أعرب البابا تواضروس، بطريرك الكرازة المرقصية بالإسكندرية، عن سعادته لزيارة إبراشية بنى سويف، قائلًا: «أنا جيت زمان من 12 عاما في نفس المكان كنا في لقاء مع خدام الطفولة»، وقال البابا إن «الحضور سمع كلمات أغنية مصر فيها حاجة حلوة، والحقيقة أن مصر بها حاجات كتير حلوة».
وأردف: «اللى متابع المشهد ونحن نجلس مع بعض سويا نتبادل المحبة لن يستطيع أحد التفرقة بين المسلم والمسيحي فكلنا مصريون ويدنا واحدة نتناول طعاما واحدا ويسبق هذا المحبة التي تربطنا جميعا».
وأضاف تواضروس أن «علم مصر كما نراه على أطفالنا أو مرفرفا من حولنا يحتوينا جميعا ونحن كمصريين يوجد العديد منا ساكن بجوار البحر الأحمر وقناة السويس وسيناء وهناك جزء آخر ساكن على البحر الأبيض بداية من رفح والعريش وكفر الشيخ حتى مرسى مطروح والسواد الأكبر من المصريين ساكن حول نهر النيل بتربته السمراء التي تحده يمينا ويسارا وفى وسط العلم اللون الأصفر وهو يمثل الناس القاطنين في المناطق النائية».
وتابع: «علم مصر يمثلنا جميعا فمصر هي أول بلد في العالم علمته ماذا تعنى كلمة حكومة فالحكومة المركزية بدأت في مصر والحضارات سبقت مصر الجميع فيها وكذلك المبادئ الإنسانية الرفيعة والإيمانية خاصة التوحيد معروفة منذ القدماء المصريين والأجمل أن مصر كلها تعيش فكر التوحيد وليس هنا في الإيمان ولكن توحيد الشعوب كما فعل مينا موحد القطرين، فالاسم القديم لمصر هو (كيمى) يعنى الأرض السوداء من طرح نهر النيل على ضفافه، وكلمة كيمى اتخذ منها أهم علم في الدنيا وهو علم الكمياء ذو الـ 80 فرعا فهى أم العلوم التي نشأت هنا على أرض مصر وعندما نقف نتغزل في مصر نجد أن بها أشياء كثيرة من الآثار وحتى المزج بين شعبها وفى نهاية كلمة البابا دعا لمصر بالبركة والعودة لسابق عهودها».
جاء ذلك خلال زيارة البابا تواضروس لإبراشية بنى سويف والقائه لكلمته واستقباله داخل كنيسة العذراء مريم ببياض العرب شرق النيل بمدينة بني سويف الجديدة تلاها إلقاؤه لمحاضرته الأسبوعية بكنيسة الشهيد مار مينا وسط حضور 8 آلاف قبطي.
وأضاف الأنبا غبريال، أسقف إبراشية بنى سويف، أن «زيارة البابا تعتبر زيارة تاريخية وتقليدا جديدا من نوعه وتقليدا يحتذى به، ولو تحدثنا عن عمله المتواصل لكتبنا مجلدات، حيث إن قداسته يحمل بداخله حب الوطن، الأطفال والسادة الكبار فقداسة البابا الذي يحمل الرقم 118 هو امتداد لمار مرقص تلميذ السيد المسيح وهنا نعرف أن مصر بها كرسى للباباوية منذ ألفي عام، وقداسة البابا يعتبر عمود من أعمدة ثورة 30 يونيو وأيقونتها والركن الأهم فيها».
ومن جانبه، أكد المهندس شريف حبيب، محافظ بنى سويف، في كلمته، أن «مصر هي عبقرية المكان وعبقرية شعب وقف أمام أحداث كثيرة لم يؤثر فيه أي منها فمصر باقية بشعبها وراجعين كما كنا نقود العالم فنحن مهد الحضارة والأديان».
وأكد الشيخ محمد نور، وكيل وزارة الأوقاف، أن «التعايش بين فصائل المجتمع مسيحى ومسلم سويا في كل الأزقة والمدن والإمارات ولن يستطيع أحد أن ينكر ذلك»، وأضاف أنه «من بلاد النوبة التي تشهد خير أمثلة على هذا التعايش ولن يكون المسيحيون في مصر بوابة أو جسرا ليسير على جثة هذا الوطن».