة تماما فقد ذهب للعمل بمكان ما، ولم يطلع إلا القليلين على مكان عمله«كان وضع مؤقت لغاية ما الاقى شغل، وفى نفس الوقت مكانش ينفع أفضل أدور على شغل من غير ما يبقى لى مصدر دخل».


جاء «الفرج» أخيرا بعد نحو 3 سنوات وعمل محمود مدرسا فى إحدى المدارس الحكومية بعقد محدد المدة، أجر محمود كان هزيلا جدا لكن لم يكن الدخل يشغله، فالأهم أنه حصل أخيرا على وظيفة، وبدأ يبحث عن عمل آخر «واحد صاحبى كان بيعمل مكتبة بجانب الجامعة، عرض على أشتغل معاه أعمل ملازم شرح خلال السنة وملازم مراجعة نهائية خلال الامتحانات للطلبة، مالقيتش الحكاية صعبة، الجامعة تعليمها ثابت وتقليدى والدكاترة مش بيخترعوا حاجة، والدكاترة هيجيبوا منين يعنى؟!، المشكلة دلوقتى إن ناس كتير دخلت المجال ده.. من كام سنة كنّا بنكسب كويس، دلوقتى أى حد عنده محل جانب الجامعة يعمله مكتبة، بقيت سبوبة بتكسب وممكن أى حد يشتغلها، الطلبة مش بيركزوا مين كتب الملازم ولا كتبها ازاى، هما عايزين حاجه يدخلوا يحطوها فى الامتحان أحسن من مفيش، عشان كده إحنا كل شغلنا فترة الامتحانات ولازم يبقى عندك شغل تانى خلال السنة».


«أنا كمان تقريبا مش بشتغل غير الشهرين اللى قبل امتحانات كل تيرم، غير كده ببقى قاعد حاطط ايدى على خدى. هكذا أضاف أحمد منير-27 عاما- أحد العاملين بكتابة الملخصات الدراسية، تخرج أحمد فى كلية الآداب قسم اللغة العبرية منذ نحو 6 سنوات «لما كنّا فى الجامعة كانوا بيصوروا لنا الحياة وردي، وإن مجال دراستنا مطلوب، لما اتخرجت لقيت إن دراستى وحدها مش كفاية، بقالى 6 سنين بدور على أمل، الأول كنت متمسك بمجال دراستى، بس دلوقتى بدور على أى شغلانة مستقرة أقدر اصرف من دخلها على بيتى وابنى اللى جاى فى الطريق».


«بدأت اتجه للمراكز التعليمية، واشتغل فى كتابة الملخصات الدراسية للطلبة أيام الامتحانات، المفروض إننا فى المكتبة هنا بنكتب الملازم بنفسنا، وبنطلع الملزمة بشفرات عشان محدش يقدر يصورها، بس دلوقتى بقى فيه مكتبات كتير بيجيبوا طلبة يكتبوا لهم الملخصات، والطلبة بياخدوا أجر أقل، وفيه مكتبات تانيه متخصصة فى فك شفرات الملازم وبيعها وتبيعها للطلبة أرخص، ودول طبعا بيكسبوا أكتر، الحكاية مالهاش دخل ثابت، والشغلانة يمكن يكون مالهاش اسم، بس بجانب ده بدرس تمهيدى ماجيستير، ولسه على أمل إنى ألاقى شغل بجد».


ربما فقد محمود إبراهيم، الشاب العشرينى، وأحد العاملين فى مكتبات بيع الملازم الدراسية الأمل الذى مازال لدى أحمد، تخرج محمود فى معهد السياحة والفنادق، وظل يبحث عن عمل فى مجال دراسته، ولم يوفق.


يقول محمود: «أنا خلاص مش هقعد هنا، اتفقت مع مكتب يسفرنى السعودية، هيجيبوا لى التأشيرة بـ8000 جنيه وتذاكر الطيران عليهم، أما الإقامة هناك والبحث عن فرصة عمل فعليك، أخرج بس من هنا وأدور على شغل فى مكان تانى، وبعد كدا ربنا هايفرجها».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية