x

هولندا تفتتح اليوم ماراثون انتخابات أوروبا المصيرية

الثلاثاء 14-03-2017 20:26 | كتب: عنتر فرحات, وكالات |
صورة مجمعة لقادة الأحزاب الهولندية المتنافسة فى الانتخابات صورة مجمعة لقادة الأحزاب الهولندية المتنافسة فى الانتخابات تصوير : اخبار

تخوض هولندا انتخابات تشريعية حاسمة الأربعاء، فى أول ماراثون الانتخابات العامة والبرلمانية التى ستشهدها القارة الأوروبية، يليها انتخابات حاسمة فى فرنسا وألمانيا، مع صعود التيارات الشعبوية التى تبدى شكوكا إزاء الوحدة الأوروبية وتعادى المهاجرين الأجانب والإسلام، مدفوعة بقرار البريطانيين الخروج من الاتحاد الأوروبى، وفوز الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بالرئاسة.

ويتجه حزب «الحرية اليمينى» المتطرف بقيادة خيرت فيلدرز إلى تحقيق نتائج قياسية فى الانتخابات التشريعية، ويمكن للحزب المعادى للإسلام، والمشكك فى الوحدة الأوروبية، أن يسجل أفضل نتائج منذ تأسيسه عام 2006، وأكد أحدث استطلاعات الرأى أن حزب الشعب للحرية والديمقراطية الليبرالى، الذى ينتمى له رئيس الوزراء مارك روته، وحزب فيلدرز متساويان، ويشغل كل من الحزبين 24 مقعدا فى البرلمان، ولا يحظى أى منهما بأغلبية فى المجلس المؤلف من 150 مقعدا، وتركزت حملة الانتخابات على الإسلام والهجرة، وخاض روته وفيلدرز مناظرة ساخنة، عشية الانتخابات تخللتها ملاسنات وتبادل الاتهامات حول مستقبل البلاد وقضية المهاجرين، أشعلتها الأزمة الدبلوماسية بين تركيا وهولندا.

وبينما تمثل انتخابات اليوم رمانة الميزان للقارة العجوز وتحديد مصيرها فى ظل صعود الشعبوية، قال روته «أريد أن تكون هولندا البلد الأول الذى سيضع حدا للشعبوية الضارة»، وقال قبل المناظرة «الانتخابات هى مباراة الربع النهائى فى المواجهة لمنع الشعبوية الضارة من الفوز»، وأن «مباريات نصف النهائى ستجرى فى فرنسا، والمباراة النهائية فى ألمانيا فى سبتمبر المقبل»، ورد فيلدرز بقوله: «أنا لا ألعب فى ربع النهائى، أنا العب المباراة النهائية ضد الكاذبين»، وكان السياسى المتطرف توعد بحظر بيع نسخ المصحف الشريف وإغلاق المساجد والحدود أمام اللاجئين، وقال مخاطبا رئيس الوزراء: «أما أردتم أن تعود هولندا إلينا، عليكم أن تطردوا هذا الرجل وتضعونى مكانه»، فيما رد روته قائلا: «لن أتعاون مع حزبكم، هذا لن يحدث أبدا».

وفى فرنسا، تجرى منافسة محمومة فى السباق الرئاسى، خلفا للرئيس الحالى فرانسو هولاند، فى الاقتراع الذى يجرى فى 23 إبريل و7 مايو المقبلين، وتشير استطلاعات الرأى إلى أن زعيمة حزب الجبهة اليمينية المتطرفة، مارين لوبن، ستحصل على ربع الأصوات، وهى على غرار بريطانيا، تدعو إلى خروج فرنسا من منطقة اليورو وإغلاق الأبواب فى وجه المهاجرين، وقالت صحيفة «فايننشيال تايمز» البريطانية إن لوبان ستدعو إلى خطة «فريكست» للتصويت على خروج فرنسا من الاتحاد الأوروبى، وتشير التوقعات إلى أنها ستفوز فى الجولة الأولى وستنافس فى الجولة النهائية مرشح تيار الوسط، مانويل ماكرون، مؤسس حركة «إلى الأمام»، الذى يتبنى نهجا اشتراكيا ليبراليا، ومع انقسام وتشرذم اليسار، يواجه فرانسوا فيون، المرشح الأوفر حظا للفوز، اتهامات تتعلق بفضيحة منح وظائف وهمية لأسرته وزوجته، وسيمثل اليوم أمام القضاة وقد يواجه اتهامات بالفساد.

ونفى رئيس الوزراء الفرنسى السابق، مانويل فالس، عبر مقربين منه، أنباء بأنه سيدعو الناخبين إلى تأييد ماكرون، فيما يخوض مرشح الحزب الاشتراكى الحاكم، بونوا هامون، منافسة شرسة وهو فى موقف لا يحسد عليه.

وتتجه الأنظار الأوروبية إلى ألمانيا، والانتخابات العامة التى ستجرى 24 سبتمبر المقبل، فالمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل فى وضع سيئ، يهدد طموحها للفوز بولاية رابعة فى منصب المستشارية، وتواجه معارضة حتى داخل حزبها الاتحاد المسيحى الديمقراطى بسب سياستها لفتح الباب أمام اللاجئين ووقوع هجمات إرهابية فى البلاد، ومع سعيها لطمأنة ناخبيها، تبنت مواقف أكثر تشددا لاستقبال اللاجئين، وشنت الشرطة حملات مداهمة مكثفة على تجمعات السلفيين والمتشددين فى ألمانيا. فى المقابل، عاد الاشتراكيون الديمقراطيون بقوة معززين بشعبية رئيس البرلمان الأوروبى السابق، مارتن شولتز، وتشير استطلاعات الرأى إلى تعادل شولتز وميركل، وترجح بعض الاستطلاعات احتمال فوزه، لكنه يواجه عقبات بسبب برنامجه الأكثر ميلا إلى اليسار بما يضعه فى مواجهة اتهامات بالجنوح نحو الشعبوية.

ويواجه الجانبان صعود نجم حزب «البديل من أجل ألمانيا»، مستغلا أزمة الهجرة، وتشير استطلاعات إلى أنه يلقى تأييد 11% من أصوات الناخبين، ولو نجح فى دخول مجلس النواب الاتحادى سيكون سابقة منذ 1945. وينوى الحزب القومى الفتى تركيز حملته على رفض الإسلام والهجرة وإنهاء اليورو وإجراء استفتاء حول البقاء فى الاتحاد الأوروبى، ومن المقرر إجراء انتخابات برلمانية فى بلغاريا فى 26 مارس الجارى، وانتخابات محلية فى أهم 3 ولايات ألمانية خلال العام الجارى، وانتخابات الجمعية الوطنية الفرنسية فى يونيو المقبل.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية