قال منسق الإغاثة الطارئة بالأمم المتحدة، الجمعة، إن هناك حاجة إلى مليارات الدولارات لتمويل مساعدة 20 مليون شخص يواجهون خطر المجاعة والموت جوعًا في اليمن وجنوب السودان والصومال وشمال شرق نيجيريا.
وفي وقت سابق، ذكر البنك الدولي، أن 21 مليون يمني يحتاجون إلى مساعدات، ويعاني 2 مليون شخص من سوء تغذية، موضحا أن اليمن بات على حافة المجاعة.
التحذيرات من حدوث مجاعة في اليمن مؤخرا كثيرة، وتعود أسبابها إلى الحرب الدائرة هناك بين التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية وبين جماعة الحوثي، وقوات الرئيس المخلوع على عبدالله صالح.
وحسب منظمات حقوقية من بينها هيومن رايتس ووتش، فإن الحرب المستمرة منذ مارس 2015، دفعت 2.5 مليون يمني إلى النزوح من منازلهم، والانتقال إلى مناطق متفرقة من البلاد بعيداً عن الاشتباكات المسلحة.
وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، إن عدد النازحين في تزايد مستمر وبشكل ملحوظ في المناطق المتفاقمة من الصراع مثل تعز، وحجة، وصنعاء، وعمران، وصعدة.
بات اليمن على حافة المجاعة أيضاً، بسبب الخسائر الاقتصادية التي لحقت به، حيث تسببت الحرب في تدمير قطاع النفط، ومرافق النقل من بينها الموانئ البحرية، وترك آلاف العاملين وظائفهم، وفروا إلى بلاد أخرى.
وحسب منظمات حقوقية دولية، ما يقرب من 19 مليونا غير قادرين على إطعام أنفسهم، و462 ألف طفل يعانون من سوء التغذية، بجانب موت طفل كل 10 دقائق، وهناك حاجة لـ2 مليار دولار لمعالجة مشكلة المجاعة.
وانتشرت مؤخرا صورة الطفل سالم، «8 سنوات» في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، وهو بجسم هزيل تبرز عظام قفصه، على إثرها انطلقت حملات جمع مساعدات لإغاثة مناطق فقيرة في اليمن.
وقال الناشط اليمني بسيم الجناني، في تصريحات تليفزيونية، إن الحرب تسببت في زيادة نسبة الفقر، وخفض القيمة الشرائية للريال اليمني، وارتفاع السلع الغذائية، وفقدان الكثيرين أعمالهم، أدت كل هذه العوامل إلى تفاقم مشكلة المجاعة.
وحسب مسؤول أممي، فإن الوضع إذا استمر كما هو عليه، سيموت كثير من المواطنين جوعاً، وسيتم فقدان سبل العيش.
ويبدو أن الحرب مستمرة لسنوات مقبلة، إذ فشلت كل المفاوضات السياسية لحل الأزمة بين السعودية والحوثيين، ولازال القصف بين الجانبين مستمراً. يقول الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن الاتجاه الأرجح هو استمرار الحرب في ظل فشل الحل السياسي، حيث إن مهمة المبعوث الأممي لليمن متوقفة، ولا يوجد أي نوع من الثقة بين الأطراف المتنازعة.
ويضيف فهمي، لـ«المصري اليوم»: «استمرار الحرب يعني قتلى ومصابين أكثر، وقد يجوع الشعب اليمني بأكمله في ظل وجود ميليشيات مسلحة تحاول السيطرة على المناطق الحيوية والمنشآت الهامة، لكن الرئيس اليمني يعد بتقديم خدمات للشعب، هو كرر ذلك أكثر من مرة».
الأمر نفسه يتكرر مع اليمنيين الفارين في بلاد مثل القاهرة وجيبوتي. تقول المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، في تقرير، ديسمبر الماضى، إن اليمنيين يواجهون صراعا من أجل البقاء، خاصة المقيمين في اليمن تحت نيران الحرب، واللاجئين لدول أفريقيا، إذ يعجزون عن دفع إيجار المنازل، ويعانون من نقص المواد الغذائية.
وزارت المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة إرثارين كازين، اليمن، السبت، وسط تأكيدات بأن السلطات ستقدم الدعم والتسهيلات اللازمة للبرنامج والمنظمات الدولية الأخرى لتستمر في إيصال المساعدات إلى من يعانون الجوع.
يقول المحلل اليمني جمال براس، إن الحوثيين مسؤولون عن ما آلت إليه الأوضاع في اليمن، بجانب ارتكابهم جرائم حرب. ويضيف «براس»، لـ«المصري اليوم»، أن الرئيس عبدالله صالح مسؤول أيضاً عن تدمير اليمن، موضحا أنه دخل الحرب للحفاظ على ثرواته.