x

خالد الجار الله نائب وزير الخارجية الكويتى: يزعجنا احتقان العلاقات «المصرية- السعودية»ونسعى لاحتوائه (حوار)

الإثنين 13-03-2017 21:25 | كتب: جمعة حمد الله |
 نائب وزير الخارجية الكويتى أثناء حواره لـ«المصرى اليوم» نائب وزير الخارجية الكويتى أثناء حواره لـ«المصرى اليوم» تصوير : اخبار

أكد نائب وزير الخارجية الكويتى خالد الجار الله أن بلاده يقلقها ويزعجها أن يكون هناك احتقان فى العلاقات المصرية السعودية، كاشفا عن مساعٍ قامت بها الكويت لاحتواء هذا الاحتقان.

وقال الجار الله فى حوار مع «المصرى اليوم» على هامش زيارته للقاهرة: نحن اليوم ندعم مصر ونقف إلى جوارها كما وقفت مصر إلى جانب الكويت فى أحلك الظروف.

وأضاف «نأمل فى أن تشكل القمة نقطة تحول فى عملنا لمستقبل الأمة العربية، ولذلك ستكون مشاركة الكويت فى القمة على أعلى مستوى وستكون مشاركة فاعلة».

وفيما يلى نص الحوار:

■ أيام قليلة وتنعقد القمة العربية فى الأردن فى ظروف بالغة الصعوبة يمر بها العالم العربى وهناك أنباء متواترة عن وساطة تقوم بها الكويت لتنقية الأجواء بين الدول العربية، ما حقيقة هذا الأمر؟

- الكويت منذ نشأتها ومنذ استقلالها وهى دأبت على تنقية الأجواء العربية وجهودها لتنقية هذه الأجواء لم تنقطع ولن تنقطع، وبالتالى هذا التزام للسياسة الخارجية الكويتية التى وضع أسسها أمير البلاد.

وعندما تتحرك الكويت لاحتواء أى خلاف أو تصعيد فى أفق العلاقات الخارجية العربية فهذا تحرك منطقى وطبيعى ومتوقع دائما منها.

والكويت يقلقها ويزعجها أن يكون هناك احتقان فى العلاقات المصرية السعودية، وسعينا لاحتوائه هذا الاحتقان ولن نتوقف عن السعى لاحتوائه.

والكويت تلعب دورا مهما جدا فيما يتعلق بالتوتر والاحتقان والعلاقات غير السوية بين إيران ودول الخليج، حيث تسعى الكويت لترطيب الأجواء بين دول الخليج وإيران.

وبالتالى مبادرات الكويت لن تتوقف ومستمرة، وأشير فى هذا الصدد لاستضافتها للمفاوضات اليمنية على مدى 3 أشهر للوصول إلى توافق وحل سياسى لهذه الأزمة وهذا الصراع الدامى فى اليمن الشقيق، ولن تتوقف الكويت عن دورها فى التحرك وجهودها الدبلوماسية.

■ ما هو المطلوب من القمة العربية المقبلة فى ظل هذه الأوضاع التى تشهدها المنطقة؟

- أعتقد أن الأوضاع العربية وصلت بكل أسف إلى مرحلة صعبة جدا والتحديات التى تواجه الأمة العربية متصاعدة، ووصلنا لمرحلة نخشى فيها بالفعل من مستقبل مظلم، والآن لدينا فرصة فى القمة العربية بالأردن أن تحقق هذه القمة نقلة نوعية فى العمل العربى المشترك وتنقية الأجواء العربية.

ونأمل فى أن تشكل القمة نقطة تحول فى عملنا لمستقبل الأمة العربية، لذلك ستكون مشاركة الكويت فى القمة على أعلى مستوى وستكون مشاركة فاعلة.

■ منذ أكثر من شهر الكويت سلمت إيران رسالة تعبر فيها دول الخليج خاصة السعودية عن رغبتها فى إقامة علاقات طبيعية مع إيران فأين وصل هذا الملف، وهل لمستم رغبة إيرانية فى التجاوب مع جهود الكويت فى هذه الوساطة؟

- فيما يتعلق بالوساطة بين إيران ودول الخليج فكما هو معروف فإن اتصالات تمت بين الكويت وإيران، وكانت هناك زيارة لنائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية حاملا رسالة من أمير دولة الكويت للقيادة الإيرانية بتكليف من دول مجلس التعاون، فى محاولة جادة لتؤكد حرص الكويت على امتصاص هذا الاحتقان، وأن تكون هناك علاقات طبيعية بين دول مجلس التعاون الخليجى مع إيران.

والرسالة تضمنت أسسا محددة لطبيعة الحوار الذى يجب أن ينشأ بين دول مجلس التعاون وإيران، وعلى رأس هذه الأسس هو عدم التدخل فى الشؤون الداخلية واحترام سيادة الدول، وأن يتم التعامل من قبل إيران على أساس الدولة المدنية لا الطائفية، وألا تغذى النعرات الطائفية فى المنطقة، وهذه هى الشروط التى تضمنتها رسالة أمير البلاد للقيادة الإيرانية التى تسلمت الرسالة.

■ لقد مر أكثر من شهر على تسليم هذه الرسالة فهل لمستم تجاوبا إيرانيا معها؟

- لقد زارنا من حوالى أسبوعين الرئيس الإيرانى روحانى، وأستطيع القول أنها كانت زيارة إيجابية، وتم الحديث فيها عن الرسالة، ولمسنا بالفعل تجاوبا إيرانيا ووعد الجانب الإيرانى بالرد على الرسالة خطيا، لننطلق فى خطوات مستقبلية تهدف فى النهاية إن شاء الله إلى حوار مبنى على أسس بين دول الخليج وطهران.

■ بعض دول الخليج لا تزال تتهم إيران بالتدخل فى الشؤون الداخلية، فهل سيمثل هذا الأمر عقبة أمام الوساطة الكويتية؟

- عقبة كبيرة، هذا التدخل فى الشؤون الداخلية لبعض الدول من قبل إيران عامل معطل لأى علاقات طبيعية بين دول مجلس التعاون الخليجى وطهران، ولذلك كما ذكرت لك سابقا عندما تحدثنا عن حوار بين دول المجلس وإيران وضعنا أهم أسس هذا الحوار وهو عدم التدخل فى الشؤون الداخلية.

■ الكويت لعبت دورا فى محاولات حل الأزمة اليمنية حيث استضافت عدة جولات من المفاوضات بين الأطراف اليمنية المعنية فهل تعتقد أن الفرصة لا تزال سانحة لحل الأزمة فى اليمن؟ وما هو المطلوب من الأطراف اليمنية؟

- الكويت كانت دولة مضيفة للمفاوضات تحت رعاية الأمم المتحدة، وبكل أسف انتهت هذه المفاوضات إلى «لا نتيجة» وهذا كان شيئا مؤلما، حيث كنا نتوقع ونأمل بعد نهاية هذه المشاورات بفترة أن تكون هناك اتصالات وسعى مشترك للأطراف اليمنية لاستئناف المفاوضات وصولا إلى التوقيع على الاتفاق فى دولة الكويت، ولكن تداعيات وتطورات الموقف قادت إلى أمر لم نكن نتمناه، فالمجاعة زادت فى اليمن والحرب تصاعدت، ورغم كل ما نراه فى المشهد اليمنى من عوامل تعقيد للوصول إلى تفاهم يبقى الأمل معقودا لأن تكون هناك فرصة للوصول إلى توافق سياسى ينهى الأزمة اليمنية، والمبعوث الأممى لليمن إسماعيل ولد الشيخ يقوم بجهود وكذلك تقوم دول المنطقة بجهود لخلق أرضية مشتركة لتفاهم الأطراف اليمنية حيال أى تصور مستقبلى لحل الأزمة فى اليمن، الذى يجب أن ينطلق على أسس محددة على رأسها المبادرة الخليجية والحوار الوطنى ومخرجاته وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة على رأسها القرار 2216.

وأؤكد هنا أننا لم نفقد الأمل ولم نيأس فى التوصل إلى حل سياسى، مبنى على قناعة بأن الأطراف اليمنية لن تصل إلى حسم عسكرى لصراعها.

■ البعض يرى أن جانبا مهما من جوانب حل الأزمة اليمنية موجود بطهران، وأن التدخلات الإيرانية عقدت الأمور كثيرا فى اليمن، ما تعليقك على هذا الأمر؟

- عندما كنا نطالب إيران بعدم التدخل فى الشؤون الداخلية كنا محقين، فقد كنا نشعر وندرك ونلاحظ تأثير هذه التدخلات الخارجية على مجريات الأحداث فى المنطقة سواء فى اليمن أو العراق وسوريا ولبنان، وتأثيرها حتى بعض دول الخليج أيضا، وما ذكرته أنت صحيح، فالتدخل فى الشؤون الداخلية من قبل إيران عامل معيق لأى قدرة على امتصاص احتقانات المنطقة.

■ القضية الفلسطينية التى توصف دائما بأنها قضية العرب الأولى فى وضع حساس حاليا وأصبحت هناك مخاوف حاليا من تخلى الولايات المتحدة عن حل الدولتين.. فما هو موقف الكويت من هذا الأمر؟

- القضية الفلسطينية وعملية السلام فى الشرق الأوسط لا شك أنها متعثرة حاليا، وهذا التعثر يعود بالأساس إلى التعنت الإسرائيلى وتراخى المجتمع الدولى فى مواجهة هذا التعنت، وهناك مبادرات وتحركات خاصة من جانب الحكومة الفرنسية التى طرحت مبادرة جادة لمعالجة وضع مسيرة عملية السلام فى الشرق الأوسط واستئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، ولمواجهة التعنت الإسرائيلى بشكل عام، ولقد استمعنا خلال اجتماعات وزراء الخارجية العرب الأخيرة بمقر الجامعة العربية إلى وزير الخارجية الفلسطينى وتصورهم لعملية السلام وماذا يمكن أن تقدم الدول العربية للقضية الفلسطينية، وهناك مقترح قدمته مصر لخلق آلية للتشاور بين جامعة الدول العربية ومجلس الأمن الدولى وهذه الآلية فى منتهى الأهمية والخطورة، حيث يفترض أن يتم التحرك بشكل جدى لتفعيل قدراتنا العربية والتشاور مع الأمم المتحدة ومجلس الأمن لخدمة قضايانا العربية وفى مقدمة هذه القضايا القضية الفلسطينية.

■ هناك إدارة أمريكية جديدة فى البيت الأبيض يترأسها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب.. فكيف ترى مستقبل العلاقات الأمريكية العربية فى الفترة المقبلة؟

- فى واقع الأمر أنا أنظر بتفاؤل ولا أنظر بأى تشاؤم لمستقبل هذه العلاقات، فهذه العلاقات تحكمها مصالح للولايات المتحدة فى الدول العربية وتحكمها أيضا مصالح للدول العربية مع الولايات المتحدة، فعلى سبيل المثال نحن فى الكويت لنا تحرك، وأثناء حوارى معك الآن يجرى هذا التحرك حيث يقوم وزير المالية الكويتى ويرافقه وفد استثمارى كبير جدا بجولة فى عدد من الولايات الأمريكية المؤثرة فى القرار السياسى والاقتصادى الأمريكى، وجاء هذا التحرك من قبل الكويت من منطلق خلق مزيد من المصالح المشتركة مع الولايات المتحدة الأمريكية، وفى ذات الوقت يزور وزير التجارة الكويتى واشنطن وسيلتقى بالإدارة الأمريكية الجديدة وكافة الفعاليات الاقتصادية والشركات الأمريكية، لذلك عندما تسألنى عن مستقبل العلاقات الأمريكية الكويتية أرد قائلا «نحن ننظر بتفاؤل» وأيضا انظر بتفاؤل عن مستقبل العلاقات الخليجية الأمريكية، لدى دول مجلس التعاون لقاءات على مستوى القمة مع الإدارات الأمريكية المختلفة فقد سبق أن عقدت قمة فى كامب ديفيد وكذلك فى الرياض، وهناك حديث لأن يكون هناك لقاء مستقبلا بين قادة دول مجلس التعاون والقيادة الأمريكية الجديدة، وبالتالى خلق نسيج متواصل للمصالح المشتركة، ولذلك نحن ننظر دائما بكل تفاؤل وأمل لمستقبل هذه العلاقات، صحيح هناك بعض المطبات، ولكنها لن تكون بأى حال من الأحوال عائقا أمام بناء أصلب لهذه العلاقات.

■ نعود إلى العلاقات المصرية الكويتية التى يصفها البعض دائما بأنها مثال يحتذى به فى العلاقات بين الدول العربية بعضها البعض.. فكيف تقيم هذه العلاقات فى الوقت الراهن؟

- نحن والأشقاء فى مصر نرتبط بعلاقات تاريخية ومتميزة جدا، العلاقات الكويتية المصرية هى علاقات أخوية وعلاقات بين أشقاء، ونحن فى الكويت نتذكر دائما دور مصر وعطاءها للكويت، ونتذكر البعثة المصرية التى جاءت للكويت عند بدايات الدولة الكويتية حيث علمت أبناء الكويت وثقفتهم ومكنتهم بالفعل من الاطلاع على آفاق المعرفة والعلم، ومن هذا المنطلق نحن نتذكر البعد التاريخى لهذه العلاقة وأثرة على ترابط العلاقات بين الأشقاء فى الكويت ومصر.

ونحن اليوم ندعم مصر ونقف إلى جوارها كما وقفت مصر إلى جانب الكويت فى أحلك الظروف، فلقد ساهمت مصر بلا شك بدور رائد وكبير عندما امتزج الدم المصرى بالدم الكويتى، كما سبق أن امتزج الدم الكويتى بالدم المصرى عندما شارك أبناء الكويت فى العمليات العسكرية فى حرب 6 أكتوبر 1973 ضد إسرئيل.

ومراحل ومحطات العلاقات المصرية الكويتية مشرفة ونحن لدينا رصيد كبير نستطيع البناء عليه فى هذه العلاقات.

واليوم مصر فى حاجة إلى أشقائها فى دول الخليج وإلى أشقائها فى دولة الكويت، وأود التأكيد هنا أننا فى الكويت نقف إلى جوار مصر وشعبها وقيادتها، هذه القيادة الواعدة بمستقبل مزهر وبراق لمصر، ونحن فى الكويت ندعم هذه القيادة ونشد على يدها لمواصلة دورها فى بناء مصر واستقرارها وأمنها ودورها فى محيطها العربى.

ونحن عندما نقدم الدعم لمصر نرد بعض الدين إلى أشقائنا المصريين، ولذلك أنا متفائل وأنظر بمزيد من الأمل لهذه العلاقات التاريخية المميزة بين الكويت ومصر.

وهناك لقاءات عديدة جمعت سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد مع الرئيس عبدالفتاح السيسى فى مناسبات عديدة، وهذه اللقاءات جسدت عمق هذه العلاقات، وحجم التفاهم والترابط بين القيادتين وشعبى البلدين.

■ بخصوص لقاءات الرئيس مع أمير دولة الكويت هناك أنباء عن زيارة مرتقبة للأمير للقاهرة ما حقيقة هذه الأمر؟

- كانت هناك ترتيبات لقيام أمير البلاد بزيارة للقاهرة وأعتقد أنها مازالت قائمة من ضمن برنامج الأمير.

■ هل ستتم الزيارة قبل القمة العربية المقبلة فى الأردن؟

- أعتقد أنه من الصعب جدا إتمام الزيارة قبل القمة العربية المقبلة بالأردن، ونأمل فى أن تتم الزيارة قريبا.

■ وكيف فى رأيك نبنى على تاريخ هذه العلاقات فى المستقبل؟

- عندما نتحدث عن مستقبل العلاقات بين مصر والكويت لابد أن يخطر على البال أن تكون هناك استثمارات كويتية فى مصر، فهى سوق واعدة للاستثمار وتتمتع بدرجة عالية من الاستقرار السياسى والمالى وهناك العديد من القوانين المصرية التى تم اعتمادها لتشجيع الاستثمار، ولدينا أفق واسع من العلاقات الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين وهناك شركات كويتية تعمل فى مصر.

وفى رأيى أن خلق المصالح المشتركة بين الكويت ومصر هو التوجه السليم لوضع هذه العلاقات فى إطارها الصحيح.

وأشير هنا إلى وجود عدد من الشركات المصرية تعمل فى الكويت وتقوم بتنفيذ مشروعات بنى تحتية كبيرة، ونذكر فى هذا الصدد تنفيذ طريق جمال عبدالناصر والذى بالصدفة تنفذه شركة مصرية، وهو من أكبر مشروعات الطرق فى الكويت، وهناك أيضا مشروع إقامة مستشفى الشيخ جابر التى تعد من أكبر المستشفيات، ويتم تنفيذها من قبل شركات مصرية أيضا.

وأود الإشارة هنا إلى أنه لدينا مع مصر آلية متميزة جدا لتطوير العلاقات وهى آلية اللجنة الوزارية المشتركة برئاسة وزيرى خارجية البلدين، وهى تعمل بانتظام وتعقد اجتماعاتها بصورة منتظمة، وهذه اللجنة تضم كافة القطاعات والوزارات المصرية والكويتية المعنية، وبالتالى فإن قنوات تطوير العلاقات بين البلدين موجودة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية