x

المسؤولية التائهة بين وزارتى الطيران والداخلية مهزلة «طوابير» مطار القاهرة متى تنتهى .. وموقف مصر للطيران «الصعب» متى ينفرج؟

الثلاثاء 21-03-2017 19:47 | كتب: يوسف العومي |
مؤتمر صحفي للواء مجدي عبد الغفار، وزير الداخلية - صورة أرشيفية مؤتمر صحفي للواء مجدي عبد الغفار، وزير الداخلية - صورة أرشيفية تصوير : حازم عبد الحميد

سياسة الفهلوة التى يدير بها بعض مسؤولى قطاع الطيران، العمل، ستهوى بنا وستغرقنا لا محالة فى مستنقع التخلف عن الركب والتطور الذى يحدث كل ساعة فى البلاد حولنا، لذا سنوجه حديثنا للمهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء، الذى أتمنى أن يسافر ولو لمرة واحدة متخفياً فى ثوب مواطن عادى عبر مطار القاهرة، وعلى متن طائرات مصر للطيران، لكى يتذوق بنفسه المعاناة التى يتعرض لها المسافر سواء كان مصريا أو أجنبياً.

سيادة رئيس الوزراء: ما تجده أثناء سفرك العادى داخل البلاد أو خارجها، هو ليس الحقيقة أو الواقع، لأن الشوارع المؤدية للمطار تغلق أثناء مروركم، والأكمنة الموجودة على مداخل المطار تختفى، والصالة المخصصة لسيادتكم تفتح أبوابها قبل وصولكم للمطار بساعات، ويكون فى انتظاركم جيش جرار من كبار وصغار الموظفين، لا هم لهم إلا إرضاءكم وتقديم صورة وردية لسيادتكم، وهذا بخلاف الحقيقة.

وهذه الإجراءات التى يتم تطبيقها أثناء سفركم هى نفسها التى تتم أيضا أثناء سفر وعودة الدكتور على عبدالعال رئيس مجلس النواب، الذى يمثل الشعب، فهو أيضا مخصص له صالة ويأتى ويسافر منها، لكن شاء القدر خلال سفره إلى الغردقة قبل 4 أيام، على رأس وفد يضم ثلاثين من نواب البرلمان، أن تتأخر رحلتهم لنحو 5 ساعات كاملة ذاقوا خلالها مرارة الانتظار، واختلت جداول مواعيدهم وارتباطاتهم، ولعل هذا الموقف يجعل هؤلاء يسعون لمعرفة ما إذا كان هذا القطاع يدار بصورة علمية، أم أن القائمين عليهم تشغلهم أمور أخرى، غير التى تهدف إلى وضع هذا القطاع فى مصاف قطاعات الطيران فى البلدان المجاورة، لا نقول مثل الإمارات وقطر وتركيا، بل على الأقل مثل إثيوبيا وكينيا والأردن.

دولة رئيس الوزراء: ليس من المعقول أن وزارة الطيران المدنى، ووزارة الداخلية، الجهتان المسؤولتان عن إدارة مطار القاهرة الدولى بمبانيه الثلاثة، يفشلون على مدار الأشهر الماضية، فى وضع حد لمهزلة تنظيم دخول وخروج المسافرين والعائدين، ويكفى أن تعلم أن مطار القاهرة هو الوحيد فى المنطقة، الذى تجد به أطول طوابير سواء فى صالات الوصول أو السفر، انتظاراً لإنهاء الإجراءات، هذه الطوابير لا ترحم عجوزاً أو مريضاً أو سيدة أو طفلاً الكل يقف لساعات ويعانى الأمرين رغم أنه دفع آلاف الجنيهات ثمناً لتذكرة السفر، لكن قد يخرج علينا من يقول إن مصر بلد مستهدف من قوى الظلام والإرهاب، لذا نشدد فى إجراءات التفتيش حرصا على سلامة المسافرين وأمنهم، لذا سنقول لصاحب هذا الرأى، إن مطار بروكسل ببلجيكا، ومطار أتاتورك بتركيا حدثت فيهما عمليات إرهابية، لكن هذان المطاران تم استحداث إجراءات جديدة بهما غير مرئية، وعاد للعمل بشكل طبيعى، إن المشكلة هى عدم وجود قيادات لديها من الخبرة والمهارة والإبداع ما يمكنها من إدارة العمل، فقد تم إسناد العمل لغير المتخصصين، الذين أصبح جٌل همهم هو كيفية إدارة المعارك للحفاظ على مناصبهم ومكتسباتهم.

والدليل على ما سبق أن المطارات فى البلاد التى حولنا تحولت الى مناطق استثمارية، تضيف موارد جديدة، وتخلق استثمارات بالمليارات، مثل منطقة جبل على بالإمارت، التى أعلنت أنها حققت أرباحا صافية بلغت 1.13 مليار دولار فى 2016 مقابل 883 مليون دولار فى 2015، أما نحن فقد فشلنا فى تخطيط وترويج المناطق الاستثمارية، المعروفة إعلامياً بمشروع «إيربورت سيتى» كمنطقة استثمارية تقام حول مطار القاهرة الدولى، وتشمل عدداً من المشروعات والأنشطة السياحية والتجارية والترفيهية والخدمية تساهم فى دفع التنمية وخدمة الاقتصاد الوطنى وتفتح مجال العمل لآلاف الشباب من مختلف التخصصات، والتى خٌصص لها مساحة 2.8 مليون متر مربع، أضف إلى ما سبق أن هناك أكثر من 15 مطاراً إقليمياً بمصر بعضها دولى، أصبحت عالة على الاقتصاد القومى، وسارت منشآت فاشلة يٌنفق عليها ولا تدر مليماً للدخل القومى. وإذا انتقلنا للشركة الوطنية لمصر للطيران، فحدث ولا حرج، فقد أصبحت شركة، مثقلة بالديون، غير قادرة على المنافسة، ليس مع الشركات الخليجية فحسب، بل مع شركات ناشئة كالخطوط الأثيوبية، التى أخرجتها الأخيرة من غالبية السوق الأفريقى، واستولت على غالبية حصتها فى نقل الحجاج الأفارقة إلى الأراضى المقدسة، بل أصبحت الشركة الناقلة لمعظم البلدان الأفريقية بجانب الخطوط التركية، الوضع فى مصر للطيران أصبح صعبا جدا يتنظر انفراجة إلهية، فالشركة تعانى من تضخم، ورواتب الجيش الجرار من الموظفين البالغ عددهم 33 ألف موظف منهم 25 ألفاً لا حاجة للعمل بهم، فهل من المعقول فى أى شركة بالعالم، أن يكون مدير عملياتها سبباً فى تدمير طائرة مملوكة لها أثناء هبوطها فى مطار أديس أبابا، وإخراجها عن العمل، والمهزلة هى أن يتم التكتيم على هذه الواقعة دون حساب ولا عقاب؟ هل من المعقول أن يكون للشركة ألفى موظف يعملون بالخارج من المحاسيب يكلفون الشركة 4 مليارات جنيه فى السنة، فى المقابل نجد عدد موظفى الخطوط القطرية فى مصر لا يزيد على 10 موظفين، وتحقق ضعف ما تحققه الشركة الوطنية.. فعلاً هذه أيضا مهزلة.

سيادة رئيس الوزراء الوضع جد خطير لذا يلزم التدخل من سيادتكم شخصيا.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية