تباينت مظاهر الاحتفال والعيد واحد، ولكنه التباين الذي عكس قاسماً مشتركاً، وهو الرغبة في تسليط الضوء على معاناة الأم، إذ أنها المعاناة التي كانت حاضرة في حياة جميع الأمهات، مهما اختلفت أوطانهم، وسواء علا مستوى الرفاه فيها أو تدنى.
ففي إطار احتفال العالم بأعياد الأم، «نادي الأسير الفلسطيني» الضوء على الأسيرات الفلسطينيات، إذ قال إن الاحتلال الإسرائيلي يعتقل 19 أسيرة من الأمّهات في سجونه، من بين 60 أسيرة يقبعن في سجني «هشارون» و«الدامون» الإسرائيليين.
وأشار نادي «الأسير»، في بيان بمناسبة عيد الأم، إلى أن سلطات الاحتلال تحرم بعض الأسيرات من زيارة عائلاتهن، وتضيّق على الأخريات، وتحرم الأسيرات الأمهات من الزيارات المفتوحة ولا تمكنهنّ من احتضان أبنائهن، إضافة لمنع التواصل الهاتفي معهم وإرسال وتلقّي الرسائل المكتوبة.
وبيّن نادي الأسير أن الأسيرة عبلة العدم، 46 عاماً، من محافظة الخليل، هي أم لأعلى عدد من الأبناء بين الأسيرات، ويبلغ عددهم 9 أبناء، أصغرهم لم يكن يتجاوز 3 سنوات عند اعتقالها، فيما يحرم الاحتلال الأسيرة نسرين حسن، 38 عاماً، من حيفا، من زيارة أبنائها الـ7 والذين يقطنون في غزة، وأصغرهم طفل كان يبلغ من العمر 9 أشهر عند اعتقالها، ومن بين الأسيرات الأمّهات، الأسيرة جودة أبومازن 45 عاماً، والتي يعتقلها الاحتلال إلى جانب زوجها وابنها.
وفي الأردن، احتفلت الملكة رانيا العبدالله مع مجموعة من الأمهات الأردنيات، وعلقت الملكة الأردنية على صورتها مع الأمهات قائلةً: «كل كلمات الشكر ما رح تقدر توفيكي حقك.. إلى كل امرأة جسدت قيم ومعاني الأمومة كل عام وأنت بألف خير».
أما الإمارات فاختصت بالتكريم في هذا اليوم، الأمهات الذين لديهم أبناء من ذوي الاحتياجات الخاصة، والملتحقين بمركز راشد لذوي الاحتياجات الخاصة، إذ حضرت الشيخة فاطمة بنت حشر بن دالموك المكتوم، والممثلة زينب العسكري، الاحتفال الذي أعده المركز، أمس الأول، تحت شعار «شكراً ماما»، كما حضره عدد كبير من المهات والطلاب، بحسب موقع «ذا جلف توديا» الإماراتي.
وفي البحرين صبغت الاحتفالات بصبغة إنتاجية، إذ دعا محافظ «الشمالية»، على العصفور، الثلاثاء، جمهور المواطنين والمقيمين لحضور الاحتفال الذي ستنظمه المحافظة، يوم الخميس المقبل، من الساعة 3 عصرا حتى 6 مساءً بمجمع الرملي تحت شعار :«أمي..حبيبتي»، تكريماً لجهود الأم البحرينية في النهوض بمسئولياتها الوطنية، فيما قال القائم بأعمال مدير إدارة البرامج الاجتماعية وشؤون المجتمع محمد درويش، إن المهرجان يهدف لاستمرارية العمل الاجتماعي ضمن مبادرة «كلنا شركاء في السلام»، ومن أهم أهدافها لم الشمل وتقوية النسيج الاجتماعي والوحدة الوطنية.
ويشمل المهرجان، مشاركة الأسر المنتجة والعارضة لفتح المجال أمامهم لتقديم منتجاتهم سواء الحرفية أم الأطعمة الشعبية، كما سيتم تخصيص فقرات للألعاب ومسابقات الأطفال المجانية بمشاركة الشخصيات الكارتونية وتلوين الوجوه.
في الوقت نفسه، قرر «صندوق إنقاذ الطفولة» الدولي، أن يتلقف فرصة الاحتفالات بعيد الأم لتسليط الضوء على معاناة أطفال القارة السمراء، الذين يفقدون أمهاتهم بسبب مرض «الأيدز»، وقال تقرير بعنوان «محرومون في عيد الأم» نشره، أمس الأول، إن ملايين الأطفال الذين فقدوا أو يفقدون أمهاتهم بسبب مرض نقص المناعة المكتسبة الايدز لا يلقون الرعاية والدعم الكافييْن.
وأوضح التقرير أن 9 ملايين طفل في أفريقيا فقدوا أمهاتهم بسبب الايدز، وأن العديد من هؤلاء الأطفال يضطرون للعناية بأمهاتهم المصابات بالمرض، وبالتالي يتغيبون عن الدراسة والتعليم، ويشير التقرير إلى أن نسبة 90% من النساء المصابات بالايدز في العالم هن أمهات، وناشدت المنظمة الدول المانحة والهيئات الدولية بذل مزيد من الجهود لرعاية هؤلاء الأطفال.
أما محرك البحث العالم «جوجل» فاحتفل، اليوم، الثلاثاء، بـ«عيد الأم»، عبر تصميم مبسط وضع من خلاله المحرك صور تحتوي على رسائل تعبيرية للتهنئة في عيد الأم، وكانت الصور لنباتات صبار ترعى صغارها الممتنين تعبيراً عما تقوم به الأم من جهد.