x

المرأة في حلايب وشلاتين: كائن مقدس لا يقترب منه أحد

السبت 22-01-2011 16:39 | كتب: داليا عثمان |
تصوير : اخبار

تعتبر المرأة فى حلايب وشلاتين، كائنًا مقدسًا له خصوصيته، حيث لا يقترب منها أحد، ولا تظهر إلا فى بيتها، ولا تخرج منه إلا للضرورة القصوى، وتعمل النساء فى المشغولات اليدوية وهى مهنة متوارثة لكل سيدات المنطقة.

فى أحد أركان خيمة الشيخ على جمعة، من قبيلة العبابدة، قال إن محتويات الخيمة من صنع النساء، وكانت 3 نساء يجلسن ويخفين وجوههن، من بينهن ابنته فاطمة، التى قالت إن وضع المرأة حالياً يختلف عن وضعها سابقاً، فالبنات الصغيرات أصبح مسموحًا لهن بالتعليم، والخروج فى حدود، عكس العروس التى لا تخرج إلا إلى بيت زوجها.

وقالت السيدة عائشة، إحدى نساء القبيلة، إن أعداد المرأة فى المنطقة للزواج يختلف عن عادات غيرها من المجتمعات، بقولها: «نشترى الأقمشة لإعداد الزى التقليدى للعروس وهو «التوب الأبيض» الذى ترتديه يوم العرس، ونرسم الحنة على يديها ورجليها، وما يميز المرأة المتزوجة عن البنت، هو طريقة تصفيف الشعر من الأمام،

حيث يصفف الشعر على شكل ضفائر من الأمام للمتزوجة، وللزواج طقوس خاصة عند أهالى حلايب وشلاتين، فالفرح يستمر 4 أيام فى أى وقت من السنة، ماعدا شهر ربيع الأول، لأنه يفضل الاحتفال فيه بالمولد النبوى الشريف فقط، اليوم الأول يكون يوم الحنة الصغرى على مستوى العائلة، ويرافق العريس أحد أصدقائه للمرور على العائلات الأخرى لدعوتهم للفرح، ومساعدته فى إعداد ملابسه، ويسمى هذا الشخص «الوزير»، وفى هذا اليوم تجهز والدة العريس الحنة للأقارب، والبنت غير المتزوجة توضع الحنة على يديها، أما المتزوجة فتضعها على يديها ورجليها».

وأضافت عائشة: «فى اليوم الثانى يستقبل العريس الذبائح التى تهديها له العائلات الأخرى، واليوم الثالث هو يوم الحنة الكبرى، حيث يجتمع فيه أبناء القبائل برجالها وسيداتها، ويقوم الشباب بالرقص، والمبارزة بالسيف، وتأدية رقصة «الطنبور والدف»، وفى اليوم الرابع يجلس العريس فى مكان يسمى «الكوجرة»، وهى مثل الكوشة، وينتظر العروس التى تأتى بها خالتها أو عمتها ليدخل بها بعد ذلك».

وأوضحت عائشة أن أفراح أهالى حلايب وشلاتين تتميز بأن العريس يدخل بزوجته بعد عشاء يوم الجمعة، وقبل أن تشرق شمس اليوم التالى، تذهب الزوجة إلى بيت والدها لتقضى طوال النهار، وتعود لزوجها بعد الغروب، ويتكرر هذا لمدة 40 يوماً.

وكان لاختلاف الطبيعة والظروف الاقتصادية لحلايب وشلاتين فى حقبتى الثمانينيات والتسعينيات تأثيره على هذه العادات، وكذلك الوقت الحالى له تأثيره أيضاً، حسب تأكيد الشيخ محمد على سعد، شيخ قبيلة البشارية، الذى قال: «كان الزواج قديماً يتم شفهيا ولايرتبط بوثيقة زواج أو أوراق، حيث كانت الكلمة أقوى من الورق، لكن الوضع تغير الآن، إذ إن قسيمة الزواج أصبحت ضرورية، وأيضا الحياة المدنية لها تأثيرها الآن، حيث كان العريس يقدم عدداً من الجمال مهراً، لكن الآن ندفع المال، وكانت العروس لا تتحمل أى شىء، أما حاليًا فتشارك فى الجهاز، لكن العريس يشترى ملابسها، والشبكة لا تتعدى 3 آلاف جنيه، كذلك فإن تعدد الزوجات قليل حالياً».

للمرأة دور مهم فى إعداد الطعام الذى يرتبط هو الآخر بطقوس معينة، على حد وصف عائشة التى قالت: «العصيدة تعتبر الوجبة الرئيسية، ويتم إعدادها بغلى الدقيق مع الملح وعجنهما جيدا بخشبة تسمى «الكشن»، ويضاف إليها بعد ذلك اللبن الرائب والسمن، فضلا عن إعداد نوع من الخبز يطلق عليه «القبوريت» وهو عبارة عن دقيق معجون بالماء ويوضع داخل حفرة عليها رمال ساخنة لمدة 15 دقيقة، ويتم تقليبها على الوجهين حتى يستوى لتتم إزالة الرمال من عليه وتنظيفه جيدا ليصبح خبزا جيد المذاق».

ويعتبر اللحم وجبة أساسية حيث تتم تشفية اللحم وتحفر له حفرة فى الأرض يشعل بها الحطب، ثم تغطى النار بالحجارة حتى يسخن الحجر ثم يوضع على الحجر شحم الذبيحة ليوضع عليه اللحم المشفى ويتم تقليبه حتى النضج، وهو ما يطلق عليه «الديفوت».

وتعد المرأة مصدر دخل لأسرتها من خلال المشغولات اليدوية التى تصنعها من خامات البيئة وتبيعها للسياح فى الغردقة ومرسى علم، وقال سعيد على أحمد، عضو مجلس محلى، إن هناك 50 أسرة لديها ما يشبه جمعية، يقومون بصنع «الشعلوجة» من ألياف النخيل، وزينة الجمال، والميداليات، وبعض الهدايا التذكارية مثل الفواحة، وماسكة الشعر، بالإضافة إلى صناعة التماسيح من جلود الإبل.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية