قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، غسان الشكعة، إن زيارة الرئيس الفلسطينى، محمود عباس «أبومازن»، للقاهرة تبحث إنهاء الانقسام الفلسطينى، والحكومة الجديدة لحركة «حماس» والأوضاع في غزة، وما آلت إليه نتائج زيارة مبعوث الرئيس الأمريكى للأراضى الفلسطينية.
وأضاف «الشكعة»، لـ«المصرى اليوم»، أن الرئاسة المصرية تبحث موضوع القيادى المفصول من حركة «فتح»، محمد دحلان لأنه أصبح مقربا من القاهرة، لتحقيق الوحدة الفلسطينية، مشيرًا إلى أن «أبومازن لن يعند مع السيسى في هذا الأمر»، بحسب تعبيره.
وأوضح أن الرئيس الفلسطينى سيبحث الأوضاع في غزة وحكومة «حماس» الجديدة لإنهاء الانقسام، والملفات الفلسطينية التي ستتناولها في القمة العربية في الأردن، مؤكدا أن القاهرة دائما تحمل على عاتقها ملف الصراع الفلسطيني- الإسرائيلى لحل الدولتين وإحلال السلام.
وقال:«أبومازن سيعاتب الرئيس عبدالفتاح السيسى لعدم دعوته لحضور الاجتماعات التي عقدت في العقبة العام الماضى، بين مصر والأردن وإسرائيل وأمريكا، بدعوة وزير الخارجية الأمريكية السابق جون كيرى»، موضحا أن «أبومازن» يثق في القاهرة وعمان من خلال تبنيهما وجهة نظر الفلسطينيين في مطالبتهم بحقوقهم، إلا أنه أوضح أن «أبومازن» لن يعاتب السيسى، إن كان كيرى هو من رفض دعوة الفلسطينين رغم أن هذه قضيتهم، حتى لا تحدث مشاكل بين «أبومازن» ورئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو في المطالب ومن ثم تفشل الجلسات، مشيرًا إلى أنه سيسعى إلى الاستفسار منه حول ما حدث في تلك الاجتماعات.
وأكد مفوض لجنة التعبئة والإعلام لحركة «فتح»، يحيى رباح، أن الزيارة تأتى لتنسيق المواقف بشأن القمة العربية المقبلة في عمان، وأن الجانبين سيبحثان «إنهاء الأزمات الخفية» بينهما، خاصة منع عضو اللجنة المركزية لـ«فتح»، جبريل الرجوب، من دخول القاهرة. وأضاف «رباح» لـ«المصرى اليوم» أن الموقف الإسرائيلى من الاستيطان، وقرار وزير الدفاع الإسرائيلى أفيجدور ليبرمان، ووضع الصندوق القومى الفلسطينى على قائمة الإرهاب سيكون ضمن القضايا التي ستبحثها القمة، مؤكدًا أن تصنيف ليبرمان للصندوق الفلسطينى بالإرهاب «كلام تافه ويثير السخرية»، لأن الصندوق الذي أنشئ عام 1964 لم يكن يومًا بعيدا عن اللقاءات الدولية، لافتا إلى أن الأداء المالى للسلطة الوطنية الفلسطينية يتلقى الإشادة من إطارات عديدة كالأمم المتحدة والمانحين الدوليين والاتحاد الأوروبى، بما يؤكد أن سمعة الأداء الفلسطينى فوق الشبهات.
وقال: «نتنياهو متأزم شخصيًا بفضائح فساد، فأولى بالإسرائيليين أن ينظروا إلى أنفسهم»، لافتًا إلى أن القاهرة تستطيع أن تجهض هذا القرار، وأن «أبومازن» سيطلب من السيسى ذلك، خاصة أن الحكومة الإسرائيلية لا تريد الالتزام بشىء، وعندما شعرت بجدية التصرف الأمريكى وإدارة الرئيس دونالد ترامب بإحياء عملية السلام، لجأت تل أبيب إلى شن غارات على سوريا للتنصل من تلك المطالبات وتخريب جهود «ترامب» قبل أن تبدأ، مشيرًا إلى أن هذا الموضوع سيكون موضع مباحثات بين «أبومازن» والسيسى.
وأكد أمين سر المجلس الثورى لـ«فتح»، أمين مقبول، أن المباحثات جاءت في وقتها، خاصة أن إدارة ترامب بدأت بالتراجع عن موقفها الصارم نحو عملية السلام، مشيرًا لـ«المصرى اليوم»، إلى أن «السيسى أراد أن يضع أبومازن في الصورة من أجل تنسيق الجهود الرامية لعملية إحياء السلام، والتعامل مع مقتضيات المرحلة المقبلة التي تتطلب إنهاء الانقسام لتحقيق حقوق الشعب الفلسطينى».