اتفقت جميع المساجد على مستوى الجمهورية على توحيد موضوع خطبة الجمعة حول الموقف الشرعي من الانتحار وقتل النفس البشرية، بعد تكرار حوادث حرق النفس في مصر وعدد من الدول العربية، في محاكاة لما فعله الشاب التونسي محمد بوعزيزي الذي أشعل النار في نفسه احتجاجاً على البطالة في تونس، مما فجر موجة احتجاجات واسعة أسفرت عن هروب الرئيس المخلوع زين العابدين بن على من البلاد.
وقال الشيخ شوقي عبد اللطيف، وكيل أول وزارة للدعوة الإسلامية، إن جميع الخطباء على مستوى الجمهورية التزموا بتعليمات الدكتور محمود حمدي زقزوق بتوحيد الخطبة حول تحريم الانتحار بالحرق أو الشنق أوأية وسيلة أخرى، من خلال استعراض ما ورد في القرآن والسنة من نواهي قتل الإنسان نفسه لأنه ملك لله، مشيرا إلى أن الشريعة الإسلامية تحرم قتل الإنسان نفسه وتعتبر ذلك تدخلا في الإرادة الإلهية وكبيرة من الكبائر التي تدخل مرتكبها النار.
ومن جانبهم انتقد خطباء المساجد الكبرى بالقاهرة، بطرق متباينة، انتشار الظاهرة مؤخرا في مصر؛ إذ انتقد خطيب الجامع الأزهر استيراد طريقة الانتحار حرقا من الخارج، فيما وصف إمام مسجد النور بالعباسية المنتحرين بأنهم من «أنصار الفوضى الخلاقة»، في الوقت الذي طالب فيه شيخ جامع الفتح بميدان رمسيس الفقراء باتباع الطرق الشرعية لطلب حقوقهم.
وأكد الشيخ صلاح نصار فى خطبة الجمعة بالجامع الأزهر أن الانتحار فكرة مستوردة من الخارج، وأن كل من يقتل نفسه في النار، حتى لوكان مريضا يعانى مرضا لا يرجى شفاؤه.
ودعا نصار الشباب إلى عدم الاستسلام واليأس، والبحث عن فرصة عمل حتى ولو كان بسيطا شريطة أن يكون فى طاعة الله، محذرا من الاستسلام للشيطان.
وانتقد الشيخ أحمد ترك، خطيب وإمام مسجد مسجد النور بالعباسية، من يعتقد أن الانتحار سوف يؤدى إلى بناء دولة مدنية كما يروج البعض، مؤكدا أن من يدعون لذلك هم أنصار الفوضى الخلاقة فى مصر، ويحركون هؤلاء الشباب بـ«الريموت كنترول» بهدف تفجير البلاد العربية والإسلامية من الداخل.
وأضاف: هؤلاء يطالبون بتعديل المادة الثانية من الدستور وإلغاء خانة الديانة من البطاقة الشخصية ويقولون إنها سبب المشكلة بين المسلمين والمسيحيين، وأن الدولة المدنية لا يجب أن تحمل بطاقاتها الشخصية خانة الديانة.
وأبدى «ترك» دهشته من الذين يتصورون أنفسهم أبطالا بانتحارهم، رغم أنهم لن يستفيدوا شيئا من انتحارهم فى الدنيا وسوف يعذبون فى الآخرة.
وأشار إمام مسجد النور إلى أن الإسلام منذ هجرة الرسول يعرف مفهوم الدولة المدنية التعددية التى كانت تجمع بين اليهود والمسلمين.وفى مسجد الفتح برمسيس، أكد الشيخ حمدى أيوب على وجود طرق شرعية ودستورية للمطالبة بالحق بدلا من الانتحار لأنه قتل للنفس التى حرم الله إلا بالحق، وأشار الى أن الإنسان من حقه المطالبة بحقه لأن الساكت عن الحق شيطان أخرس، لكن لابد من تجنب وسوسة الشيطان. وأشار إلى أن مصير هذا المنتحر النار لا محالة، مؤكدا على ضرورة الصبر على البلاء حتى تنقشع الغمة والظلم.