غاب مؤيدو الرئيس السابق مبارك للمرة الثانية عن التواجد أمام أكاديمية الشرطة التى تشهد محاكمته، ونجليه علاء وجمال واللواء حبيب العادلى وزير الداخلية الأسبق و6 من مساعديه والهارب حسين سالم، بتهمة قتل المتظاهرين والتربح وتصدير الغاز إلى إسرائيل، ولم يحضروا لمساندته كما حدث فى الجلسات الثلاثة الأولى، كما تناقصت أعداد قوة التأمين بسبب تزامن الجلسة مع محاكمة أسامة الشيخ، رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون السابق فى قضية الأعمال الدرامية، وكذلك جلسة محاكمة 22 من مثيرى الشغب فى محكمة التجمع الخامس، وأوضحت مصادر أمنية أن الجلسات السرية بداية من الأحد المقبل وحتى الخميس ستشهد تعزيزات أمنية نظراً لحساسية هذه الجلسات فى ضوء قرار المحكمة بجعلها سرية.
وشهدت أكاديمية الشرطة حالة من الهدوء الخميس، أثناء انعقاد المحاكمة، مع غياب تام لمؤيدى وأنصار الرئيس السابق، أو أسر الشهداء أمام الأكاديمية حتى بداية المحاكمة فى العاشرة والنصف صباحا ولم يظهر من أسر الشهداء سوى 20 شخصا يحملون صور ذويهم وكان ذلك فى الحادية عشرة ظهرا، وجلسوا فى المكان المخصص لهم من وزارة الداخلية التى قامت بتكثيف التواجد الأمنى على جميع أنحاء الأكاديمية، رغم تناقص أعداد قواتها من حيث الأفراد بـ5 آلاف ليصبح العدد كما كان فى الجلسة الثالثة 20 ألف ضابط ومجند من قطاعات مختلفة فى الوزارة.
كما شهدت الأكاديمية تكثيفا أمنيا يتمثل فى 20 سيارة مدرعة وحوالى65 سيارة أمن مركزى، و20 دبابة وتواجد مكثف لسيارات الإسعاف، بالقرب من البوابة الرئيسية رقم «1» والبوابة رقم «8» التى يسمح للإعلاميين بالدخول منها، وكذلك المحامين والمدعين بالحق المدنى، كما شددت الأجهزة الأمنية تأمينها على دفاع المتهمين، بعد تعرض المستشار جميل سعيد المحامى عن اللواء أحمد رمزى للاعتداء من جانب أسر الشهداء فى الجلسة الرابعة اعتقادا منهم أنه فريد الديب.
ولم يتغير الحال فى التأمين فى جلسة الأمس عن الجلسات الرابعة الماضية، فقد رفعت حالة الطوارئ منذ السادسة صباحا، خاصة أن القوات بدأت فى الانتشار منذ الثالثة فجراً، واستمر فى جلسة الأمس انتشار الأفراد خارج سور الأكاديمية الممتد على مساحة 800 فدان، واستمر التواجد المكثف أمام البوابة رقم «8» بأكاديمية الشرطة المخصصة لدخول قاعة المحكمة بشكل ملحوظ، لتفادى ما حدث خلال الجلسة الثالثة، من اشتباكات بين مؤيدى الرئيس السابق وأسر الشهداء والمصابين وضمان السيطرة على أى خروج عن القانون.
ورصدت «المصرى اليوم» تواجد 36 سيارة إسعاف داخل نطاق الأكاديمية، تم توزيعها على الأبواب خاصة البوابتين رقمى «8» و«1»، كما تم وضع بعض سيارات إسعاف خارج الأكاديمية، بالإضافة إلى سيارة أخرى بمجمع نيابات التجمع الخامس، بينما احتشد ما يقرب من 35 سيارة مصفحة وسيارة أمن مركزى بجوار البوابة رقم 8 خارج الأكاديمية، كما وقفت 3 دبابات خارج الباب، واستعانت الأجهزة الأمنية ببوابات الإلكترونية لمرور المترددين عليها.
وقالت مصادر طبية متواجدة خارج الأكاديمية إن وزارة الصحة رفعت درجة الاستعداد القصوى، بمستشفيات القاهرة الجديدة والبنك الأهلى، ومدينة السلام، ومنشية البكرى، كما تم رفع درجة الاستعداد أيضا فى مستشفيات مدينة نصر للتأمين الصحى، والزهراء الجامعى، والدمرداش، ودار الشفاء تحسبا لأى طوارئ قد تحدث، كما تم توفير كميات من أكياس الدم ومشتقاته لاستخدامها فى حالة الحاجة إليها.
وقالت مصادر أمنية إن الخطة الأمنية يتم تنفيذها بالتنسيق مع جميع قطاعات الداخلية والقوات المسلحة، وأن انتشار القوات كان فى الثالثة فجرا فى محيط الأكاديمية، وأن هناك تناقصاً فى القوات المختصة بتأمين جلسة المحاكمة الخامسة للرئيس السابق، حيث تم سحب بعض القوات لتأمين محاكمة أسامة الشيخ والمتهمين فى أحداث الشغب أمام محكمة التجمع الخامس. وأضافت المصادر أن سيارات الترحيلات والقوات المسلحة اصطحبت المتهمين من سجن المزرعة فى السادسة و15 دقيقة صباحا، وتم إيداعهم المكان المخصص لهم فى أكاديمية الشرطة وبعدها تم إدخالهم قفص الاتهام داخل قاعة المحكمة.
وأشارت المصادر إلى أن قوات أمنية بالتنسيق مع القوات المسلحة، شاركت فى نقل الرئيس السابق من المركز الطبى العالمى لجلسة المحاكمة من خلال طائرة عسكرية وسط حراسة أمنية مشددة، ورافقته قوات من الجيش، وظهر الرئيس السابق يرتدى «ترينج رمادى» أثناء هبوطه من الطائرة، حيث انتظرته سيارة الإسعاف تمهيدا لإدخاله الاستراحة المخصصة الذى انتظر فيها دقائق حتى تم إدخاله قفص الاتهام قبل بداية الجلسة.