x

هادية «المُلهمة».. فتاة دمياطية كرّمتها السفارة البريطانية: «لسه قدامى كتير»

الأحد 12-03-2017 01:08 | كتب: سارة سيف النصر |
هادية خلال إحدى المبادرات هادية خلال إحدى المبادرات تصوير : اخبار

داخل أحد بيوت دمياط وذلك المجتمع الريفى، ولدت فتاة حالمة، استطاعت أن تجد لنفسها مخرجاً، وتنطلق خارج الدائرة المرسومة لها، ونجحت أن تحقق ذاتها فى سنوات قليلة، بقيادتها مبادرات ودراسات وإنجارات داخل قريتها لتغير ذلك الفكر، الأمر الذى كان سبباً فى تكريمها من قبل السفارة البريطانية.. إنها الفتاة المُلهمة كما لقبتها السفارة «هادية عبدالفتاح».

«إحنا فى دمياط معندناش مجتمع مدنى بشكل واضح ولغاية دلوقتى كمان مش موجود، من وأنا فى كلية كنت متطوعة فى كذا مبادرة وعمل عشان أطلع بره الصندوق ده، والموضوع بدأ بتعليم الأطفال فى بعض الورش ووصل لتكريمى من قبل السفارة على أحد المشاريع اللى بقوم بيها»، هكذا قالت هادية، الفتاة الدمياطية، 29 سنة، خريجة كلية تجارة قسم إدارة أعمال، والتى حازت على لقب الفتاة المُلهمة على مشروعها «نشء مبدع»، ضمن عدة فتيات تحت سن الثلاثين كرمتهن السفارة البريطانية لتحقيقهن إنجازات ومشاريع مؤثرة فى المجتمع المصرى.

«نشء مبدع» مبادرة أطلقتها هادية فى عام 2015، ضمن عشرات المبادرات التى أطلقتها، وهى عبارة عن تقديم برنامج تعليمى لأطفال دمياط من سن 12 إلى 17 عاماً، وإعداد دروس فى المواطنة وتقبل الآخر، بالإضافة إلى تعليم بعض الأعمال اليدوية كالأورجامى والكروشيه: «الأول بدأنا بندوة مع 50 أسرة عن مفهوم عن المواطنة والقوانين الأسرية، ثم بدأنا بـ25 طفلا ثم زادوا لـ39 طفلا زائرا فقط مش ضمن البرنامج عشان مقدرش أكمل مع العدد ده كله، ومش دايما كل الورش بقدمها ساعات بجيب متخصصين وأنا اللى بشرف على الورشة وكل ده كان بشكل تطوعى».

لم تكن هادية تتوقع أنها ستصل بهذا المشروع إلى أعتاب السفارة البريطانية، وتسليط الضوء عليها بهذا الشكل، ورغم ذلك لم يكن التكريم كافيا لطموح تلك الفتاة: «طبعاً كنت مبسوطة لما السفارة كرمتنى، وحسيت إنى فعلا بأحقق هدفى، لكن مازلت حاسة إنى محققتش حاجة كبيرة فى حياتى، دايما عايزة أبص على الخطوة القادمة.. دايماً بأقول وبعدين».

بدأ الأمر عند هادية فى طفولتها، شبت هى وأختها فى أسرة متوسطة، وكانت منذ الصغر تحلم بتغيير مجتمعها وكسر التابوهات، فكانت تنتظر لحظة عودتها من المدرسة لتدخل إلى حجرتها وتبدأ برسم أحلامها التى تريد أن تصل إليها على ورق وتعلقها أمامها لتذكير نفسها بالحلم، وكان الخط الفاصل عند تلك الشابة فى ثورة 25 يناير: «لما قامت الثورة كانت اللحظة الفارقة فى حياتى، بمشاركتى فيها فتحت عينيا وكنت بحاول أشارك فى معظم الحاجات اللى ليها علاقة بالمرأة والطفل وحقوق الإنسان، اتعلمت إزاى أقدر أدخل أجيب البنت فى وسط تحرش جماعى ونقف على البوابات فى دمياط نأمن البنات وندخلهم الميدان ونتصرف لو حصل حالات تحرش».

لهادية دور فى إطلاق العديد من المبادرات، أشهرها حواء المصنع، وهى مبادرة أرادت فيها أن تزور المصانع الموجودة فى القرى لفحص الفتيات نفسياً، ومبادرة الإدمان والتحرش، بجانب مبادرة الفتيات اللاتى نزلن وسط البلد بفساتين لمحاربة التحرش: «عملت ورش عن تحرش وختان إناث كتير، ولسه حاسة إنها البداية وقدامى كتير».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية