x

زلزال الفساد يهدد عرش عيسى حياتو.. و«فيفا» يستعين بتقرير «الجرف»

الثلاثاء 14-03-2017 22:27 | كتب: وائل عباس, بليغ أبو عايد |
جانب من اجتماع عمومية الكاف الأخيرة بالقاهرة بحضور «عبدالعزيز» و«إنفانتينو» جانب من اجتماع عمومية الكاف الأخيرة بالقاهرة بحضور «عبدالعزيز» و«إنفانتينو» تصوير : اخبار

أصبح حلم الكاميرونى عيسى حياتو بالحفاظ على عرشه فى الاتحاد الأفريقى لكرة القدم للولاية الثامنة على التوالى مهددا، بعدما أعلنت العديد من الاتحادات الأفريقية رفع راية العصيان أمام حياتو للمرة الأولى، بعدما كان الفوز بالتزكية حليفه فى أغلب الجولات السبع التى خاضها وتعالت الأصوات المطالبة بالتحقيق مع رئيس الـ «كاف» بتهمة الفساد على غرار ما حدث مع جوزيف بلتر، رئيس الاتحاد الدولى السابق «فيفا»، والذى تم إسقاطه من عرشه، بعدما طالته اتهامات بالفساد ولاقى قرار حماية المنافسة فى مصر بالتحقيق مع عيسى حياتو بتهمة الاحتكار رود أفعال عالمية وسلطت العديد من وسائل الإعلام الضوء على التقرير الذى اعتبرته أول مسمار حقيقى فى نعش عيسى حياتو الذى كان التفكير فى رحيله عن «الكاف»- منذ وقت قريب- من المستحيلات.

ولاقى تقرير منى الجرف، رئيس حماية المستهلك اتهاما كبيرا من «فيفا» والتى كلفت لجنة الأخلاق بالتحقيق فى الملف، بالإضافة إلى العديد من وقائع الفساد الأخرى فى الـ«كاف» والتى كانت تهدد باستبعاد حياتو من الترشح فى انتخابات الـ«كاف» المقبلة.

يأتى ذلك فى الوقت الذى ظهرت فيه تكتلات قوية تطالب بمحاسبة حياتو واستبعاده، وأعلن مجلس «كوسافا» اتحاد دول جنوب أفريقيا دعمه لأحمد الأحمد فى الرئاسة، بعد اجتماع تم فى جوهانسبرج العاصمة الجنوب أفريقية، ويتكون مجلس «كوسافا» من 14 اتحادا هم «أنجولا، بوتسوانا، جزر القمر، ليسوتو، مدغشقر، مالاوى، موريتانيا، موزمبيق، نامبيا، جزر سيشيل، سوزيلاند، زامبيا، زيمبابوى» كما أعلن اتحاد الكوميسا الذى أوفد إلى مصر وفدا للتحقيق فى وقائع فساد حياتو دعمه لأحمد الأحمد، وفى المقابل حاول رئيس كاف الانتقام من مصر بعد فتح ملف فساده بإصدار بيان لتفنيد الاتهامات الموجهة إليه وسط تلميحات بنقل مقر «كاف» إلى أديس أبابا وهو ما فشل فى إدراجه على جدول الأعمال بعد حالة الانقسام الشديدة فى الجمعية العمومية وانقلاب العديد من أعضائه عليه، فضلا عن انقلاب إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولى على حياتو واستغلال علاقاته فى أفريقيا لإفساد مخطط حياتو بنقل مقر «كاف» من القاهرة، وحاول حياتو استبعاد هانى أبوريدة، المرشح المصرى، من المكتب التنفيذى بنصب عدد من الأفخاخ لإسقاطه ونجح أبوريدة فى الحصول على موافقة الاتحاد الدولى على خوض الانتخابات غداً الخميس على المقعد الحر للمكتب التنفيذى للاتحاد الدولى، وهو ما يعنى اقترابه بشدة من المقعد فى ظل ما يتردد عن انسحاب منافسيه.

وردا على تجاوزات حياتو أعلن الاتحاد المصرى صراحة الحرب وعدم دعمه فى الانتخبات ومحاولة حشد أكبر عدد من الأصوات لمنافسة أحمد الأحمد، وأعلنت تونس والمغرب وليبيا دعمها لمصر، فى حين أعلن روراوة، رئيس الاتحاد الجزائرى، مساندته لحياتو.

يأتى ذلك فى الوقت الذى ذكرت جريدة الصباح المغربية أن الاتحاد المغربى اقترح نقل المقر الأفريقى من القاهرة للرباط.

من جهة أخرى أفردت «سى إن إن» الأمريكية، تقريرا موسعا للقضية المثارة حاليا بين جهاز حماية المنافسة المصرى، وبين عيسى حياتو، رئيس الاتحاد الأفريقى، والتى على أثرها قام النائب العام، المستشار نبيل صادق بإحالة عيسى حياتو، وهشام العمرانى السكرتير العام للاتحاد إلى المحكمة الاقتصادية بسبب ما وصفه جهاز حماية المنافسة المصرى بمخالفة حماية المنافسة فى مصر. كشفت الشبكة الأمريكية أن «كاف» يدرس اتخاذ موقف صارم للرد على إحالة النائب العام، لعيسى حياتو والسكرتير العام للاتحاد، إلى المحاكمة، ونقلت الشبكة عن مصادر داخل «كاف» قولهم إنهم يدرسون بصورة جدية نقل مقر الاتحاد الأفريقى من القاهرة، فى حال أصرت جهات التحقيق فى مصر على الاستمرار فى تلك القضية.

وقال مصدر فى الاتحاد الأفريقى، رفض ذكر اسمه للشبكة الأمريكية، «إحالة حياتو والعمرانى تأزم من الموقف أكثر، وكان يجب البحث عن حل مرضٍ لجميع الأطراف، وعدم اتخاذ قرارات متسرعة، وأهم من يتصور أن عيسى حياتو سيأتى إلى مصر، حياتو لن يعرض نفسه لهذا الموقف، لأن السلطات المصرية قد تلقى القبض عليه فور وصوله إلى مصر، وإذا استمر تصعيد الأمر سيتخذ الاتحاد الأفريقى قرارا بنقل مقره من القاهرة، والأقرب أن ينتقل إلى العاصمة الإثيوبية أديس بابا، الجمعية العمومية للاتحاد الأفريقى التى ستقعد غدا الخميس وبعد غد الجمعة، لانتخاب رئيس جديد والمكتب التنفيذى للكاف فى فيفا، قد تشهد بحث الأزمة التى أثيرت».

وكان جهاز حماية المنافسة والممارسات الاحتكارية قد حول «حياتو»، والسكرتير العام بتهمة إساءة استخدام وضعه المسيطر فى أسلوب ونظام منح حقوق البث المتعلقة ببطولات كرة القدم. وفى المقابل، رد الاتحاد الأفريقى، فى بيان رسمى نشر على الموقع الرسمى الخاص بالكاف، على ما وصفه بـ«مجموعة الادعاءات والمزاعم، التى لا أساس لها من الصحة، والمتداولة عبر وسائل الإعلام».

وقال الاتحاد الأفريقى فى بيانه: «الكاف جدد التعاقد مع لاجاردير سبورتس كوكالة التسويق والإعلام لبطولات كرة القدم الرئيسية فى أفريقيا حتى عام 2028، بعد فترة مكثفة من المفاوضات، تم توقيع اتفاق ملزم قانونا من الأطراف فى يونيو 2015 وتم التصديق عليه بالإجماع من لجنة الكاف التنفيذية».

وهاجم الكاف ما وصفها «الاتهامات المقدمة للإعلام المصرى من قبل هيئة المنافسة المصرية والنائب العام، ما يظهر تناقض الحقائق الواضحة المذكورة فى هذا البيان»، وهدد الاتحاد الأفريقى بأنه سيواجه كافة الادعاءات بكل قوة، وقال إن تلك الأمور تضع معايير مثيرة للقلق وغير مسبوقة ليس فقط لكرة القدم فى مصر، ولكن للعمل فى مصر وللرياضة والعمل فى أفريقيا، لأن القضية المرفوعة تعد شكلا من أشكال التدخل فى التفاوض على العقود التجارية العامة فى مصر، وهو ما تجرمه قوانين الاتحاد الدولى «فيفا».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية