أعلن وزير خارجية بريطانيا، بوريس جونسون، عن عدد من الحزم التعليمية البريطانية الجديدة لدعم مصر في مجالات الأنشطة التي يتبناها ويتيحها المجلس الثقافي البريطاني بمصر، وتتضمن الحزم التعليمية توقيع 70 شراكة جامعية جديدة بين البلدين، ليصل مجموع الشراكات الموقعة إلى 100 شراكة، بعد أن تم توقيع 30 شراكة من قبل في العام الماضى.
كما تتضمن زيادة ميزانية صندوق «نيوتن مشرفة» المشترك بين الجانبين إلى 50 مليون جنيه استرليني، والذي يعمل على تعزيز التنمية الاقتصادية والرفاهة الاجتماعية في مصر من خلال دعم البحث العلمي والابتكار إلى جانب زيادة عدد مدرسي اللغة الإنجليزية الذين يتلقون تدريبا في المجلس، إلى 100 ألف مدرس مقابل 37 ألفا حاليا.
جاء ذلك خلال زيارة وزير خارجية بريطانيا الميدانية للمجلس الثقافى البريطانى في مصر، والذى يمثل منظمة دولية تابعة للمملكة المتحدة تعنى بالفرص التعليمية والعلاقات الثقافية، مؤكدا أهمية التعليم كمحور رئيسى في زيارته الأولى لمصر.
وأشار بيان أصدره المجلس، الإثنين، إلى أن الوزير شهد مناظرة عملية بين عدد من طلاب جامعة الأزهر المشاركين في مشروع المجلس الجديد «صوت الشباب الأزهري»، والذى يديره ضمن أنشطته المختلفة وتموله السفارة البريطانية في القاهرة، ويتضمن تدريب 400 طالب وطالبة من الطلاب الجامعيين على مهارات المناظرة لتشجيع التفكير النقدي، بهدف ترسيخ منبر للتعبير عن صوت هؤلاء الشباب من الجنسين الذين سيشكلون الخطاب الإسلامي في المستقبل.
وأشاد جونسون، بتلك المناظرة، ووصفها بأنها مثيرة للاعجاب حيث تابعها عن كثب، خاصة عندما تطرقت لموضوع التعليم، الذي يمثل أهمية خاصة لكل من مصر والمملكة المتحدة، مشيرا إلى أن نظام التعليم البريطاني يعد أحد أفضل نظم التعليم في العالم، حيث تلقى واحد من كل سبعة من قادة العالم تعليمهم في المملكة المتحدة .
وأعرب الوزير، الذي غادر القاهرة في وقت سابق اليوم في ختام زيارة استقبله خلالها الرئيس عبدالفتاح السيسي، عن اعتقاده بأن مثل هذه البرامج ضرورية لتشجيع مزيد من التعاون في مجال التعليم بين مصر وبريطانيا ولتوفير مزيد من الفرص للجيل القادم من الشباب المصري للدراسة في المؤسسات البريطانية، ثم التقى بالفائزين في المسابقة الأولى للمناظرات لصوت الشباب الأزهري وقام بتسلميهم جوائز المسابقة.
وأضاف البيان أن الدكتور عبدالدايم نصير ممثل جامعة الأزهر الذي شهد المناظرة أكد أن مشروع صوت الشباب الأزهري يمثل خطوة مهمة إلى الأمام في العلاقة بين الأزهر والمملكة المتحدة، مشيرا إلى أنه منذ بدأت الشراكة بين الجانبين من 10 سنوات، تعلم أكثر من ألف طالب وطالبة من طلاب الدراسات الإسلامية اللغة الإنجليزية في مركز الأزهر للتدريب وتعليم اللغة الإنجليزية التابع للمجلس البريطاني، وكان لتحسن مهاراتهم اللغوية وزيادة اتصالهم بالمملكة المتحدة أثر ملموس، حيث تخرجت الدفعة الأولى عام 2010، وتم قبول أكثر من 15 خريجا للدراسة في المملكة المتحدة، مقارنة بقبول 5 فقط على مدار الأربعين سنة الماضية.
من جانبه، قال جيف ستريتر مدير المجلس الثقافى البريطانى إن للمملكة المتحدة تاريخا طويلا من الشراكة مع الأزهر من خلال مركز التعليم التابع للمجلس، حيث يقدم في مقره دورات حول مهارات اللغة الإنجليزية لمئات من الطلاب كل عام، ومن خلال برنامج المنح الذي قدمته السفارة البريطانية مؤخرا للحصول على درجة الدكتوراه من الجامعات البريطانية، موضحا أن مشروع «صوت الشباب الأزهري» هو أحدث المشروعات المشتركة، والذي تم اقتباس فكرته من برنامج مناظرات «صوت الشباب العربي» التابع للمجلس البريطاني.
وأضاف أن التعليم هو محور أساسي للعلاقات الثنائية بين المملكة المتحدة ومصر، ولم يكن هناك أفضل من استضافة هذه الفعاليات في مقر المجلس الثقافي البريطاني، الذي يوفر فرصًا تعليمية في مصر منذ عام 1938، معربا عن فخره بشراكة المجلس مع الأزهر الذي يمثل المنبر الرئيسي للتعلمي الإسلامي السني في مصر والعالم الإسلامى.
وأكد أن المناظرة، التي شهدها وزير الخارجية البريطانى، جسدت طبيعة العلاقة بين الجانبين، حيث تحدث الطلاب بطلاقة باللغة الإنجليزية عن أهمية التعليم، سواء داخل الفصل أو خارجه، موضحا أن أصوات هؤلاء الطلاب ضرورية لتكوين تفاهم مشترك، واستحداث مجالات جديدة للتعاون بين البلدين حاليا ومستقبلا.