x

حزن ما بعد المعجزة.. هكذا تصنع الحياة في «كلاوديو رانييري»

الجمعة 24-02-2017 15:33 | كتب: محمد البرمي |
كلاوديو رانييري كلاوديو رانييري تصوير : آخرون

«لا فرحة إلا وتبعها عقاب حزين»..انتهى العرض المسرحي التراجيدي بوصف أدق قصة، لو عاش شكسبير لفشل في كتابتها.

المنحوس الذي جاء من الخلف ومع نهاية مسيرة تدريبية ليصنع المجد ليسكت كل من وصفوه بالمهرج وقف على المسرح هذه المرة كان جاداً أخرج من عباءته كل شيء وصنع كل حيلة ليبهر الجميع، أخيراً قررت الحياه منحه وجهها.. أنا كلاوديو رانييري البطل.

«لكن كعادته دائماً كلما فرح بشدة عٌوقب بشدة» عقاب حزين حمله العام الحالي للمنحوس رانييري الرجل الذي نسي العالم وجوده قبل أن يصعقهم بمعجزته الفريق الصغير «ليستر سيتي» ويحصل على الدوري الإنجليزي.

في حضرة من؟.. مانشستر يونايتد ومانشستر سيتي وتشيلسي وليفربول وتوتنهام وأرسنال!.

الجميع كان مذهولاً بينما يجري هو على التراك ينشد الأهازيج مع فريقة.. «نحن حقاً أبطال الدوري الإنجليزي».

«أنا الآن بعمر الـ65 ولكني أشعر أنني أبدأ مسيرتي كمدير فني» وبالفعل حمل جائزة أفضل مدرب في العالم، قال تلك الجملة، لكنه لم يكن يعرف ما قد يأتي..

*«ليستر الصغير يعلن نهاية أستاذه»

يرحل رانييري حزيناً لم يكن يعرف أن هذه النهاية، لكن هكذا هي الكرة.

كلاوديو رانييري

الرجل الذي كان سخرية الجميع في إيطاليا (المنحوس) الذي فشل في الفوز بالألقاب الكبيرة يقترب عامه الـ65 ورصيده من الألقاب ضعيف كأس إيطاليا مرة واحدة مع فيورنتينا 1996- السوبر الإيطالي مع فيورنتينا بنفس العام- كأس ملك إسبانيا مع فالنسيا 1999-بطولة الإنترتوتو مع إسبانيا 1998- كأس السوبر الأوروبي مع فالنسيا 2004.. ينتقل بين بارما ويوفنتوس وروماوفيرونتينا وفالنسيا إلى تشيلسي وموناكو واليونان وليستر سيتي يصنع الفريق ثم مع أول خسارة للقب يرحل ليأتي غيره يحصد ما زرعه.

«المهرج» كما وصفه جيانولكا فيالي، وسخر منه جوزيه مورينيو الجميع اتهمه بالفشل النحس بكل شيء، لكنه كان دائماً يبتسم لا يهتم بقولهم بقدر اهتمامهم بما يمكن أن يصنع.

ها قد أتي اليوم رانييري الأفضل في العالم المنحوس الإيطالي كتب التاريخ حين أصبح أول مدرب إيطالي يحصل على الأفضل في العالم الجائزة التي اعتمدها الفيفا في 2010 لم يسبق إليها أحد لا فابيو كابيلو ولا أنشيلوتي ولا مانشيني ولا ساكي ولا مارشيلو ليبي ولا تراباتوني ولا ماسيمليانو أليجري هو فقط الأفضل بينهم.

23 انتصاراً و12 تعادلاً وثلاث هزائم في مسيرة خيالية وضعت ليستر على القمة في النهاية بفارق 10 نقاط عن أقرب المنافسين.

الفريق الصغير الذي كان جل طموحة أن يظل بين فرق الدوري الإنجليزي لعام أو اثنين أصبح بطل البريميرليج قهر اليونايتد والسيتي وتشيلسي وتوتنهام صنع محرز، وفاردي، وكانتي، وكينج، وشمايكل، وروبرت هوث، الذي كان على وشك أختتام مسيرته أكد للعالم أن زمن المعجزات لم ينته.

كلاوديو رانييري

لكن النهاية وضعها ليستر، بالفعل بيان صغير لنادي لم يحقق أي شيء منذ تأسيسه قبل 133 عاماً يعلن نهاية مسيرة الأفضل في إنجلترا والعالم بحجة تراجع النتائج والخوف من الهبوط إلى الدرجة الأخرى.

كعادته بدأ رانييري في 2015 رحلته مع ليستر بانتقادات واسعة المنحوس ذو المسيرة الخائبة فشل مع اليونان 4 مباريات لم يذق طعم الفوز في أي منهما يأتي لإنجلترا رغم أن ليستر ليس بالاسم الكبير لكن الجميع لم يرحم الرجل، بينما هو لم يهتم حتى في طريقة لعبه ظل على 4-4-2 الكلاسيكية وضع فاردي المهمش القادم من دكة البدلاء وقبلها من فرق الهواه ومنح رياض محرز فرصة الظهور الأولى أحضر كانتي جميعهم أصبحوا نجوما خالفوا التوقعات وصعدوا إلى قمة المجد كما فعل سابقاً مع جابرييل عمر باتيستوتا، وفرانك لامبار، وويليام جالاس، وجانفرانكو زولا، وكيلي جونزاليس، وكاربوني، وجو وكول، وجون تيري.

*المدرب الذي وصل لـ80 نقطة في الدوري الإيطالي كأكبر رقم حققه فريق العاصمة روما في تاريخه.

وأعاد تشيلسي من جديد للحياة وحقق بهم نتائج جيدة ليأتي جوزيه مورينيو يحصد الألقاب بفضل ما زرعه فهو من استقدم ماكيليلي، ولامبارد، وويليام جالاس وأعاد جون تيري وتعاقد مع أريين روبن وديديه دروجبا بخلت الحياة كثيراً عليه كانت قاسية بما يكفي وحين ابتسمت له ومنحته وجهها أدارته سريعاً دون أن يحقق مشروعه الذي كان يٌحلم به.

كلاوديو رانييري

أقيل رانييري من ليستر كما سبق وفعلها بنابولي في موسم 1991 رغم حصوله على المركز الرابع وعودته للعب أوروبياً بعد غياب سنوات ثم فعلها يوفنتوس لأنهم حصل على المركز الثاني وبعد رحيله عاني يوفنتوس وهبط لمراكز أقل كثيراً واحتل منتصف الجدول، وصل بتشيلسي نصف نهائي دوري الأبطال وخرج على يد موناكو 2004 فاز مع فالنسيا بالسوبر الأوروبي وفي المباراة التالية له خرج من كأس الاتحاد الأوروبي فتمت إقالته هكذا دائماً انتصار يتبعه عقاب حزين كشيء كتب عليه دائماً وها هو من قمة المجد وانتصار بالدوري الإنجليزي والصعود لدور الـ16 في دوري أبطال أوروبا يعاقب بالإقالة يبتسم له الحظ يومياً ويقسوا عليه لأيام.

رحل رانييري، عن ليستر ربما يظن البعض أنه سيتقاعد أو يتوقف نهائياً عن التدريب عمره تجاوز الـ65 عاما خرج بشكل حزين من ملعب الثعالب لكن الرجل الذي قال «عندما أصحو من النوم أعمل بجد، أحلامي تنتهي بانتهاء المساء».. لا أظن أنه سيتوقف سيحاول وربما تضحك له الدنيا كما سبق، صحيح أنها تكشر كثيرا في وجهه، تعطيه النجاح منقوصاً لكن عندما تعطيه وجهها وتبتسم فإنها تمنحه قنبلة يزلزل العالم بها.

كلاوديو رانييري

«عندما تحين ساعة النحس يكون النجم قد أنھى رحلته من الوميض إلى الانطفاء.. في جانب تنتظره سماوات المجد، وفي الجانب الآخر ھوة الدمار».. مع الاعتذار لإدواردو جاليانو.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية