لا يتوقع أن تتعافي البورصة المصرية سريعا من الهبوط السريع الذي أصابها في الأسبوع الماضي حتى إذا زال السبب في هبوطها وهو إقبال الأجانب على البيع.
ويُتَوقع في حالة توقف الأجانب عن البيع أن يستمر المؤشر الرئيسي للبورصة EGX30وباقي مؤشرات البورصة المصرية فترة طويلة نسبيا حتي تستعيد ما فقدته من قيمة في أسبوع واحد.
وعليه فإن أي حركة صاعدة للمؤشر في الفترة القادمة ستواجه تحديات كثيرة من القوة البيعية التي ستواجهها في المستويات أسفل 7200 نقطة.
ولعل خالد سري صيام رئيس البورصة المصرية كان مدركا لذلك حين قال إنه «يجب علي المستثمرين عدم أخذ ردود فعل سريعة وعنيفة وعدم الانسياق وراء مروجي الإشاعات والمضاربين» وقراءة المؤشرات جيدا قبل وثوقهم باستمرار أي حركة صاعدة في الفترة القادمة (قصيرة الأجل) طالما أن هذه الحركات الصاعدة أسفل مستوى 7200 نقطة وتحدث بقيم تداولات ضعيفة.
ولعل السؤال الأكثر ترديدا على ألسنة المتعاملين والمهتمين بالبورصة المصرية بعد الصعود الطفيف لآخر جلسات الأسبوع الماضي هو: «هل توقف الأجانب عن البيع؟»
وصعد المؤشر الرئيسي للبورصة المصرية EGX30بنسبة 0.8% في آخر جلسات الأسبوع الماضي ليتوقف نزيف الخسائر للأربع جلسات السابقة مستقرا عند مستوى 6698 نقطة لتكون حصيلة حركته الأسبوعية هي الانخفاض بنسبة 6.4%.
لكن الإجابة عن هذا السؤال تحتاج بجانب التحليل الاقتصادي إلى تحليل سياسي واجتماعي ؛ فما كشف عنه الأسبوع الماضي من ارتباط بين بيع الأجانب في البورصة المصرية وما يحدث علي الساحة السياسية ومحاولات عدد من المواطنين إحراق أنفسهم إنما يؤيد فكرة أنه من الصعب التنبؤ بسلوك الأجانب داخل البورصة المصرية في الفترة المقبلة ( قصيرة الأجل ) بدون تحليل اجتماعي لاحتمالات تكرار هذه الظاهرة ومدى قابليتها للاستمرار ومدى استجابة وقدرة النظام الحاكم علي السيطرة علي هذه الظاهرة وغيرها من الظواهر التي يمكن أن تستجد تعبيرا عن الاعتراض والاستياء من الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية القائمة.
ولعل السؤال القمين بالإجابة عنه أولا هو: ماذا فعل المستثمرون الأجانب بالبورصة المصرية الأسبوع الماضي؟ أو ما هو تأثير الهبوط الحاد للبورصة المصرية الأسبوع الماضي علي حركتها المستقبلية بفرض توقف الأجانب عن البيع؟
وكانت موجة البيع العنيفة للمستثمرين الأجانب الأسبوع الماضي قادت المؤشر العام EGX30للهبوط أسفل مستوى7000 نقطة وهو المستوى الذي قضى EGX30السنة الماضية بكاملها يحاول الصعود أعلاه.
وسجلت تعاملات الأجانب الأسبوع الماضي صافي بيع بقيمة 490 مليون جنيه أي ما يزيد عن مجموع صافي شرائهم منذ بداية العام 2011 الذي بلغ 338 مليون.
وسجلت قيمة التداولات ارتفاعا قياسيا حيث بلغت 5.631 مليار جنيه وهو مؤشر غير إيجابي لأن هذا الارتفاع في قيم التداولات سُجِل في ظل هبوط المؤشر 6.4% مع ملاحظة أن أقل قيم التداولات خلال الأسبوع كانت في يوم الصعود الوحيد وبلغت 681 مليون جنيه مقابل 1.2 مليار جنيه كمتوسط تداولات لكل يوم هبوط.
وتفاصيل التداول السابقة للأسبوع الماضي وغيرها تؤكد أن المنطقة التي تحرك فيها EGX30الأسبوع الماضي كانت منطقة بيع عنيفة جدا. وهناك قاعدة يتبناها معظم المتعاملين بالبورصة من المحللين وصغار المستثمرين على اختلاف طريقة صياغتهم لها تقول: «إن منطقة البيع القوي في الماضي ستكون منطقة بيع قوي في المستقبل» بمعنى أنه بفرض توقف الأجانب عن البيع وارتداد المؤشر لأعلي من هذا المنطقة سيواجه المؤشر في رحلة صعوده ضغوطا بيعية قوية إما من قبل الأجانب أو من قبل من اشتروا منهم في هذه المستويات السعرية.