فرضت الولايات المتحدة وبريطانيا، الثلاثاء، قيودا على الأجهزة الإلكترونية التي يحملها المسافرون القادمون من مطارات بعينها في دول ذات أغلبية مسلمة بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا وذلك ردا على تهديدات أمنية غير محددة.
وقالت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية إن المسافرين القادمين إلى الولايات المتحدة من مطارات معينة لا يمكنهم حمل أجهزة يزيد حجمها عن حجم الهاتف المحمول مثل أجهزة الكمبيوتر اللوحي ومشغلات اسطوانات الفيديو الرقمية المحمولة وأجهزة الكمبيوتر الشخصي والكاميرات إلى داخل الطائرة.
وبدلا من ذلك يمكن وضع هذه الأجهزة في أمتعة المسافر التي تخضع للتفتيش.
ورغم مخاوف جماعات معنية بالحقوق المدنية من سعي إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لفرض قيود جديدة على الحركة بعد رفع دعاوى قضائية ضد حظر سفر مواطني دول يغلب على سكانها المسلمون فإن بريطانيا اتخذت خطوات مماثلة.
وقال متحدث باسم رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إن قيودا ستفرض على حمل أجهزة إلكترونية إلى داخل الطائرات القادمة من ست دول بالشرق الأوسط. وقالت الخارجية البريطانية إن الإجراءات ستطبق بحلول 25 مارس.
وفرضت القيود الجديدة بعد تقارير تفيد بأن جماعات إرهابية تريد تهريب عبوات ناسفة في أجهزة إلكترونية.
وقال مسؤول بالحكومة الأمريكية الثلاثاء إن الحظر سيستمر «خلال المستقبل المنظور» مضيفا أنه قد يتسع ليشمل مطارات ودولا أخرى.
وأحجم شون سبايسر المتحدث باسم البيت الأبيض عن الحديث بشأن المعلومات التي استدعت الخطوات الجديدة أو شرح سبب عدم اشتمال القائمة لدول بعينها.
وقال بيل نلسون وهو سناتور من فلوريدا إنه «تحدث إلى المخابرات مطلع الأسبوع وإن التهديد حقيقي.»
ويقول مسؤولون أمريكيون إن جماعات متشددة تشتهر بتصميمات قنابل مبتكرة بما في ذلك وضعها داخل أجهزة كمبيوتر. ويتباهى تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في اليمن بأن لديه خبير صناعة القنابل الأمهر في العالم وهو إبراهيم حسن العسيري.
وقال مسؤولون فرنسيون وكنديون بأنهم يراجعون ترتيباتهم لكن الحكومتين الفرنسية والكندية لم تتخذا أي إجراءات أمنية إضافية في هذه المرحلة.
وتقع المطارات التي تشملها القيود الأمريكية في القاهرة واسطنبول والكويت والدوحة بقطر والدار البيضاء بالمغرب وعمان بالأردن والرياض وجدة بالسعودية ودبي وأبوظبي بالإمارات.
وقال مسؤولون حكوميون كبار إن المطارات تخدمها تسع شركات طيران وتسير نحو 50 رحلة مباشرة من هذه المدن إلى الولايات المتحدة يوميا.
وهذه الشركات هي الخطوط الملكية الأردنية ومصر للطيران والخطوط الجوية التركية والخطوط العربية السعودية والخطوط الجوية الكويتية والخطوط الملكية المغربية والخطوط الجوية القطرية وطيران الإمارات والاتحاد للطيران.
وأمام شركات الطيران مهلة غايتها يوم الجمعة للالتزام بالقيود الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ اليوم الثلاثاء.
وقال مسؤولون إن شركات الطيران الأمريكية لم تتأثر بالقيود الجديدة لأنها لا تسير رحلات مباشرة إلى الولايات المتحدة من هذه المطارات.
وقالت بريطانيا إن القيود ستطبق على الرحلات المباشرة من تركيا ولبنان والأردن ومصر وتونس والسعودية.
وستؤثر بالقيود البريطانية على الخطوط الجوية البريطانية وإيزي جت وجت تو ومونارك وتوماس كوك وتومسون وأطلس جلوبال وبيجاسوس ومصر للطيران والخطوط الملكية الأردنية وطيران الشرق الأوسط والخطوط العربية السعودية والخطوط الجوية التركية والخطوط التونسية.
ونصحت الخطوط الجوية البريطانية المسافرين على رحلاتها من المطارات المذكورة بالمجيء قبل موعد السفر بفترة مناسبة من أجل إجراءات الفحص.
وقال مصدر حكومي أمريكية إنه على الرغم من أن القيود جاءت نتيجة لتقارير عديدة عن تهديدات أمنية فإن بعض معلومات مخابرات ظهرت في الآونة الأخيرة استدعت التحذير الحالي.
وذكر مصدر آخر أن السلطات الأمريكية تعتقد في وجود تهديد بمخططات على غرار واقعة حدثت العام الماضي بالصومال عندما تسببت قنبلة مخبأة بجهاز كمبيوتر شخصي في فجوة في جانب طائرة لكنها لم تسقطها.
وقال مسؤولون إن القرار غير مرتبط بجهود الرئيس ترامب لمنع المسافرين من ست دول يغلب على سكانها المسلمون من دخول الولايات المتحدة.
وفي السادس من مارس آذار وقع ترامب أمر تنفيذيا معدلا يمنع المواطنين من إيران وليبيا وسوريا والصومال والسودان واليمن من السفر إلى الولايات المتحدة لمدة 90 يوما. وأوقف قاضيان اتحاديان بنودا من القرار وقالا إنه يميز ضد المسلمين. وتعهد ترامب بالاستئناف.
ورغم انتقاد الديمقراطيين لحظر السفر الصادر عن إدارة ترامب فإن آدم شيف عضو مجلس النواب الأمريكي وأكبر نائب ديمقراطي في لجنة المخابرات بالمجلس قال إنه يؤيد الاجراءات الاحترازية الجديدة ووصفها بأنها «ضرورية ومتناسبة مع التهديد».
لكن منظمة العفو الدولية أثارت مخاوف جدية من أن تكون القيود «تعصبا يتستر خلف قناع السياسة».