واصلت جماعة الإخوان المسلمين لهجتها العنيفة تجاه المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وحكومة الدكتور عصام شرف، التى بدأتها منذ أيام فى بيان طالبت فيه المجلس بتسليم السلطة للشعب مثل الرئيس السودانى الأسبق عبدالرحمن سوار الذهب، الذى تسلم السلطة عبر انتفاضة شعبية، وسلمها إلى الحكومة المنتخبة فى العام التالى. وجددت مطالبتها، فى بيان أصدرته السبت، تعليقاً على أحداث اقتحام بعض المتظاهرين السفارة الإسرائيلية، بضرورة تسليم السلطة.
قالت الجماعة، فى بيانها، إن هناك تباطؤاً وصفته بأنه «غير مقبول ولا مبرر» من المجلس العسكرى والحكومة فى الاستجابة لمطالب ثورة الشعب، التى ضحى فيها بالغالى والنفيس، والأرواح والدماء، منتقدة عدم اتخاذ موقف حاسم، والتردد فى سحب السفير المصرى من تل أبيب، وإنشاء جدار خرسانى كبير حماية للسفارة، معتبرة أن هذه الأشياء من أهم الأسباب التى أدت إلى انفجار الشعور الوطنى فى نفوس المصريين، واضطرتهم للنزول إلى الميادين فى مظاهرات حاشدة مرات عديدة لرفع المطالب والضغط فى سبيل تحقيقها، وكان آخرها مظاهرة «تصحيح المسار» الجمعة.
وأضاف البيان: «الأصل أن الشعب بعد الثورة صار هو السيد الذى يجب أن يطلب فيطاع، ويرغب فيستجاب له، ولا يصح مطلقًا أن نضطره إلى اللجوء إلى التظاهر والاحتجاج المرة بعد المرة للاستجابة لبعض الطلبات دون البعض الآخر، والمشكلة الحقيقية تنبع من عدم الشعور باستمداد الشرعية من الشعب، والحل الجذرى فيما نرى يتمثل فى التعجيل بإجراءات نقل السلطة من المجلس العسكرى إلى السلطة المدنية المنتخبة انتخابا حرا نزيها من الشعب، ومن ثم تشعر هذه السلطة بأنها تستمد شرعيتها من الشعب».
وأعلنت الجماعة رفضها أحداث العنف والاعتداءات على وزارة الداخلية، وحرق مبنى الأدلة الجنائية للمرة الثانية، والاعتداء على مديرية أمن الجيزة، مطالبة بسرعة التحقيق العادل فيها، وإدانة فاعليها، مؤكدة رفضها استخدام هذه الأحداث فى التضييق على حقوق الشعب وحرياته، أو مواجهة الأخطاء البسيطة بعنف أمنى وصدام ومحاكمات عسكرية تعيد إخراج ما سمته «الماضى القريب البغيض».