حاول أب لستة أبناء إضرام النار في نفسه الأربعاء في مدينة الواد في أقصى الشرق الجزائري قرب الحدود مع تونس، ما يرفع إلى ثمانية عدد محاولات الانتحار حرقا التي شهدتها الجزائر في أقل من أسبوع.
وذكرت مصادر صحفية جزائرية أن عفيف حضري (37 عاما) وهو يعمل منذ ثلاث سنوات بائعا جوالا في السوق المركزية في المدينة دخل في مشادة مع شرطي أراد منعه من عرض بضاعته في السوق تنفيذا لأمر إداري بمكافحة التجارة غير المرخص بها.
وعلى الأثر عمد البائع الجوال إلى صب البنزين على نفسه، إلا أنه لم يتمكن من إشعال النيران لأن المحيطين به نجحوا في منعه من ذلك.
وهذه ثامن محاولة انتحار بالنار تشهدها الجزائر لرجال منذ الجمعة الماضي وكان أشهرهم الشاب «بوطرفيف محسن» (27 عاما) الذي أقدم يوم السبت الماضى على إضرام النار في جسده بمدينة «بوخضرة المنجمية» شمالي عاصمة ولاية تبسة الواقعة على بعد 670 كيلو مترا شرق العاصمة وذلك احتجاجا على الرد السلبي لرئيس البلدية الذي أجابه بعدم توفر وظائف شاغرة.
وأعربت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان عن شعورها بالحزن العميق إزاء حالات التضحية بالذات التي لها دوافع سياسية في جميع أنحاء شمال إفريقيا، والمستوحاة من احتجاجات تونس التي فجرها انتحار الشاب محمد البوعزيزي يوم 17 ديسمبر الماضي.
وقالت المفوضة نافي بيلاي «إنه لأمر محزن أن يضطر الناس إلى اللجوء إلى تدابير يائسة»، مضيفة إن «إساءة المعاملة والمعاناة» تدفع المواطنين إلى القيام بذلك.
وذكرت نافي بيلاي أن أكثر من 100 شخص قتلوا في المظاهرات التي أعقبت وفاة البوعزيزي، ومعظمها من أعيرة نارية.
ومنذ ذلك الحين حاول 12 شخصا الانتحار حرقا في شمال إفريقيا، بما في ذلك في مصر، أكثر الدول العربية تعدادا للسكان.
وقالت نافي بيلاي في جنيف «أدعو جميع الحكومات إلى أن تستجيب لاحتياجات ومطالب شعوبها. يجب أن تلتفت الحكومات في جميع أنحاء العالم لنداءات شعوبها ولا تنتظر حتى يضحون بحياتهم من أجل لفت الانتباه إلى قضاياهم».