«الخصخصة والاستعباد وتعنت الإدارة الهندسية».. بهذه الكلمات بدأ مصطفى مقشط وأحمد مغاورى، عاملا مصنع غزل شبين الكوم، اللذان أقدما على الانتحار حرقاً الأربعاء ، فى حادثين منفصلين دون أن يعلم أحدهما ما أقدم عليه الآخر، إلا أن محاولاتهما باءت بالفشل بعد تدخل زملائهما لإنقاذهما، وأكدا أن تعنت الإدارة الهندسية هو السبب الرئيسى الذى دفعهما للإقدام على الانتحار.
قال مصطفى مقشط «51 سنة»، متزوج: فكرت فى الانتحار بعدما سدت أمامى كل الطرق فى عدول الإدارة الهندسية عن قرار نقلى من مدير إدارة «فنى أول» إلى حارس، حيث حاولت مراجعتها فى القرار حتى لا أنقطع عن العمل ويتم فصلى وتشرد أسرتى، لكن لم يستجب أحد. وأضاف: «شعرت باليأس فالبرغم من أننى حاصل على المركز الرابع فى بطولة العالم للمصارعة الرومانى بالنرويج عام 82 والخامس فى نفس البطولة فى فنلندا عام 83، وكانت جماهير مدينة شبين الكوم تردد «مقشط.. مقشط اوعى يجيلك مقشط» فوجئت بأن البعض يعاير إحدى بناتى ويقول لها يا بنت الغفير، وأثرت تلك الجملة فى نفسيتى وفكرت فى الانتحار حرقاً بسكب زجاجة بنزين على رأسى وملابسى وفى لحظات قام زميلى ناجح العليمى بسحب علبة «الكبريت» من يدى قبل أن أشعله.
وتابع: «يئست من مواجهة أبنائى وأنا حارس أمن وأعتقد أن حصولهم على المعاش بعد وفاتى أفضل لى من التشرد وأستبعد أن يصفنى أحد المسؤولين بالجنون أو أننى مختل عقلياً لأن الكثير من أقاربى وزملائى يعرفوننى عن قرب».
ووصف الإدارة الهندسية لشركة غزل شبين بأنها دائمة التعنت مع العمال وتنتهج سياسة الاستعباد فى العمل، حتى تصل إلى غرضها الأساسى وهو تسريح جميع العمال المثبتين الذين لا يتعدى عددهم فى الوقت الحالى 3 آلاف مقابل 15 ألفاً قبل البيع. وقال أحمد مغاورى: إنه أقدم على الانتحار بعد أن تم نقله 8 مرات خلال عام واحد من مصنع 2 إلى مصنع 7، وكانت وظيفته مشرف غزل إلى أن تم نقله إلى عامل إنتاج، وأوضح: وقتها شعرت بأن الانتحار سيخرجنى من أزمتى ووقت سكب البنزين على جسدى بادر صديقى أحمد أبوشنب بإمساك ولاعة سجائر من يدى، وأكد أنه لم يكن يعلم واقعة صديقه فى العمل «مقشط» ولم يقلد أحداً.