خيمت مظاهر الحزن والحداد على شوارع «قرية الشغب» شرق مدينة إسنا بمحافظة الأقصر، وتحولت شوارعها إلى سرادق عزاء كبير لتوديع 13 شاباً من أبنائها، كانوا فى طريقهم للعمل بمدينة العريش، ولقوا مصرعهم فى حادث تصادم مأساوى، راح ضحيته 14 شخصاً دفعة واحدة - من بينهم 13 من أبناء القرية - على طريق «سوهاج - البحر الأحمر»، أمس الأول «الأحد».
تم دفن الضحايا فى مدافن القرية وهم: عبدالسلام أحمد حسين، وأشرف سيد عبدالرازق، ومحمود فوزى السايح، وعلوانى محمود طه، وفتحى أحمد حسن، وبدوى عبده عبدالنعيم، ومحمد محمود حسن، ونوبى عبدالغنى حسانين، ومحمد أبوالوفا، وعبدالقادر عبدالرحيم، وشحات عبداللطيف، وصابر أبوالوفا.
الأهالى وزعوا أنفسهم فى السرادقات الـ«13» لاستقبال المعزين، وتوزعت النساء على سرادقات عزاء خاصة بهن، فى قرية لا صوت يعلو فيها فوق صوت مقرئى القرآن الكريم، الذى يبث عبر مكبرات صوت انتشرت فى مختلف أرجاء القرية.
قال رمضان حامد محمد «خال ضحيتين» إن جميع الضحايا يعملون باليومية، وإنهم يذهبون إلى أى محافظة للعمل بها فى أعمال البناء والحفر، موضحاً أن الحادث وقع بعد أن اتفق أحد المقاولين بمدينة دشنا التابعة لمحافظة قنا مع الضحايا على العمل بمدينة العريش فى محافظة شمال سيناء، بأعمال البناء والحفر، لافتاً إلى أن الضحايا تحركوا بسيارة أجرة «ميكروباص» تابعة للمقاول أقلتهم من القرية فجر الأحد، وبعد ساعات من توديعهم أبلغ أحد المسعفين من مستشفى قنا العام والد أحد الضحايا بالحادث.
وقال: «بمجرد وصول خبر الحادث انتقلت مع العشرات من أهالى القرية إلى مستشفى قنا العام، وموقع الحادث عند الكيلو 105 بطريق البحر الأحمر - سوهاج، للتعرف على الضحايا الذين تحولوا إلى أشلاء بسبب ضخامة حادث التصادم الذى أدى إلى انشطار السيارة إلى نصفين»، موضحاً أن الأهالى وجدوا صعوبة بالغة فى التعرف على ذويهم.
وأشار محمود محمد صدقة، عم أحد الضحايا، إلى أن الحادث أصاب القرية بالصدمة، بسبب العدد الكبير للضحايا، كاشفا عن أن نفس السيارة التابعة لنفس المقاول قامت بتوصيل مجموعة من شباب القرية إلى العريش قبل الحادث بيومين، وأن الضحيتين «الثالث والرابع» تخلفا عن الذهاب عن تلك المجموعة بسبب اكتمالها، وقاما بإرسال حقائبهما مع زملائهما، إلا أن القدر لم يمهلهما ليلحقا بهم، موضحاً أن ثلاثة من الضحايا شاركوا فى إحياء أحد الأفراح بالقرية قبل يوم واحد من الحادث.