أكد سعد الحريري، رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان، في كلمة توجه بها إلى اللبنانيين، مساء الخميس، أنه «ملتزم بترشيحه» لرئاسة الحكومة «بغض النظر عن مناخات الترهيب»، متهمًا خصومه، دون أن يسميهم، بالرغبة في إعلان «اغتياله سياسيًّا».
وقال الحريري، في كلمة تليفزيونية، إن الحملة، التي استهدفت عام 1998 والده، رفيق الحريري، تتكرر معه اليوم، «والهدف من كل ذلك واحد: محاكمة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وإخراج سعد الحريري من المعادلة الوطنية والإعلان عن اغتياله سياسيًّا».
وأضاف: «إذا كان المطلوب إبعاد سعد الحريري عن رئاسة الحكومة، فلا بأس. هناك مسار دستوري نرتضي أي نتائج يمكن أن تنشأ عنه، بغض النظر عن مناخات الترهيب، التي تحيط بهذا المسار في الشارع وغير الشارع».
وتابع: «سنذهب إلى الاستشارات النيابية، التي سيجريها فخامة رئيس الجمهورية، الاثنين المقبل، وسندلي برأينا وفقًا للأصول، ملتزمًا بترشيحي لرئاسة الحكومة من كتلة نواب المستقبل وسائر الحلفاء».
وقال الحريري: «جاهدت على مدى الشهور الماضية في سبيل درء الفتنة عن لبنان سواء بالكلمة الطيبة أو بالممارسة السياسية المسؤولة وقدمت المبادرة تلو المبادرة والتضحية تلو التضحية ووجدت المساعي المشتركة للمملكة العربية السعودية وسوريا سبيلا لخروج لبنان من نفق التجاذبات السياسية والمذهبية وجسرًا للعبور نحو مرحلة جديدة في علاقاتنا الوطنية، إنما، وللأسف الشديد، توقف العبور على هذا الجسر».
وأضاف: «قررت الدخول في التسوية إلى أبعد مدى ممكن، وتجاوبت مع توجهات خادم الحرمين الشريفين والتزمت بكامل البنود، التي توصلت إليها الجهود القطرية التركية؛ للحفاظ على العيش المشترك، ولكن مرة جديدة يتوقف قطار الحل بفعل فاعل ويعودون مع ساعات الفجر لإبلاغ الموفدين، القطري والتركي، بمطلب واحد لا ثاني له.. "غير مقبول عودة سعد الحريري إلى رئاسة الحكومة".. لا أشعر في هذه الساعات أننا أمام حائط مسدود، بل خلاف ذلك، أشعر بأن المسؤولية الوطنية توجب عليَّ إيجاد ثغرة كبيرة في هذا الحائط المسدود».
ويشهد لبنان منذ أشهر أزمة حادة حول المحكمة الدولية المكلفة بالنظر في اغتيال رئيس الحكومة الأسبق، رفيق الحريري، وفشلت المساعي العربية حتى الآن في إيجاد حل لها، وتسببت الأسبوع الماضي في سقوط حكومة الوحدة الوطنية نتيجة استقالة أحد عشر وزيرًا منها، بينهم عشرة يمثلون حزب الله وحلفاءه.
وأعلنت قوى 8 آذار، حزب الله وحلفاؤه، رفضها ترشيح سعد الحريري مجددًا لرئاسة الحكومة.
وكانت مشاورات أرجئت، الاثنين الماضي، لتشكيل حكومة جديدة لإعطاء فرصة للقوى الإقليمية لتقريب الجانبين، لكن الزعيم المسيحي المعارض، ميشال عون، المتحالف مع حزب الله، أكد معارضته لترشيح الحريري رئيسًا للوزراء في الحكومة الجديدة.
ودخل لبنان أزمة سياسية، بعدما أسقط حزب الله وحلفاؤه حكومة الحريري في خلاف بسبب لائحة الاتهام في قضية اغتيال رئيس الوزراء الراحل، رفيق الحريري في 2005.
وعلقت قطر وتركيا، الخميس، المحادثات بشأن الأزمة السياسية في لبنان وقالتا إن الوقت حان ليعالج اللبنانيون بأنفسهم الخلاف.
وقال وزير الخارجية التركي، أحمد داوود أوغلو، بعد محادثات دامت يومين في بيروت مع الزعماء السياسيين في لبنان، إن اقتراحاته هو ورئيس الوزراء القطري، الشيخ حمد بن جاسم آل ثان، لم تقابل بالموافقة.
وتحدث بعد يوم من إعلان السعودية، التي تساند سعد الحريري، أنها ستتخلى عن جهود الوساطة، التي تبذلها بالاشتراك مع سوريا، مما يعمق عدم اليقين في البلاد، التي يصعب التوصل فيها إلى حلول دون دعم من قوى إقليمية.
وكان حزب الله وحلفاؤه أسقطوا حكومة سعد الحريري، الأسبوع الماضي، قبل خمسة أيام من تسليم ممثل الادعاء، في المحكمة المدعومة من الأمم المتحدة، لائحة اتهام سرية يتوقع أن تتهم أعضاء في حزب الله بالضلوع في اغتيال الحريري.
وينفي حزب الله أي دور في الاغتيال، ويقول إن المحكمة تخدم المصالح الأمريكية والإسرائيلية.