x

السيّد ياسين.. رجل قانون أغواهُ علم الاجتماع (بروفايل)

الأحد 19-03-2017 11:43 | كتب: أحمد يوسف سليمان |
صورة أرشيفية للكاتب الصحفي السيد ياسين، خلال حوار مع المصري اليوم. 
 - صورة أرشيفية صورة أرشيفية للكاتب الصحفي السيد ياسين، خلال حوار مع المصري اليوم. - صورة أرشيفية تصوير : محمد معروف

من سطور الفيلسوف هوايتهيد في كتابه «مغامرات فكريّة» كانت لحظة الاكتشاف الأولى للكاتب والمُفكّر السياسي د. السيد ياسين كما وصفها، يقول «كان الكتاب صاحب الأثر الأكبر في حياتي، ومازلت أحتفظ بنسخة منه حتى الآن».

توفّي «ياسين» صباح اليوم الأحد، عن عُمر ناهز 84 عاما بعد صراعٍ طويلٍ مع المرض، قُرابة الشهر، قبع د. السيّد ياسين الكاتب وباحث الاجتماع والمفكّر السياسي ومستشار مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، في العناية المُركّزة إثر أزمةٍ صحيّة شديدة.

وقال نجله عمرو ياسين لـ«المصري اليوم» إنه كان تعرّض لأزمة صحيّة دخل على إثرها المُستشفى لـ4 أيام، أعقبتها الأزمة الأخيرة في فبراير الماضي والتي أدخلته العناية المركزة قرابة الشهر. وُلد باحث الاجتماع والمفكر السياسي عام 1933 في محافظة الإسكندريّة، وتخرّج في كلية الحقوق جامعة الإسكندريّة.

انضم «ياسين» إلى جماعة الإخوان المُسلمين منتصف القرن الماضي، ثُم رُشّح دارسًا بمدرسة الدُعاة بمحرّم بك، درس بها القرآن الكريم والحديث الشريف والفقه والسيرة، وأيضًا المذاهب السياسية المعاصرة، وتتلمذ هُناك على يد الشيخ مصطفى الشمارقة، والذي كان يقرأ له مناهج كلية الآداب مع تلامذة آخرين للشيخ الأزهري الضرير.

يقول «ياسين» عن تجرية مدرسة الدُعاة «استطاعت مدرسة الدعاة أن تغيرني بالكامل، من صبي خجول منطوٍ يقبع بالساعات في غرفة منفردة لكي يقرأ، إلى صبي يتسم بشخصية انبساطية لديه القدرة على مواجهة الجماهير في صلاة الجمعة من كل أسبوع. أفادني هذا التدريب المبكر على الخطابة فيما بعد حين أصبحت باحثًا ألقي البحوث في المؤتمرات العلمية أو محاضرًا في جامعة القاهرة والجامعة الأمريكية بالقاهرة».

عام 1957، أعلنت صحيفة الأهرام عن حاجة المعهد القومي للبحوث الجنائية (المركز القومي للبحوث حاليًا) إلى باحثين مُساعدين من خريجي الحقوق، وكان هو ضمن ثلاثة مقبولين من أصل 300 متقدّم، وبعد أن أمضى في المركز 18 عامًا، تركه ليصبح مديرًا لمركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالأهرام عام 1975.

بعد دراسة في باريس للقانون الفرنسي، امتدت للتعمّق في علم الاجتماع الأدبي والسياسي، وهنا قرر «ياسين» ترك القانون قائلًا «ليس من المعقول أن يضيع باحث مثلي ثلاث سنوات من عمره يتعقب أحكام محكمة النقض»، عاد بعد ذلك إلى القاهرة في 1967 عام النكسة، انصب حينها على دراسة المجتمع الإسرائيلي وانضم إلى مركز الدراسات الفلسطينية والصهيونية بالأهرام، ويُشير إلى أن محمد حسنين هيكل قرر في تلك المرحلة تحويل المعهد إلى مركز للدراسات السياسية والاستراتيجية، ما دفع «ياسين» إلى التعمّق أكثر في مناهج ونظريات البحوث الاستراتيجية.

شغل «ياسين» منصب عضو لجنة الدراسات الاجتماعية بالمجلس الأعلى للثقافة، وهو حاصل على عدّة جوائز، منها وسام الاستحقاق الأردنى من الطبقة الأولى عام 1992، وسام العلوم والفنون والآداب عام 1995، وجائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية من المجلس الأعلى للثقافة عام 1996.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية