بعد أن ارتفعت أسعار كافة السلع والمنتجات فى الآونة الأخيرة، وربطها بتصاعد سعر الدولار، أصبح الشغل الشاغل لكثير من المواطنين هو ترقب الأسعار، أملاً فى أن ينعكس ذلك على الأسواق، حتى لو كان تراجعاً طفيفاً بعد أن كوت الأسعار جيوب المصريين لأنها شملت كافة السلع ومستلزمات الحياة خاصة الضرورية.
«المصرى اليوم» رصدت خلال جولة على عدد من المحال التجارية نتيجة تراجع الدولار على أسعار السلع، والذى لم يثمر عن نتائج ملموسة حسب ما أكده التجار والزبائن على حد سواء، فيما أكد مشترون أن ما يحدث تهريج وكل حاجة زى ما هى».
«كنت مستنية شهر فبراير بفارغ الصبر ولكن ياريت ما استنيت» هكذا بدأت منى محمود، ربة منزل «50 عاماً» حديثها مضيفة: «انتظرت موعد التخفيضات فى موسم الأوكازيون بشهر فبراير حتى أكون قادرة على شراء جميع مستلزمات بنتى للزواج، فعقب ارتفاع سعر الدولار أصبح المبلغ المخصص لشراء مستلزمات الزواج غير كاف لشراء أقل من ربعها، وزادت فرحتى بعد نزول سعر الدولار فى الأسواق لكن اتضح العكس، فبعد نزول الدولار ظلت الأسعار وكل حاجة زى ما هى والأوكازيون مش عامل حاجة، ما اضطرنا لتأجيل الزواج 6 شهور أخرى لأن كل حاجة زى ما هى».
واعتبرت «منى» أن ما يحدث «تهريج»، لأن المستفيدين من انخفاض أسعار الدولار هم التجار الذين رفعوا الأسعار أكثر من الضعف، على بضاعة مخزونة لديهم منذ سنة ماضية، وعندما يُفتح باب الاستيراد فى مارس المقبل سيشترى الناس المنتجات بأسعار مرتفعة.
وترى أن مستحضرات التجميل والأدوات الخاصة بالمطابخ زادت أسعارها بأشكال «فلكية»، حيث زادت كل الأصناف أكثر من الضعف، ومنها على سبيل المثال مكواة الشعر كانت أسعارها تتراوح بين 300 و500 جنيه، لكن الآن تتراوح بين ألف و2500، والمستحضرات الخاصة بتجميل الوجه «المكياج» كانت تتراوح بين 35 و50 جنيها، الآن أصبحت 100 إلى 200 جنيه، وأطقم الأوانى أصبحت أقل شىء 3000 جنيه. وأشارت «منى» عند سؤالها لتاجر يقول «سعر الدولار نزل لكن البضاعة سعرها غالى ومحدش هيبيع بالخسارة».
وانتقد محمد على، صاحب محل ملابس بمنطقة وسط البلد، الهجوم الشديد على أصحاب المحال بسبب تثبيتهم للأسعار ويرى أن ذلك شىء طبيعى، لأن التجار قاموا بشراء المنتجات عندما كان الدولار غاليا، والمنتجات لم تُبع منذ ذلك الوقت، وبالتالى هناك استحالة أن يقوم التاجر بالبيع بسعر أقل من مكسبه، حتى لو الدولار وصل 10 جنيهات، قائلاً: «لا أتوقع تراجعا قبل 3 أشهر حتى ينتهى المخزون».
«بيجامة ايه أم 500 جنيه بعد الخصم» جملة قالها أحمد ياسر، أب لثلاث بنات، كان «ياسر» كل عام فى هذا الوقت يذهب مع عائلته لشراء ملابس فى الوقت المخصص للأوكازيون، يقول: «كانت صدمتى الكبرى أن سعر البيجامة لابنتى الكبرى بعد الخصم 500 جنيه، من أحد محال وسط البلد، وخامة وصفها بالعادية».
وأضاف محمد أنه لا يتوقع انخفاض الأسعار مع الدولار لأن الأزمة تكمن فى عدم الرقابة التى لا تراعى تغيرات العملة والأسواق.
وذكر «ياسر» أن الرقابة على الأسعار يجب تطبيقها فى كل شىء لأن كل تاجر أو صاحب محل يطمع، على حد قوله، ويريد المكسب بشكل دائم بالأسعار الباهظة، مؤكداً أن الأمر أصبح الآن فى يد الحكومة، وتطبيقها للرقابة، وتغريم من يخالف ذلك غرامة ليست بسيطة.
وتحكى سميرة محمد، ربة منزل، عن تجربتها فى شراء الأطعمة قائلة: «أصبحت أنتظر العروض عشان أقدر أجيب أكل، حتى العروض تكون أسعارها مقبولة بس فى المقابل يكون باقى على صلاحيتها أسبوع».