متى يمسك الطفل قلما يكتب أو يرسم به؟، وكيف تكتشف الأم مواهب ابنها وتنميها؟ أسئلة تشغل بال كل أم وتجيب عنها الدكتورة نادية حسن قاسم أستاذ علم النفس قائلة:
لا يمكن تحديد سن معينة يمكن فيها للطفل أن يمسك بالقلم، ويرسم ويلون، فالأم وحدها هى القادرة على معرفة الوقت الذى يكون لديه قابلية لعمل أشياء جديدة، لكن عليها تنمية مهارات ابنها، ومواهبه، التى منحه الله إياها، فالموهبة منحة تظهر ملامحها من البداية، فعندما يقوم الطفل بتحريك أصابعه وعمل رسومات على الأرض، أو فى الهواء، فإنه بذلك يكون لديه موهبة ربانية تتعلق بالرسم، وعندما تجده يدندن ببعض الموسيقى التى سمعها، فيكون طفلا موهوبا فى الموسيقى، وعندما تجده منشغلا بالبحث عن الأشياء، فتجده أسفل الكنبة أو السرير، فهذا يعنى أنه طفل مستكشف، وإذا وجدته يحاول تكرار كلام من حوله، فهو يحب التلقين. وأضافت على الأم أن تكتشف «الذكاءات المتعددة» لطفلها من أجل توجيهه فى الطريق السليم، وبدلا من أن تصيح فى الطفل عندما يقلد والده فى فك وتركيب الأشياء أو مسك القلم والشخبطة على الحائط، عليها أن تساعده، وأن تترك له حرية الاستكشاف فى حجرته، وأن تضع بها منذ عامه الثانى الأدوات الآمنة المناسبة له، بعد استبعاد الأدوات التى قد تضره مثل السكين، كى يتمكن من استخدام الأشياء التى تساعد موهبته، فإذا أمسك بالقلم ورسم على الحائط، يجب أن تتركه، ولا تنزعج لأن تنمية مواهب ابنها أهم من إعادة دهان الحائط، وهناك أسر تترك لأولادها الفرصة فى توثيق حياتهم على حوائط غرفهم، وقالت: فى مصر هناك جهات كثيرة تهتم بالطفل، ورعاية مواهبه وتنميتها، لذا على الأم أن تذهب إليها، مثل المكتبات والبيوت الأثرية مثل بيت السحيمى، والتى تتبع وزارة الثقافة، حيث تقدم ورش عمل لتنمية مهارات الطفل، بالإضافة إلى كليات الفنون الجميلة، فإنها هى الأخرى تقوم بعمل ورش للأطفال تمكنهم من استخدام الخامات المتنوعة فى الرسم والنحت، والفك والتركيب وهو ما يساعد الطفل فى أن يكون رجلا قادرا على أن يبنى مجتمعه فى المستقبل. وأشارت نادية إلى أن الأم عليها أن تساعد أبناءها من خلال اكتشاف مهاراتهم الكامنة بداخلهم وليست الظاهرة منها فقط، بملاحظتهم ملاحظة دقيقة، وأن تقرأ لهم، بعد أن تقوم بالتحضير أولا، كى تستطيع أن تحكى لأطفالها وتجيب عن أسئلتهم، وفى الوقت ذاته عليها أن تساعدهم فى تكوين صورة خيالية لما تقوله من خلال استخدام نغمة صوتها فى التعبير عما تقرأه، لافتة إلى أن بعض المدارس الأجنبية تضع جزءا من تقييمها للطفل على أساس قدرته على تفاعله مع القصة التى تحكيها له أمه، والقيم التى خرج بها.