على طريقة ميدان التحرير، تنظف الليبيات شوارع طرابلس وتزين جدرانها بالرسومات، حيث تتجمع ربات المنازل والموظفات وصاحبات المهن الحرة مع عائلاتهن عصر كل يوم لأداء هذه المهمة.
نحو 50 امرأة يقفن فى ميدان القادسية، بعضهن يرتدين سترات موحدة صفراء ويحملن أداوت الكنس استعدادا لمهمة التنظيف التطوعية، فيما تتوجه أخريات إلى منطقة سوق الجمعة وفى أيديهن أدوات الرسم والطلاء.
عمرها الذى تجاوز 52 عاما لم يمنع نعمة عريبى، معلمة، من المشاركة فى كنس المنطقة قرب فندق عند طريق الشط ينزل فيه عدد من الصحفيين الأجانب، قائلة إن الشعب الليبى يريد أن يظهر للجميع أنه شعب متحضر يحب النظافة ويفتخر بذلك، موضحة أن هذا العمل يأتى فى إطار «حملة تطوعية لتنظيف المدينة وسيستمر العمل لمدة أسبوع».
تأتى هذه الحملة النسائية بعدما انتشرت القمامة فى أنحاء العاصمة الليبية عقب سيطرة الثوار عليها فى 23 أغسطس، إذ توقف حينها معظم العمال عن تنظيف الشوارع. وعلى بعد أمتار، يوجه عبدالحميد الطاهر عريبى، 55 عاما، شبانا وشابات صغارا حول كيفية تنظيف الشارع بأفضل طريقة ممكنة، ويقول الطيار الذى يعمل على متن أسطول الخطوط الجوية الليبية: «بدأنا نحب بعضنا البعض أكثر ومستقبل ليبيا واضح فى عيون هؤلاء الشبان والشابات». وإلى جانب مهمات التنظيف، تطوعت شابات لأداء أعمال أخرى فى المدينة تهدف إلى تحسين مظهرها، بينها رسم الجداريات، إذ رسمت رنا، «18 سنة»، مع أخريات علم الثورة، واختراع رسومات تسخر من «القذافى».
ويظهر الزعيم الليبى معمر القذافى فى أحد الرسومات منحنيا فيما تقوم يد امراة برميه فى «مزبلة التاريخ» التى تضم أيضا علم النازية والكتاب الأخضر وجرذانا، فى إشارة إلى وصف «القذافى» المتظاهرين بالجرذان.