اعتبرت صحيفة «جارديان» البريطانية، في سياق تحليل إخباري بثته على موقعها على شبكة الإنترنت، أن الهجوم على السفارة الإسرائيلية بالقاهرة هو «أحدث عاصفة تعصف بإسرائيل في ظل تدهور علاقتها مع تركيا، إذ تواجه إسرائيل أسوأ أزمة لها مع مصر منذ 30 عاما، بعد أن اضطر دبلوماسيوها إلى مغادرة القاهرة مع ذويهم من أجل ضمان سلامتهم بعد اقتحام الجماهير الغاضبة سفارتها بالقاهرة».
وقالت الصحيفة إن «شعوراً مناهضاً للكيان الإسرائيلي لدى المصريين أضحى يتنامى شيئاً فشيئاً منذ مقتل 6 جنود مصريين بنيران القوات الإسرائيلية في أعقاب هجوم مسلح وقع على الحدود بين البلدين الشهر الماضي راح ضحيته 8 إسرائيليين».
وأضافت الصحيفة أن إسرائيل «كثيرا ما انتابها القلق البالغ» بشأن مستقبل معاهدة السلام المبرمة مع مصر منذ 30 عاما، لاسيما بعد سقوط نظام مبارك، وتنامي الشعور المناهض لإسرائيل في الشارع المصري.
وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل «منزعجة» أيضا من التدهور الذي تتسارع وتيرته في علاقتها مع تركيا، التي من المفترض أن يزور رئيس وزرائها القاهرة, الإثنين, وسط مخاوف من أن يسعى إلى إقامة تحالف مناهض لإسرائيل مع الحكومة المصرية الجديدة.
ونقلت الصحيفة عن مصدر إسرائيلي قوله إن «الوضع مع كل من مصر وتركيا ليس بالجيد.. ونأمل ألا ينذر ذلك بأشياء أخرى من الممكن أن تحدث».
من جهة أخرى، قالت الصحيفة البريطانية إن إسرائيل تواجه «تسونامي دبلوماسي»، على حد قول وزير دفاعها إيهود باراك أواخر الشهر الماضي، حيث يتوقع أن تدعم أغلبية الدول صدور قرار اعتراف بدولة فلسطينية لدى الأمم المتحدة، لافتة إلى أن كلا من مصر وإسرائيل تدعمان المساعي الفلسطينية في هذا الصدد.
في سياق متصل، اعتبرت صحيفة «ديلي تليجراف» البريطانية أن هناك قلقاً في الداخل الإسرائيلي من «تنامي هشاشة الموقف الإسرائيلي في المنطقة»، معتبرة أن الهجوم الأخير على السفارة الإسرائيلية في مصر يعد دليلاً صارخاً على «عزلة إسرائيل التي تتصاعد وتيرتها يوماً بعد يوم في المنطقة في أعقاب ثورات الربيع العربي».
وقالت الصحيفة إن «واقعة الهجوم على السفارة الإسرائيلية جاءت لتؤكد أن التشاؤم الذي يشعر به المسؤولون الإسرائيليون في محله».
وأضافت أن إخلاء السفارة بالقاهرة من طاقمها الدبلوماسي يعني أن إسرائيل لم يعد لديها تمثيل دبلوماسي عالي المستوى في كل من مصر وتركيا، وهما دولتان تعد صداقتهما ذات أهمية جوهرية على الصعيد الاستراتيجي بالنسبة للأمن الإسرائيلي.
وحذرت الصحيفة من أي رد فعل عنيف من قبل إسرائيل من شأنه أن يسهم في تفاقم الغضب الشعبي في مختلف أقطار العالم العربي.
