قال الدكتور محمد عبدالعاطي وزير الموارد المائية والري، إن مصر تواجه تحديات مائية بسبب زيادة الطلب على المياه، والذي نعكس على انخفاض نصيب المواطن من المياه بصورة واضحة، مما يؤدي إلى استمرار معدلات الفقر المائي بسبب زيادة أعداد السكان، مشيرا إلى ضرورة الاستمرار في تنفيذ خطط لترشيد استهلاك المياه، والحد من التلوث لرفع قدرة الدولة على إعادة استخدام مياه الصرف الزراعي والصحي لتغطية الطلب لأغراض الزراعة ومياه الشرب والأغراض الأخرى.
وأضاف «عبدالعاطي» في كلمته خلال الاحتفال الذي نظمته كلية الهندسة جامعة القاهرة، بمناسبة مرور 200 عاما على إنشائها، أن التوجه نحو برامج ترشيد استهلاك المياه، والحد من زراعة المحاصيل الشرهة للمياه، واستنباط أصناف منها أكثر مقاومة لارتفاع درجات الحرارة، وأقل استهلاكا للمياه، وأكثر تحملا لملوحة التربة، مشيرا إلى أن هذه الخطط تساهم في التأقلم مع التغيرات المناخية، ومواجهة ارتفاع معدلات استهلاك المياه في أغراض الزراعة.
ومن جانبه، قال الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، إن حق مصر في مياه النيل هو حق يكفله القانون والأعراف الدولية، وستناصر هذا الحق كل دول العالم وقت الحاجة للحصول على حقوقها في مياه النيل، وفقا للاتفاقيات الدولية، وهذه مسألة لا تسبب قلقا له، مشيرا إلى أن قلقه الأكبر من تعامل المصريين «السيئ» مع المياه، والذي يجب أن ينتهي ونضع حدودا لهذه السلبيات، مشددا على أن المصريين في حاجة إلى ثقافة حماية نهر النيل، لأن حماية المياه هو حماية للصحة العامة وللأمن المائي.
وأضاف «نصار» في كملته خلال الاحتفال بمرور 200 عاما على إنشاء كلية الهندسة جامعة القاهرة، أن حل هذه المشاكل لا توقف فقط على أن نبحث عن تأمين حصة مصر من مياه النيل وهو حق دولي، ولكن لابد أن يكون هناك حلولا وأفكارا في تحسين بنية التعامل مع المياه، في مصر، سواء فيما يتعلق بالمياه الجوفية التي تمتلئ بها حمامات السباحة، أو تروي بها المنتجعات السياحية، وهذه المياه هي ثروة مصر تحتاجها لكي تنتج رغيف الخبز وليس في تشغيل حمامات السبحة وغيرها من مصادر إهدار المياه الجوفية.
وأوضح نصار أننا نتعامل مع المياه بـ«عشوائية»، رغم احتياجنا إلى أفكار لحماية الموارد المائية لمصر، والحاجة إلى كل قطرة مياه، ونحتاج إلى أفكار جديدة تعظم الاستفادة من شح المياه والتنازع على مصادرها كما يحدث في عدد من دول العالم ومنها مصر، مشيرا إلى أن مصر دخلت حزام شح المياه المتعلق بسد النهضة، ومشاكل بين دول المنبع ودول الممر ودول المصب.
وأوضح رئيس جامعة القاهرة أن كثيرا من محافظات الوجه البحري بمحافظات كفر الشيخ والبحيرة والدقهلية، تعاني من انتشار ورد النيل في الكثير من المصارف والترع والمجاري المائية، التي تستهلك الكثير من المياه، رغم حاجتنا لكل قطرة منها، مشددا على ضرورة تنفيذ خطط عاجلة لتطهير هذه المناطق من ورد النيل للحد من اختناقات مياه الري وضمان وصولها إلى هذه المحافظات.
وشدد نصار على حاجة مصر إلى إحياء ثقافة احترام المياه واحترام نهر النيل، الذي كان مقدسا لدي المصريين القدماء، بدلا من إلقاء مياه الصرف الصحي والمجاري، وإلقاء القاذورات في النيل والمجاري المائية، «نرمي من ناحية ونشرب من ناحية أخرى» وفقا لتعبير رئيس جامعة القاهرة، مشددا على ان احترام ثقافة نهر النيل ستؤدي إلى التخفيف من عب الأمراض وارتفاع التكلفة الكبيرة للأدوية، لأننا نحتاج إلى أن نفكر، وإذا فكرنا أنقذنا أنفسنا وأنقذنا كل الملفات.