كثفت قوات الجيش والشرطة، أمس، حملاتها لضرب أوكار الإرهاب فى سيناء، بعد تزايد الهجمات التى استهدفت الأقباط فى مدينة العريش. ونفذت قوات إنفاذ القانون من الجيش الثانى الميدانى، مدعومة بعناصر الشرطة المدنية، عمليات تمشيط ومداهمات بمناطق مكافحة النشاط الإرهابى بشمال سيناء، للقضاء على العناصر التكفيرية وضبط الخارجين على القانون والمطلوبين للأجهزة الأمنية.
وقالت مصادر أمنية، وشهود عيان، إن حملة أمنية موسعة جرت فى مناطق جنوب وغرب مدينة العريش، بمشاركة عناصر من القوات البرية، المدعومة بعشرات من الضباط والجنود من القوات الخاصة ومكافحة الإرهاب والأمن المركزى.
وأضافت أن أصوات انفجارات شديدة وأدخنة تصاعدت فى سماء المنطقة نتيجة هذه العمليات، ووجهت قوات إنفاذ القانون ضرباتها للمناطق المشتبه فى وجود عناصر إرهابية ومسلحة بها، إلى جانب المداهمات البرية لضبط تلك العناصر، معلنة عن مقتل عدد من العناصر التكفيرية خلال تبادل إطلاق النار مع القوات المشاركة فى الحملة، بجانب ضبط عدد من العناصر الإرهابية والمشتبه بهم خلال عمليات التمشيط والمداهمات التى تنفذها القوات فى هذه المناطق.
وأسفرت الحملات عن تدمير بؤر إرهابية من المخابئ والمنازل والعشش التى تستخدمها العناصر الإرهابية كقواعد انطلاق لتنفيذ هجماتها الإرهابية ضد قوات الجيش والشرطة، بجانب حرق وتدمير سيارات مختلفة الأنواع ودراجات نارية تستخدمها العناصر التكفيرية فى هجماتها ضد القوات.
من جانبها قالت مصادر أمنية مسؤولة بوزارة الداخلية، إن قوات أمن شمال سيناء نفذت عمليات مداهمات واسعة بأطراف مدينة العريش، أمس، على إثر تكرار حوادث استهداف مدنيين أقباط داخل المدينة خلال الآونة الأخيرة، لضبط العناصر التكفيرية المتخفية وسط الأهالى.
وأشارت إلى أن الحملات التى تم تنفيذها بمشاركة القوات المسلحة، وضمت فرقا من العمليات الخاصة بقطاع الأمن المركزى، ومجموعات قتالية، ووحدة مكافحة الإرهاب، ووقع تبادل لإطلاق النار بين قوات الأمن وعدد من التكفيريين، ولم تعلن المصادر عن حصيلتها، مؤكدة أن العمليات ستستمر.
ولفتت المصادر إلى أن تعليمات وصفتها بـ«العليا»، صدرت للمسؤولين الأمنيين بضرورة الوقوف على حقيقة التحديات فى مدينة العريش، بعد تكرار حوادث استهداف المدنيين الأقباط، ووضع خطة شاملة للقضاء على العناصر الإرهابية، المتورطة فى تلك الجرائم وإحباط مخططاتهم.
وأوضحت أن الحملات وسعت دائرة الاشتباه، لضبط العناصر المتورطة فى استهداف المدنيين الأقباط، وإحباط مخططهم فى النيل من النسيج الوطنى، وستتعامل مع أى إطلاق نار من جانب التكفيريين بحسم، وأنها تعتمد بصفة رئيسية فى خطتها إلى زيادة الكمائن والدوريات المتحركة داخل المدينة، لأجل طمأنة المواطنين وفرض الأمن.
ونفت المصادر قيام الأمن بنُصح أى مواطن بترك منزله والنزوح إلى المدن القريبة حفاظًا على حياتهم، وأكدت أن ما أثير فى هذا الشأن غير صحيح، وأن الأمر كله بيد الأهالى، مشيرة إلى أن قوات الأمن تبذل جهودًا مضاعفة، لضبط العناصر الإرهابية المتورطة فى استهداف المدنيين.
فى سياق متصل، استشهد مواطن قبطى، برصاص عناصر مسلحة بشمال سيناء، مساء أمس الأول، أطلقوا النارعليه أمام زوجته وأبنائه الخمسة داخل منزله بمنطقة حى الزهور التابع لقسم ثالث العريش. وقال مصدر أمنى، إن عناصر مسلحة اقتحمت منزل كامل أبورومانى، 40 عامًا، صاحب محل سباكة وقامت بتصفيته بإطلاق النار عليه، أمام أسرته وأشعلوا النار فى المنزل ولاذوا بعدها بالفرار، وتم نقل جثمان الضحية إلى ثلاجة مستشفى العريش العام، وإخطار الجهات المعنية للتحقيق، فيما نفت مصادر أمنية مقتل «يوستينا» ابنة السباك ضحية الإرهاب، وقال عدد من جيرانها إنها سافرت بمرافقة جارتها الى مدينة المنصورة بالدقهلية.
وفى السويس، شيع المئات من الأقباط جثمانى سعد حكيم حنا، 65 عامًا، ونجله مدحت 45 عامًا، شهيدى الإرهاب فى سيناء عقب الصلاة عليهما، فى ساعة متأخرة من مساء أمس الأول بكنيسة الملاك ميخائيل بحى الأربعين.
وأقامت الكنيسة، مراسم الجنازة وسط بكاء وصراخ زوجة الشهيد، وحاول المصلون تهدئة روعها ومواساتها، وانخرط عدد منهم فى البكاء حزنًا على الضحيتين، وقال عدد من أقارب الشهيدين إن الزوجة نقلت جثتى زوجها ونجلها إلى السويس، لدفنهما بمقابر الأسرة،.
من جانبها، أدانت الكنيسة الأرثوذكسية «الأحداث الإرهابية المتتالية حاليا فى شمال سيناء والتى تستهدف أبناء الوطن من المسيحيين المصريين»، ووصفت الكنيسة الهجمات الإرهابية فى العريش بأنها «تعمد إلى ضرب وحدتنا الوطنية، وتحاول تمزيق اصطفافنا جبهة واحدة فى مواجهة الإرهاب الغاشم الذى يتم تصديره لنا من خارج مصر استغلالًا لحالة التوتر المتصاعد والصراع المستعر فى كافة أرجاء المنطقة العربية».
ونعت الكنيسة أبناءها، أبناء الوطن، لافتة إلى «أننا تثق أن دماءهم الغالية على الله تصرخ أمامه طالبةً العدل، فهو الذى سوف ينظر ويحكم». وأوضح البيان أن «الكنيسة فى تواصل مستمر مع المسؤولين حسب مواقعهم ومع نيافة الأنبا قزمان، أسقف شمال سيناء، ومع المحليات لتدارك الموقف والتخفيف من آثار هذه الاعتداءات».