كشف المستشار عبدالوهاب عبدالرازق، رئيس المحكمة الدستوريا العليا، كواليس تعامل نظام الإخوان مع المحكمة الدستورية العليا أثناء رئاسة محمد مرسي للجمهورية، في أول حوار تليفزيوني له، أثناء استضافته في برنامج «يحدث في مصر»، الذي يقدمه الإعلامي شريف عامر، على قناة إم بي سي مصر، مساء الثلاثاء.
ووصف «عبدالرازق» تجربة المحكمة الدستورية مع نظام الإخوان عام 2012 بأنها «كانت مريرة»، وتابع: «تجربة حصار أنصار الإخوان للمحكمة كانت مؤلمة لأنها خرجت عن المألوف».
وقال رئيس المحكمة الدستورية، إن بعض من وصفهم بـ«الكبار في نظام حكم الإخوان» هددونا بأنه «لو حكمتم ضدنا لن تخرجوا من المحكمة»، مضيفًا: «تلقينا تهديدات بحدوث مجزرة إذا صدر حكم خلافًا لما يرغب فيه الإخوان».
وأكد المستشار عبدالوهاب عبدالرازق، الذي كان يشغل وقتها منصب نائب رئيس المحكمة، أن جميع أعضاء المحكمة الدستورية لم يفكروا في مواءمات سياسية للتعامل مع تهديدات الإخوان، مشددًا على أنه «لم يكن أمامنا سوى الحكم بنصوص القانون».
وأشار «عبدالرازق» إلى أن بعض الجهات الأمنية اقترحت علينا دخول المحكمة في مصفحات لنظر القضايا التي ينظرها، وأوضح رفض أعضاء المحكمة هذا الاقتراح، مرجعًا السبب «قولنا كده مش هيكون قضاء»، وأضاف: «أنا شخصيًا قُلت هذا لا يليق».
وبرر «عبدالرازق» تعليق المحكمة أعمالها، قائلًا: «لو أصدرنا حكمًا ضد الإخوان أثناء حصارهم للمحكمة كان سيفسر بأنه نتيجة الضغط على القضاة»، مشيرًا إلى أن تداول أعضاء المحكمة في قرار دخول المحكمة من عدمه حدث في نادي المحكمة الدستورية، وليس في مقر المحكمة.
واعتبر رئيس المحكمة الدستورية العليا، في حواره مع برنامج «يحدث في مصر»، أن محامو الإخوان استفزوا المحكمة وأهانوها واتهموها بإصدار أحكم مسيسة أثناء جلسات نظر القضايا المتعلقة بهم.
وأجاب «عبدالرازق» على أسئلة الإعلامي شريف عامر، بشأن أزمة رفض الرئيس الأسبق محمد مرسي، اليمين الدستورية، أمام الجمعية العمومية للمحكمة في البداية، قائلًا: «تمسكنا بحلفه اليمين في المحكمة حتى لا ننتقص من قيمتها».
وقال «عبدالرازق» إن مكالمات مرسي معهم للتفاوض حول حلفه اليمين في المحكمة أوضحت أنه «كان يتلقى الأوامر من جماعة الإخوان»، وفسر: «كان بيقولنا طيب هأروح أصلي وأرجع أرد عليكم».
وعن حضور أعضاء المحكمة الدستورية لحلف اليمين مرة أخرى في جامعة القاهرة، قال «عبدالرازق»: «اشترطنا وجود ترتيبات لائقة لأعضاء المحكمة لحضورنا حلف اليمين بالجامعة».
ولفت إلى أن الرئيس الأسبق مرسي اشترط أن يستقل أعضاء المحكمة أتوبيسًا تابعًا للرئاسة حتى يتأكد أننا سنحضر أداءه اليمين بجامعة القاهرة، خوفًا من عدم ذهابنا لحلف اليمين.
وتابع: «فوجئنا بعد وصولنا جامعة القاهرة بإقصاء أعضاء المحكمة بعيدًا عن رئيسها المستشار فاروق سلطان ونائبه المستشار ماهر البحيري أثناء حلف اليمين بجامعة القاهرة، فقررنا المغادرة».
وحكى «عبدالرازق» أن أعضاء الأخوان كانوا يقفزون على كراسي جامعة القاهرة بأرجلهم للجلوس بالصفوف الأولى بدلاً من رجال الدولة وسفراء الدول، حسبما نقل لهم المتواجدون هناك المشهد داخل القاعة الكبرى بالجامعة.