قالت وكالة «أسوشيتد برس» الأمريكية، إن جمال مبارك ، أمين لجنة السياسات بالحزب الوطني «يحاول تغيير صورته إلى شخص ذي شعبية يمكنه أن يحقق الازدهار للشعب المصري المكافح»، مؤكدة أنه «لن يتمكن من تحقيق هذا التحول في وقت قصير». وأضافت أن مبارك بنى سمعة باعتباره «القبضة القوية التي كبحت المتطرفين في التسعينيات، وعلى النقيض من ذلك يرى أعضاء في الحزب الوطني الحاكم جمال باعتباره خفيف الوزن».
واعتبرت الوكالة أن توجه جمال لـ«إعادة تشكيل صورته وجعلها أكثر شعبية محاولة واضحة منه لتولي رئاسة مصر».
وأكدت الوكالة أنه في ظل «عدم امتلاك جمال مبارك لقاعدة شعبية واسعة ، فإن الاقتصاد هو أقوى بطاقة يحملها جمال في سعيه لخلافة والده».
وأوضحت الوكالة أن «الإصلاحات الاقتصادية الطموحة التي قادها جمال مبارك في السنوات الـ 10 الأخيرة، أدت إلى نمو قوي لكنها فشلت في تحسين حالة الأغلبية الفقيرة من المصريين، في حين أن المستفيدين من هذا النمو زمرة صغيرة من رجال الأعمال المحيطين به».
وأشارت الوكالة إلى أن جمال سعى في مؤتمر الحزب الوطني الأخير، لتصوير نفسه على أنه رجل الشعب، من خلال الترويج لخبراته والقيام بجولة في المناطق الريفية والتحدث إلى الناس العاديين.
وأشارت الوكالة إلى عدم إعلان الرئيس مبارك ما إذا كان سيرشح نفسه في الانتخابات الرئاسية هذا العام أو لا، مؤكدة أن جمال مبارك لا يزال «البديل الرئيسي المحتمل»، لكنه «يواجه معارضة من قبل بعض قيادات الحرس القديم في الحزب الحاكم الذين يشككون في ما إذا كان لديه نفوذ سياسي وأمني لإدارة البلاد».
ولفتت الوكالة إلى أن جمال مبارك قدم وعودا قليلة لإصلاح الوضع السياسي من أجل «تخفيف قبضة النظام الاستبدادي التي ينتهجها النظام الحالي».
وتابعت: «حاول جمال مبارك وحليفه الرئيسي، ملياردير الحديد والصلب، أحمد عز، إعطاء الحزب الحاكم واجهة ديمقراطية زائفة، وتشجيع الرموز الشابة واعتماد تقنيات حديثة مثل الاقتراع الداخلي والحملات الإعلانية المتأنقة».
وأشارت الوكالة إلى أنه بالرغم من تجنب جمال مبارك الدائم التأكيد أو النفي بشكل قاطع عن نيته في الترشح للرئاسة، إلا أن الآلاف من الملصقات التي تروج له باعتباره «أفضل خيار للرئاسة في المستقبل»، هي «أكثر تحرك ملموس» على نيته في الترشح، مؤكدة أن هذه الحملة تلاشت.