وجّه التقرير السنوي لوزارة الخارجية الأمريكية عن الحريات الدينية، انتقادات حادة لمصر، حيث وضعها ضمن قائمة الدول التى فشلت خلال عام 2010 في الدفاع بشكل كاف عن الحريات الدينية، وذلك إلى جانب كل من أفغانستان، والعراق، ونيجيريا، وباكستان، وروسيا، وطاجاكستان، وتركمانستان، وفنزويلا، وفيتنام.
وخصص التقرير، الصادر مساء الثلاثاء، مساحة كبيرة للحديث عن مصر على وجه الخصوص، حيث كانت هناك مواجهات بين المسلمين والمسيحيين، فضلاً عن عدة هجمات ضد الأقباط، وهو ما أدى إلى دعوة الولايات المتحدة للمجلس العسكري لتمرير القوانين التي تحمي جميع الأديان، لمواجهة القيود المفروضة على ممارسة الحريات الدينية.
وقال التقرير، إن احترام الحكومة المصرية للحريات الدينية لا يزال «فقيراً»، خلال الفترة التي تم خلالها إعداد التقرير بين يوليو وأغسطس 2010، معتبراً أن الأقليات غير المسلمة المعترف بها رسمياً من جانب الحكومة تمارس شعائرها الدينية علانية دون مضايقات، إلا أن مسيحيين ومعتنقي البهائية التي لا تعترف بهم الحكومة يواجهون تمييزاً فرديا وجماعياً، في الحصول على عمل حكومي والقدرة على بناء وترميم وإصلاح دور العبادة.
وقال التقرير إن الحكومة تقوم عادة باعتقال مسلمين من الشيعة والأحمدية والقرآنيين والمتحولين من الإسلام إلى المسيحية، إضافة إلى آخرين لديهم معتقدات أو ممارسات دينية منحرفة عن المعتقدات الإسلامية السائدة والتي ينظر إلى أنشطتهم على أنها تهدد الوئام بين الطوائف المختلفة.
وأكد التقرير أن الحكومة المصرية فشلت في محاكمة مرتكبي الجرائم الجنائية ضد الأقباط المسيحيين في عدد من القضايا، حيث تفضل الحكومة جلسات المصالحة غير الرسمية في أعقاب الهجمات الطائفية، مما ساهم في إيجاد مناخ الإفلات من العقاب الذي شجع على مزيد من الاعتداءات، مشيراً إلى أن الحكومة تقاعست عن إصلاح القوانين المتعلقة ببناء وترميم الكنائس.
ولفت التقرير إلى خطوات إيجابية اتخذتها الحكومة من بينها المحاكمة الجنائية بحق مرتكبي جريمة الهجوم على كنيسة نجع حمادي، إضافة إلى حديثها على أعلى المستويات ضد العنف الطائفي.
وأكد التقرير أن الحكومة الأمريكية تعمل على تقوية منظمات المجتمع المدني، ودعم القنوات العلمانية، وتوسيع الثقافة المدنية التي تشجع على التسامح الديني، كما أنها تدعم المشروعات التي تروج للتسامح والاحترام المتبادل بين الطوائف الدينية المختلفة، إضافة إلى سبل تعزيز الحريات الدينية.
وشدد التقرير على أن السفيرة الأمريكية بالقاهرة، آن باترسون، وكبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية، وأعضاء الكونجرس يواصلون التعبير عن مخاوف الولايات المتحدة حول التمييز الديني في مصر مع كبار المسؤولين الحكوميين المصريين، كما تواصل الإدارة رعايتها لبرامج تهدف لتعزيز التسامح الديني والحرية.
وتضمن التقرير لائحة سوداء بثماني «دول مثيرة للقلق بوجه خاص»، هي السعودية، وبورما، والصين، وكوريا الشمالية، وأريتريا، وإيران، والسودان، وأوزبكستان، وهي لائحة لم تتغير منذ 2009.