قال مسؤولون بوزارة الدفاع التركية، الأربعاء، إن تركيا ستسمح للمجندات في الجيش بارتداء الحجاب مع زيهن الرسمي في علامة على تحول رمزي لجيش كان ينظر إليه في العادة على أنه حامي علمانية الدولة.
ويعكس هذا التغيير أيضا نفوذ الرئيس رجب طيب أردوغان وحزب العدالة والتنمية الحاكم الذي أسسه، ومنذ وصوله إلى السلطة في عام 2002 سعى الحزب ذى الجذور الإسلامية جاهدا، لأن يكون للدين دور في الحياة العامة في تركيا.
ورسميا تركيا دولة علمانية، رغم أنها ذات غالبية مسلمة، ولفترة طويلة ظل الحجاب محظورا بين العاملات في أجهزة الحكومة وفي الجامعات، وهو شيء نجح حزب العدالة والتنمية في إلغائه.
وقال مسؤولون بوزارة الدفاع إن القرار نص على أن الحجاب -الذي يمكن ارتداؤه مع الزي العسكري تحت قبعة- يجب ألا يغطي الوجه، وأن يكون بلا نقوش ومتناغما مع ألوان الزي الرسمي.
ورفع حظر على الحجاب بين العاملات بالجيش اللاتي لا يرتدين الزي العسكري في نوفمبر 2016.
وظل الجيش على مدى عقود طويلة يتمتع بنفوذ قوي في تركيا ونفذ سلسلة انقلابات بين عامي 1960 و1980 وعمل على انهيار أول حكومة قادها الإسلاميون في تركيا في 1997.
غير أن أردوغان تمكن بشكل تدريجي من تقليص نفوذ الجيش.
كان مصطفى كمال أتاتورك، مؤسس تركيا الحديثة، قد أسس الدولة العلمانية في عشرينيات القرن الماضي بعد انهيار الإمبراطورية العثمانية ومحا مظاهر الإسلام من الحياة العامة.
وفي إبريل من العام الماضي، أثار رئيس البرلمان انتقادات من المعارضة بدعوته إلى دستور إسلامي، ما دفع الحكومة لتأكيد أن العلمانية ستظل مبدأ في دستور البلاد.