أكدت الجامعة العربية، أنها تخوض معركة دبلوماسية شديدة القسوة فى إطار محاولاتها إنجاح تحركها في الأمم المتحدة, لإعلان قيام الدولة الفلسطينية كاملة العضوية في المنظمة الدولية، مشددة على استمرار التوجه للمنظمة، حتى في ظل إعلان الولايات المتحدة صراحة عن نيتها استخدام حق النقض «فيتو»، ضد أي قرار بهذا الشأن.
وأكد السفير محمد صبيح، الأمين العام المساعد لشؤون فلسطين والأراضي العربية المحتلة بالجامعة، أهمية اجتماع لجنة مبادرة السلام العربية, المقرر الاثنين المقبل، نظراً لأنه يأتي في إطار محاولات إنجاح التحرك العربي في الأمم المتحدة، موضحاً أن اللجنة ستستمع لشرح مستفيض من الوفد الفلسطيني برئاسة الرئيس محمود عباس, الذي سيشارك في الاجتماع, حول ما أنجز وما هو مطلوب عمله في المرحلة المقبلة لإنجاح التحرك العربي في الأمم المتحدة.
وقال صبيح في تصريح للصحفيين، الجمعة: «لم يكن أمام العرب والفلسطينيين في ظل تعثر المفاوضات, وعدم قيام الولايات المتحدة بإلزام إسرائيل بوقف الاستيطان, إلا التوجه للأمم المتحدة للمطالبة بفلسطين دولة كاملة العضوية في المنظمة الدولية».
وأضاف: «في هذا الجو تلتقي لجنة المتابعة العربية برئاسة رئيس وزراء ووزير خارجية قطر، حمد بن جاسم، لمناقشة الخطوات التنفيذية التي قام بها كل جانب عربي على أصعدة مختلفة لتأمين أوسع تأييد لقبول الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس في المنظمة الدولية».
وأوضح أن نتائج اجتماع لجنة المتابعة ستعرض على اجتماع مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري يومي 13 و14 من الشهر الجاري، والمقرر برئاسة فلسطين.
وقال إن المشاركين في هذين الاجتماعين سيستمعون إلى تقارير مقدمة من فلسطين، والأمين العام للجامعة العربية، ومن الدول العربية المختلفة، لاتخاذ القرارات والإجراءات التي من شأنها أن تُنجح التحرك العربي والفلسطيني في الأمم المتحدة، وأضاف «نحن ندرك أننا في معركة دبلوماسية شديدة القسوة في هذه المرحلة وندعو الله بالتوفيق».
ووجه صبيح انتقادات لاذعة للولايات المتحدة، مشدداً على أن التوجه للأمم المتحدة مستمر, حتى في ظل إعلان الولايات المتحدة صراحة عن نيتها استخدام حق النقض «فيتو»، وقال: «موقف واشنطن بخصوص التوجه للأمم المتحدة غريب، وهو يضاف إلى موقفها السلبي في مجلس الأمن عندما طرح موضوع الاستيطان الإسرائيلي».
وأشار إلى أن مساعي الولايات المتحدة الأمريكية لمنع قبول فلسطين دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة, يتناقض مع أبسط حقوق الإنسان، ومبادئ الديمقراطية، ومع المنطق، كما يتناقض مع القرارات الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية.
وتابع صبيح: «واشنطن بموقفها هذا تتجاهل عدداً كبيراً من قرارات الشرعية الدولية التي تطالب بإقامة دولة فلسطينية تعيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل».
وأشار إلى أن الجامعة العربية تقدر عالياً موقف القيادة الفلسطينية والرئيس محمود عباس الثابت والمتماسك بشأن التوجه للأمم المتحدة، مذكراً بأن القيادة الفلسطينية أوضحت بأن هذا التوجه ليس موجها ضد أحد، وليس عزلا لإسرائيل كما يدعي اليمين الإسرائيلي، وإنما هو حفاظ على الحقوق الفلسطينية.