تظاهر المئات ظهر الخميس للمطالبة بإقالة الحكومة التونسية في شارع الحبيب بورقيبة، في حين حاول المئات اقتحام مقر حزب التجمع الدستوري الديمقراطي (الحاكم سابقا) وردت الشرطة بإطلاق الرصاص الحي في الهواء في محاولة لتفريق المتظاهرين.
وتزامنت المظاهرة مع أول اجتماع تعقده حكومة الوحدة الوطنية في تونس برئاسة رئيس الجمهورية المؤقت فؤاد المبزع.
وقالت فاطمة زواد، وهي مدرسة ابتدائي من المتظاهرين: «لن نستسلم، الكلمة للشعب. نحن متفائلون وسنسقط هذه الحكومة».
وأضافت فاطمة: «حضرت اليوم مع طفلي وطفلتي كي يريا كيف سنسقط الحكومة».
وقال محمد الغربي وهو سجين سياسي سابق قضى خمس سنوات في السجن: «اليوم تأتي مطالبنا السياسية أولا لأن هذه العصابة لا نأتمنها على مطالبنا الاقتصادية والاجتماعية. هذه الحكومة هي التي أعطت التعليمات لإطلاق الرصاص الحي على الشعب. نريد حكومة إنقاذ وطني».
وأضاف الغربي (41 عاما) الذي يعيش الآن تحت المراقبة إن «المطالب بشكل عام هي إطلاق سراح المعتقلين».
كما شارك في المظاهرة مجموعة من المعاقين بصريا من النساء والرجال قالوا إن الشرطة اعتقلتهم بتهمة التسول وهم ليسوا من المتسولين.
وقال جلال الرياحي (20 عاما) ونورس (22 عاما) وهما معاقان بصريا- إنهما يحلمان بحكومة جديدة تحفظ للمكفوفين حقوقهم في الحياة وعبور الطرق.
في الوقت نفسه، أذاع التلفزيون الرسمي في تونس، الخميس، أن البنك المركزي أصبح الآن يسيطر على بنك الزيتونة الذي يملكه صخر الماطري زوج ابنة الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.
وكان بنك الزيتونة - وهو أول بنك إسلامي في تونس- بدأ العمل في العام الماضي وهو ملك للماطري أبرز رجال الأعمال التونسيين رغم أنه ما زال في أوائل الثلاثينيات من عمره.
وساهمت شركة برنسيس القابضة التابعة للماطري بنسبة 51 % في رأس المال الذي بدأ به نشاطه الذي بلغ 30 مليون دولار.
وقال التلفزيون إن بنك الزيتونة وضع تحت إشراف ومراقبة البنك المركزي.
وتأتي هذه الخطوة بعد يوم من إلقاء القبض على 33 من أبناء عشيرة بن علي بتهمة ارتكاب جرائم في حق الأمة. وأظهر التلفزيون لقطات لما قال إنها مشغولات ذهبية ومجوهرات مصادرة. كما جمدت سويسرا أرصدة عائلة بن علي.
وتقول القيادة الجديدة في تونس إنها ستحقق مع من كونوا ثروات طائلة خلال حكم بن علي. ويفتح هذا المجال لإعادة توزيع محتملة للأصول وربما يسبب ذلك متاعب للشركاء الأجانب.
ويقول الماطري الذي يوجد حاليا في دبي إنه مستعد للتعاون مع أي تحقيق تجريه الحكومة الجديدة. وهو يملك مؤسسات في قطاعات عدة منها الإعلام والاتصالات والبنوك.
وتمتلك شركة برنسيس القابضة حصة في شركة تونيزيانا للهواتف المحمولة.
وفي نوفمبر الماضي انضمت إلى وحدة شركة قطر للاتصالات (كيوتل) العاملة بالكويت وهي شركة (وطنية) في إطار كونسورتيوم لشراء حصة أوراسكوم تليكوم التي تبلغ 50 % بالشركة.
كما أن الماطري، رئيس مجلس إدارة شركة النقل للسيارات التي تبيع فولكس فاجن وآودي وسيات وبورش. وطرحت الشركة 40 في المائة من رأسمالها المساهم في بورصتي تونس والدار البيضاء العام الماضي.
ومن بين وسائل الإعلام التي يمتلكها صحيفة الصباح أوسع الصحف التونسية اليومية انتشارا وإذاعة الزيتونة الإسلامية التي يجري بثها بتردد إف.إم.