قالت نادية مبروك، رئيس الإذاعة، إن ماسبيرو ليس فاشلاً، لكن نحتاج إلى تغيير القوانين حتى نستطيع تغيير الشاشة والميكروفون، كما أكدت أن إنشاء الدولة لإعلام آخر يتبعها ليس معناه إلغاء ماسبيرو، ولا يعنى تراجع دوره، لكن المبنى يحتاج إلى اهتمام أكثر من الدولة، ليس بالمال فقط ولكن بهيكلة وتطوير الأفكار والاهتمام، لأن التليفزيون يعمل بنظام قوانين قديمة منذ أن أنشئ، والوضع الحالى في الإعلام منافسة وأدوات قوية تحتاج إلى أموال ضخمة، والفلوس التي توفرها الدولة لا تكفى إلا مرتبات. وإلى نص الحوار.
■ هل الدولة أدارت ظهرها عن ماسبيرو؟
- لا أستطيع أن أقول الدولة أدارت ظهرها عن ماسبيرو، لكن ماسبيرو يحتاج اهتماماً أكثر، لأن به مشاكل كثيرة ومعوقات للعمل أكثر، ويحتاج قرارات كثيرة وجريئة، لدينا لوائح وقوانين قديمة يحكم بها العمل بماسبيرو منذ أن نشأ في فترة الستينيات والسبعينيات، نحتاج إلى اهتمام أكثر من الدولة، وأعتقد أنه بتغيير قوانين الإعلام، من خلال إنشاء الهيئة الوطنية للإعلام، سوف يتغير حال ماسبيرو إلى الأفضل، خاصة أن الدولة تسعى في ذلك خلال المرحلة المقبلة، كما أن إنشاء نقابة الإعلاميين شىء مهم بالنسبة للإعلاميين في تلك المرحلة..
■ تطلبين الاهتمام وأنتم تحصلون على 220 مليون جنيه شهرياً من خزانة الدولة؟
- الاهتمام ليس فلوس بس، ماسبيرو يحتاج إلى قرارات جريئة في هيكلته، فمثلا هناك عجز كبير في البرامجيين، رغم أن الجميع يقول إن ماسبيرو العمالة به زائدة، هناك كثرة في الإداريين، كما أن الإعلام الخدمى والرسمى مكلف لأنه ينقل كل شىء في الدولة دون مقابل، والـ220 مليون جنيه هي مجرد مرتبات للعاملين، والناس تحاسبنى على الشاشة، فمن أين يتم تطوير الشاشة والميكرفون، فالتليفزيون يحتاج إلى أفكار كثيرة وقوية، ومن الممكن أن نقول إن الإذاعة الوضع بها مختلف كثيراً عن التليفزيون، لأن الإذاعة بها إعلانات وقادرة على الاختلاف في تلك المرحلة.
■ قلتِ إننا نحتاج أفكاراً فهل أبناء ماسبيرو غير قادرين على تقديم الأفكار؟
- أبناء ماسبيرو قادرون على تقديم الأفكار، ولكن أنت تعمل بنظام قوانين قديمة منذ أن أنشئ التليفزيون، والوضع الحالى في الإعلام منافس وأدوات المنافسة قوية، وتحتاج إلى أموال ضخمة، والفلوس التي توفرها الدولة لا تكفى إلا مرتبات، فلا يمكن أن آخذ حقوق الناس وأطور بها الشاشات، ولدينا نقص في عدد المذيعين، فمثلاً إذاعة فلسطين يعمل بها ثلاثة مذيعين، إذاعة صوت العرب تبث 24 ساعة وبها 14 مذيعاً، ولا توجد فرصة لدخول شباب إلى المبنى، على الرغم من الممكن أن تكون هناك عقود للعمل من خارج المبنى، لتجديد الدماء.
■ هل الدولة بإنشاء قناة dmc تبحث عن بديل لماسبيرو؟
- لا يمكن أن أقول إن الدولة من الممكن أن تستغنى عن ماسبيرو، فمثلاً تقرير أبسوس الأخير أظهر أن الإذاعات الأعلى في الاستماع هي إذاعة الأغانى والشباب والرياضة وراديو مصر ثم الشرق الأوسط وبعدها الإذاعات الأخرى، ماسبيرو له دور آخر باختلاف دور الإعلام الآخر التي تنشئه الدولة، ولكن الإعلام الآخر الذي تنشئه الدولة إمكانياته مختلفة عن ماسبيرو في أن لديهم إمكانيات كثيرة مثل قوة الترددات ولديه القدرة في اختيار العمالة، ونحن لدينا أشخاص قد يكون عدد منهم لم يتم اختياره بل تم تعيينه في المبنى، فمهما أعطيته من دورات تدريبية يكون المردود ضعيفاً.
■ لماذا الدولة تنظر لماسبيرو على أنه جهاز فاشل؟
- ماسبيرو يحتاج إلى دعم أكثر من الدولة، لأن ماسبيرو أثبت نجاحه الكبير في نقل كثير من الاحتفالات الرسمية، مثل حفل قناة السويس، وفى الحملات الإعلانية التي تقدمها الوزارات وفى المؤتمرات الكبيرة وأشياء كثيرة صعب حصرها، ودعنى أقول إن الرئيس السيسى عندما منح كلمة لإذاعة القرآن الكريم في عيدها العام الماضى، جعل كل المسؤولين في الدولة يعطون اهتماما كبيرا لإذاعة القرآن الكريم، وسبق أن تحدثت مع المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء السابق، وطلبت منه أن يكون مصدر الخبر هو ماسبيرو أولاً، حتى يكون هناك اهتمام من الجمهور.
■ هل يرغب ماسبيرو في أن ترفع الدولة يدها عنه حتى يستطيع المنافسة؟
- لا يمكن أن ترفع الدولة يدها عن ماسبيرو، نحن لا نعانى من نقص الحريات في العمل الإعلامى بالمبنى، ولا توجد لدينا محاذير في أي شىء، نحن ننتقد دون هجوم، نحن إعلام رسالة، وليس إعلام هجوم، كما تفعل القنوات الخاصة، إعلام الدولة من حقه الانتقاد وليس من حقه الهجوم.