في قرية «تيزي هيبل» بولاية «تيزي أوزو» بالجزائر، وفي عام ١٩١٣، ولد الروائي الجزائري مولود فرعون لعائلة فقيرة اضطر فقرها أباه إلى الهجرة مرات عديدة للبحث عن عمل، لكن هذا الفقر لم يصرف العائلة عن تعليم ابنها «مولود» فألحقته بالمدرسة الابتدائية في قرية تاديرت موس المجاورة، وتحدي الصبي كل الظروف الصعبة باجتهاده ومثابرته، فتفوق وفاز بمنحة دراسية للدراسة الثانوية في «تيزي أوزد» ثم مدرسة المعلمين في «بوزريعة» بالجزائر العاصمة، وتخرج فيها، وسارع للبحث عن عمل لرفع الأعباء عن عائلته، واشتغل بالتعليم في قريته «تيزي هيبل»، التي عين فيها مدرساً سنة ١٩٣٥، في الوقت الذي أخذت فيه القضايا الوطنية تحتل جزءاً عظيماً من اهتمامه، ثم التحق معلماً سنة ١٩٤٦ في المدرسة التي تعلم فيها.
وفي ١٩٥٧ عين في الجزائر العاصمة مديراً لمدرسة «نادور»، وفي عام ١٩٦٠ عين مفتشاً لمراكز اجتماعية أسسها الفرنسيون عام ١٩٥٥ وهي الوظيفة الأخيرة التي عمل بها، قبل أن يسقط شهيداً برصاص الاحتلال «زي النهارده» في ١٥مارس ١٩٦٢، وكأديب، تنوعت أعمال مولود فرعون بين الرواية والتأليف، وله كتاب «أيام قبائلية» الذي يعرض فيه لعادات وتقاليد المنطقة، وكتاب «أشعار سي محند» فضلاً عن أربع روايات هي: «ابن الفقير» عام ١٩٣٩ و«الذكري» و«الدروب الوعرة» و«الأرض والدم»، وجميعها يعرض لمعاناة الشعب الجزائري تحت وطأة الاستعمار الفرنسي. لقد جمع مولود فرعون بين الرسالة الوطنية والرسالة التربوية والرسالة المعرفية، فكان مناضلاً ومعلماً وكاتباً وأديباً.