«نحن» بدلاً من «أنا»، جسدان يعيشان بروح واحدة، قلبان ينبضان وكأنهما قلب واحد، حياة يدركها فقط التوائم، ويعانى من افتقادها توائم برجى التجارة العالمى حتى بعد مرور 10 سنوات على وفاة توائمهم خلال هجمات 11 سبتمبر التى وقعت عام 2001، وتسببت فى مقتل حوالى 3 آلاف شخص، كان من بينهم 46 شخصا من التوائم، وقد يبدو هذا الرقم، للبعض، مبالغا فيه، لكن هذه هى الحقيقة التى رصدتها الصحفية والروائية والمخرجة، أوليفيا ليشتنشاين، فى تقرير لها بعنوان «توائم البرجين» فى صحيفة «ديلى ميل» البريطانية، وفى فيلم وثائقى تم بثه على قناة «بى.بى.سى وان».
وإحياء للذكرى العاشرة لـ«هجمات سبتمبر»، رصدت أوليفيا حالة بعض التوائم الذين فقدوا إخوانهم التوائم فى الحادث المروع، وكان من بينهم جريج هوفمان (46 عاما)، الذى قال إن علاقته بأخيه ستيفن كانت مختلفة ومميزة عن علاقته بباقى إخوته.
وأضاف «جريج»: «كنا اجتماعيين ومفعمين بالطاقة والحيوية، كنا شخصا واحدا، وأذكر أنه عندما كان عمرى 8 سنوات أصبت بكسر فى الفك، وحينها ظللت أبكى طوال الليل، ليس من الألم ولكن لاعتقادى أن كسر فكى سيؤثر على علاقتى بأخى التوأم، وظننت حينها أننا لن نشبه بعضاً مرة أخرى وأننى فعلت شيئا يتعذر إصلاحه، فنحن كنا متشابهين فى كل شىء حتى اختيارنا لزوجتينا كان من نفس الكلية، وأسسنا بيتين بالقرب من بعض، وخلال عام من زواجنا أنجب كل منا بنتاً».
وعاد «جريج» بذاكرته عندما كان يقف مع ستيفن أمام مبنى مركز التجارة العالمى، وقال: فى ذاك الوقت شبهنا برجى التجارة العالمى بحالنا، وقلنا: البرجان التوأمان تابعان لنا لأنهما توأمان مثلنا.
وأضاف «جريج»: عندما سمعت نشرات الأخبار تتحدث عن طائرة مختطفة تتجه نحو البرج الشمالى، حاولت الاتصال فورا بستيفن، وكان يعمل فى الطابق الـ104، الذى نال الجانب الأكبر من الخسائر فى الأرواح وظل هاتف ستيفن يرن حتى أجاب البريد الصوتى، فتركت له رسالة وقتها قلت فيها: ستيفن من فضلك اتصل بى، ومرت دقائق كانت أشبه فى ضرباتها بدقات الطبول التى يعلو صوتها واحدة تلو الأخرى.
وتابع جريج استعادة ذكرياته المؤلمة: بدأت أشعر باضطراب وقلق شديد، لكن بعد لحظات وجدت ستيفن يتصل بى، فسألته عما إذا كان بخير، فأجاب: نعم، نحن جميعا بخير، وفى نفس اللحظة سمعت ستيفن يصرخ بصوت عال: يا الله ما هذا، ثم انقطع الاتصال.
وبعد فقدان جريج لأخيه، أصابه حزن شديد حتى إنه فكر كثيرا فى الانتحار، لكنه عندما صارح زوجته آليين بما يفكر فيه، قررت الزوجة تشكيل مجموعة لحماية توائم «أحداث سبتمبر».
أما ليزا ديرينزو(45 عاما) فقالت : لا أحد يدرك ولا يشعر بمدى ارتباط التوائم ببعضهم، فأنا فشلت فى الوصول إلى توأمى مايكل أو حتى سماع صوته عبر الهاتف قبل وقوع الحادثة.
الكثير من التوائم يشعرون بأنهما نصفان يكملان بعضهما، ويتضح هذا الأمر مع ليندا ماكيجى ( 50 عاما) حيث فقدت توأمها بريندا، التى كانت تعمل فى الطابق الـ97 فى البرج الشمالى.
وقالت ليندا: كنا نشبه بعضناً كثيرا، وعندما كبرنا كان الناس يطلقون علينا برينداليندا.
أما ذاتشارى فليتشر( 47 عاما), فيعمل رجل إطفاء فى نيويورك وفقد توأمه أندرى، الذى كان يعمل أيضا فى نفس المهنة، وقال إنه يشعر بفقدان جزء منه.
لكن الوضع يختلف كثيرا فى علاقة دان دالارا (56 عاما) مع توأمه جون وكان رجل شرطة، حيث أكد أنه شعر بشىء فى لحظة سقوط البرج الثانى وأضاف: تقريبا انتفضت من مكانى، وشعرت بقلق شديد وصرخت بصوت عال: «جون جون» لابد أن أذهب من هنا فوراً، فسألنى رئيسى فى العمل وإلى أين ستذهب, فأجبته يجب أن أذهب من هنا، أخى سيموت.