x

قنا: ثالوث الفقر والجهل والمرض يرتع هنا

الإثنين 13-03-2017 21:24 | كتب: محمد حمدي |
تلال من القمامة تحاصر الطرق الرئيسية تلال من القمامة تحاصر الطرق الرئيسية تصوير : اخبار

تحتل محافظة قنا الترتيب الثالث فى تصنيف المحافظات الأكثر فقرا على مستوى الجمهورية بنسبة 57.8% وفقا للتقارير الرسمية، ويشكو المواطنون بقرى ولاد عمرو بمركز قنا والبحرى قمولا بمركز نقادة والقبيبة والدهسة بفرشوط والمراشدة بمركز الوقف من كثرة الإهمال وانعدام الخدمات الأساسية وتراكم القمامة وارتفاع نسبة المياه الجوفية التى تهدد المنازل نتيجة عدم وجود صرف صحى والاعتماد على الصرف داخل الآبار الأرضية، وإلقاء الحيوانات النافقة فى النيل مطالبين بضرورة تسليط الضوء على هذه القرى من خلال وضع مقترحات وخطط تنموية بها.

ويقول محمد السيد بقرية البحرى قامولا بنقادة إن القرية محرومة من العديد من الخدمات المتنوعة ما جعلها تندرج تحت تصنيف القرى الأكثر فقرا، مشيرا إلى أن مدرسة الشيخ حسن موسى الابتدائية بنجع القرية التابع للوحدة المحلية لقرية البحرى قامولا، تمثل خطورة داهمة على حياة التلاميذ لأنها مقامة بالطوب اللبن منذ عام 1962 من طابق واحد وأصبحت حالة المبنى مترهلة إلى جانب ضيق المساحة التى دفعت الإدارة التعليمية لتقسيم الطلاب لفترتين، مطالبا المحافظ بالتدخل لإنهاء الإجراءات الخاصة بإحلال وتجديد المدرسة قبل أن تسقط على رؤوس التلاميذ.

ويضيف عرفة أحمد، من الأهالى، أن الوحدة الصحية بقرية حاجر دنفيق التابعة لقرية البحرى قمولا، تحولت إلى مأوى للبلطجية والخارجين على القانون، منذ صدر قرار بإخلائها عام 2011 بسبب وجود أخطاء هندسية، إلى جانب مشكلات الصرف الصحى، ونقل مقر الوحدة إلى مبنى مؤقت فى دار مناسبات بالقرية غير مؤهل لاستقبال المرضى، فضلا عن انعدام الخدمات بشكل تام داخل قرى البحرى قمولا، ولفت إلى أن هناك كبارى متهالكة أوشكت على السقوط ولم تجد من يتحرك من مسؤولى مجلس المدينة أو المجلس القروى لإدراجها ضمن الخطة العاجلة.

ورغم قيام الدولة بتوفير كشافات إنارة لتغطية القرية بالكامل إلا أنه لا تزال هناك قرى تعانى غياب الإنارة بسبب رفض المسؤولين بالقرية إمدادها بالكشافات بحجة أن المحولات لا تستوعب الزيادة.

وقال محمود أحمد نور إن الدولة أطلقت مشروع تكافل وكرامة لمساعدة غير القادرين والمحتاجين، ورغم أن قرية البحرى قمولا تعد من القرى الأكثر فقرا إلا أن موظفى وحدات التضامن الاجتماعى لا يقدمون المساعدة للمواطنين بل يرفضون تسلم الطلبات، مطالبا وزارة التضامن الاجتماعى بالتدخل لمراجعة أسماء المستبعدين ومحاسبة المتسببين فى حرمانهم من الحصول على المساعدات.

ويوضح حمادة رجب، من قرية أولاد عمرو، أن القرية مكتظة بالسكان ومنعدمة الخدمات وبها مشكلات تؤرق الأهالى وفى مقدمتها الرعاية الصحية، رغم وجود العديد من الوحدات الريفية المنتشرة فى مختلف النجوع ولكن بلا فائدة لأنها بدون أطباء أو هيئة تمريض إضافة إلى عدم وجود علاج أو أدوية ومستلزمات طبية.

ويضيف رجب، أن القرية تسكنها الكلاب الضالة، وبها مشاكل تتعلق بالمواصلات العامة، لأن الحكومة لا توفر وسائل مواصلات لانتقال الأهالى من نجوع القرية للمدينة ما يسبب المزيد من الأعباء عليهم.

وحال قرية سلاجة التابعة لمركز نجع حمادى كحال كثير من قرى المحافظة التى أصبحت فى طيات النسيان من قبل المسؤولين، وبدأت فى الاحتضار بسبب المشاكل المتراكمة فيها.

فالقرية يسكنها أكثر من 14 ألف مواطن يعمل غالبيتهم بالزراعة وتحاصرهم المشاكل من كل اتجاه، فالمياه ملوثة والكهرباء دائمة الانقطاع والمدرسة الوحيدة تعمل لفترتين، والأخطر أن المنازل فيها آيلة للسقوط.

وانتشرت أمراض الفشل الكلوى والكبد بين المواطنين بصورة كبيرة، ولم تفرق بين شاب أو شيخ أو رجل أو امرأة فالكل يعانى، والمياه لا تصل إلى القرية سوى ساعة واحدة فقط بعد منتصف الليل، ويستخدم الأهالى الطلمبات الحبشية الأكثر خطورة وسوءا وفتكا، لاختلاطها بمياه «الطرنشات» وبيارات الصرف الصحى.

ومن قرية المراشدة، يقول حمام عمر، مزارع، إن القرية التابعة لمركز الوقف من القرى الأكثر فقرا رغم ما تحويه من مشروعات على أرضها حيث سيتم بها إنشاء محطة كهرباء ضخمة وصوامع كبيرة إضافة إلى أن معظم الأراضى الواقعة فى نطاق مشروع المليون ونصف فدان تابعة لمركز الوقف، مشيرا إلى أن هناك فقرا كبيرا يعانى منه سكان القرية، وتنتشر البطالة بين الشباب، مطالبا المسؤولين بالدولة بضرورة تعيين أبناء القرية بهذه المشروعات الضخمة التى تحتاج للعمالة بدلا من تعيين من هم خارج المحافظة.

ويضيف بركات الضمرانى، ناشط حقوقى، أن قريتى الدهسة والقبيبة بمركز فرشوط ضمن القرى الأكثر فقرا، ويعانى الأهالى بهما من ارتفاع منسوب المياه الجوفية بسبب تصريف مياه الصرف الصحى داخل الآبار ما تسبب فى تصدع جدران المنازل إضافة لسوء الخدمات المقدمة بمختلف القطاعات بالقريتين.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية