x

رفع الأفلام من دور العرض قبل أن تكمل أسبوعها الأول خطرٌ يهدد صناعة السينما (تقرير)

الإثنين 06-03-2017 21:49 | كتب: هالة نور |
آيتن عامر - صورة أرشيفية آيتن عامر - صورة أرشيفية تصوير : آخرون

شهدت دور العرض السينمائى واقعتى رفع أحد الأفلام الجديدة، قبل أن يكمل أسبوعه الأول من عرضه.. الواقعة بدأت الأسبوع الماضى مع فيلم (يوم من الأيام) الذى يعود من خلاله المنتج حسين القلا إلى الإنتاج، بعد غياب طويل، ويلعب بطولته محمود حميدة وهبة مجدى ومن إخراج محمد مصطفى. والواقعه الثانية كانت مع فيلم (يا تهدى يا تعدى) لأيتن عامر وسلوى خطاب ومحمد شاهين، إخراج خالد الحلفاوى، وتم رفعه من بعض دور العرض فى حين تواصل أفلام كبيرة التواجد منها «القرد بيتكلم» و«يابانى أصلى». الواقعتان تنذران بالخطر الذى يحاصر صناعة السينما المصرية.

«المصرى اليوم» تفتح ملف رفع الأفلام الحديثة بعد أيام من عرضها والخسائر التى تتعرض لها الصناعة نتيجة غياب ضوابط وقوانين تنظم عملية عرض الأفلام، مثلما كان فى الماضى، حيث كان الموزعون يعملون، وفقا لنظام الهولد أوفر، وهو ضرورة تحقيق الفيلم إيرادا محددا، مقابل استمرار عرضه.

المنتج حسين القلا قال: إن رفع الأفلام بعد عرضها بأيام لدور العرض السينمائى له شقان، بوجه عام لدينا مشكلة فى التوزيع، ولا يستطيع أحد إيجاد حلول لها. وعلى الرغم من وجود المشكلة، فمن ناحية أخرى أى دار عرض لها تكاليف ومرتبات، وموظفون، فإذا لم يحقق الفيلم إيرادات، فما الداعى الذى سيجبر أصحاب دور العرض من الاستمرار فى عرض الفيلم، لأنهم يرون أنه إذا لم يحصد الفيلم إيراداته فى الأيام الأولى يضطرون لرفعه وإيجاد فيلم آخر بديل حتى يغطى مصاريف واحتياجات دور العرض، ولكن هذا لا يعنى أننا لدينا مشكلة كبيرة فى التوزيع الداخلى. وأضاف «القلا»: هناك تقارير كثيرة تشير إلى أن هناك العديد من دور العرض السينمائى لم يحقق إيرادات من أفلام تم عرضها، وكانت النتيجة رفعها منه، بعد أيام قليلة، وأنه كان قديمًا لدينا معيار الهولد أوفر، وبالاتفاق إذا لم يحقق الفيلم مثلا من يوم الأربعاء وقت نزوله حتى يوم الأحد، نسبة معينة من الإيرادات، يتم رفعه من دور العرض، وكان ذلك اتفاقًا يجمع عليه صناع السينما، ولكن حاليًا لا يوجد معايير لذلك. وتابع: تجربتى الأخيرة فى هذا الفيلم لم تأتِ بالإيرادات التى حلمنا بها، ولا يزال الموضوع يمثل مفاجأة، ومن الصعب تحديد أسباب رفعه وعدم جذبه الجمهور، ولكن قد يكون التوقيت غير مناسب، أو ظروف المناخ، ولا يمكن تحديدا معرفة أسباب رفعه، ولكن بشكل عام لم تكن المسألة مريحة بالنسبة لنا بالفعل، لأن الفيلم يتكلف كثيرًا فى إنتاجه وفى المقابل يرفع مبكرًا ولكننا يجب أن ننظر للأزمة بمنطق عقلانى من كافة الزوايا.

وواصل: رفع الأفلام لن يؤثر بشكل كبير على نظام الاستثمار فى صناعة السينما بالنسبة لى، لأننى أعتقد أن من يعمل فى ذلك المجال يتوقع الربح والخسارة، لذلك فهو لن يتخلى عن أعماله بسبب ذلك، ومن الطبيعى أن تكون هناك حلول لهذه المشكلة، فطرحها لن يكون فى الإعلام، ولكن سيكون بشكل عملى وفى وقته المناسب وبطرق رسمية.

وقال ممدوح الوردانى، المشرف على إنتاج فيلم «يا تهدى يا تعدى»: هناك آليات لرفع الأفلام السينمائية من دور العرض بعد أيام من عرضها، ولا توجد مشاكل بين أصحاب دور العرض والشركات المنتجة تجعلهم يرفعون الأفلام من دور العرض.

وأضاف: أصحاب دور العرض السينمائى يبحثون عن المنفعة الخاصة عندما يجدون أن قيمة التذاكر المبيعة لا تتجاوز نسبة 10% من عدد تذاكر العرض، فالطبيعى يبلغون الجمهور أن الفيلم لم يتجاوز النسبة المطلوبة لبقائه فى دار العرض. وأوضح «الوردانى» أن أصحاب دور العرض ليست لهم مصلحة فى رفع الفيلم إذا كان عليه إقبالا، لأنه من الطبيعى أن تحصل دور العرض على 50% من الإيرادات.

وتابع أنهم ينظرون كشركة إنتاج بطريقة تجارية تخضع لفكرة العرض والطلب، وبالتالى عندما يكون لديهم مشرف لدور عرض ولديه 5 عروض مثلًا تعمل، ويرى عرضا عليه إقبال كبير وآخر ليس عليه نفس الإقبال، فمن الطبيعى أن يرفع الفيلم الذى لا يوجد عليه إقبال جماهيرى.

وواصل: الأفلام لا ترفع بالمزاج، فذلك متعلق بتحقيق الإيرادات، فصاحب دور العرض من مصلحته بقاء الفيلم واستمراره، ما حقق 50% من أرباحه، فهذا هو الفكر التجارى.

وأشار إلى أن المناخ العام أساس الأزمة لعدة أسباب، منها الدراسة، فلا تستطيع إجبار طلبة للنزول لمشاهدة الأفلام، واقتصاديا، الأسرة تتكلف مثلا 300 جنيه، إذا قررت مشاهدة فيلم بجانب ما يحتاجه أبناؤهم من دروس واحتياجات المنزل الاقتصادية، فيجبرون على توفير قيمة خروجة السينما لسداد احتياجاتهم الضرورية أفضل من تذكرة سينما.

وأوضح «الوردانى» أن الحالة الاقتصادية أثرت فى كل شىء، وقال: ما نواجهه جميعًا من أزمات، بسبب الظروف الاقتصادية الطارئة، فلو أن شابا قرر الذهاب إلى السينما مع خطيبته مثلا، فكيف يستطيع شراء تذاكر لشخصين، ودفع نقود إضافية لهذه «الفسحة»؟! وهنا يجب أن نرى الأمور على حقيقتها. وذكر «الوردانى» أن الإنتاج مثله مثل أى استثمار يمر بظروف صعبة، ولكنه لم، ولن يوقف عمله، لأنه مدرك أنه إذا خسر اليوم، فسوف يربح غدًا، وأنه مستمر فى الإنتاج بفيلم «الخلية»، بطولة أحمد عز، وسيتم عرضه فى عيد الفطر المبارك، ولديه فيلمان آخران فى مراحل التنفيذ والتحضير.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية