كل يوم اتهام جديد لأوباما، والاتهامات التى يوجهها ترامب، ليست فى إطار معركة انتخابية.. وكله كوم وفضيحة التجسس كوم تانى.. وهى جريمة كبرى إن صحّت.. السؤال: هل يصل الأمر إلى حد تقديم أوباما للمحاكمة؟.. فضيحة «ووتر جيت الأولى» انتهت بطرد الرئيس نيكسون من البيت الأبيض، فهل تنتهى «ووتر جيت الجديدة» بمحاكمة أوباما أيضاً؟.. وهل تصل الدراما إلى أن يصبح أوباما فى السجن؟!
ولكن، لماذا يفرح عموم المصريين بالتلاسن بين ترامب وأوباما؟.. ولماذا يشعرون بالارتياح كلما أدلى الأول بتصريحات تفضح الثانى؟.. لا ينسى الناس صورتين.. فى الأولى كان أوباما يتابع مجريات الأحداث أثناء ثورة 25 يناير.. وعندما أعلن مبارك التنحى كان يصفق مع فريقه الرئاسى.. وفى الصورة الثانية كان يتابع بقلق أحداث ثورة 30 يونيو، مع فريقه كأنهم «إخوان»، وعلى وجوههم حزن شديد!
الأمر الآن أكبر من «حالة الفرح» فى أوباما.. التجربة الديمقراطية فى أمريكا على المحك.. دونالد ترامب يوجه اتهامات مباشرة لأوباما بأنه أمر بالتنصت على هاتفه، قبيل فوزه فى الانتخابات الرئاسية.. وهى مسألة غير عادية هناك.. ومعناها أنه كان يعرف تحركات ترامب، وينقلها لمنافسته هيلارى كلينتون.. ومعناها أن البيت الأبيض لم يكن محايداً فى الانتخابات، وهو ما يضع «أوباما» تحت طائلة القانون!
صحيح أن المتحدث الرسمى باسم أوباما نفى الاتهامات، وقال إنها «كاذبة».. وصحيح أنه قال «لم يُصدر الرئيس أوباما أو أى مسؤول فى البيت الأبيض، قراراً بالتنصت على أى مواطن أمريكى»، إلا أن الرئيس ترامب لا يمكن أن يقول ذلك من قبيل تشويه أوباما فقط، فمن المؤكد عنده معلومات تؤكد شكوكه، أو تثبت صحة كلامه.. فقد أعلن بنفسه أن الأمر مروع، وأن أوباما «تنصت» عليه فى «ترامب تاور»!
المعروف أن «ترامب» كان يدير حملته الانتخابية من البرج الخاص به، وأنه كان يلتقى مسؤولين من هنا وهناك، وربما أراد أوباما أن يعرف تفاصيل ما يجرى بينه وبين مسؤولين روس، على وجه التحديد، خاصة أنه أشاع أن إدارة بوتين أو المخابرات الروسية تلاعبت فى نتائج الانتخابات لصالح ترامب.. القصة هنا تجاوزت الحدود.. الاتهامات لا يمكن نفيها أو إثباتها بتصريحات «صحفية» من هنا وهناك!
والحكاية الآن تقودنا إن عاجلاً أو آجلاً، إلى محاكمة، أو تحقيق قضائى بشان تزوير الانتخابات من جهة، وقصة التنصت من جهة أخرى.. وقد وصفها ترامب نفسه بأنها «ووتر جيت جديدة».. ولم يقف عند هذا الحد، ولكنه قال فى تغريدة له «أراهن أن محامياً جيداً يمكن أن يعد قضية جيدة، الرئيس أوباما كان يتنصت على هاتفى فى أكتوبر قبيل الانتخابات».. معناه أن الأيام القادمة قد تشهد محاكمة أوباما!
فلا تستهينوا باتهامات ترامب أبداً.. أولاً: هى ليست تصريحات انتخابية.. ثانياً: الرجل الآن فى البيت الأبيض.. وهو من أعلن أن لديه معلومات عن التنصت، ووصفها بأنها «ووترجيت» جديدة، ولوّح باللجوء إلى المحكمة.. فهل نشهد محاكمة أوباما؟.. وهل خرج من الرئاسة، ليدخل السجن، على طريقة حكام بلاد الربيع العربى؟!