على مدى 50 عاما من الغناء قدم المطرب السعودى محمد عبده أكثر من 1000 أغنية، وتصدر قائمة أفضل مطربى الخليج دون منافس.
«المصرى اليوم» التقت محمد عبده فى حوار خاص تحدث فيه عن قضايا مهمة بكل صراحة.
■ ما رأيك فى الأغنية الخليجية ومستقبلها وأنت أحد روادها الكبار؟
بغض النظر عن انتمائى الخاص للأغنية الخليجية، فإن أى شخص يمكنه أن يلمس بسهولة الطفرة التى شهدتها الأغنية الخليجية، وكيف استطاعت أن تتطور من داخلها وتحجز لنفسها بهذا التطور مساحة محترمة فى المشهد الغنائى العربى، وأنا متفائل بطبعى، وأتخيل أن الأغنية الخليجية ستواصل ازدهارها وتجتذب جمهوراً أكبر وأوسع بفضل حساسيتها الخاصة وشخصيتها المختلفة عن نظرائها، وأرى أن الفعاليات والمهرجانات الغنائية المختلفة فرصة لتقديم الأفضل.
■ هل أنت ضد موضة غناء المطربين والمطربات المصريات واللبنانيات باللهجة الخليجية؟
- المسألة ليست مع أو ضد، أنا مهتم أكثر بدلالة الظاهرة، فإقبال غير الخليجيين على تقديم الأغنية الخليجية يعنى أن هذه الأغنية فرضت نفسها على الساحة وحجزت لنفسها موقعاً متميزاً، جعل البعض يأتى إليها ليستفيد من جماهيريتها وانتشارها وأنا عن نفسى أعتبر هذا فى صالح الأغنية الخليجية.
■ من تعجبك من المطربات العرب اللاتى غنين باللهجة الخليجية؟
- أعجبتنى أنغام فهى تمتلك إحساسا مميزاً بالكلمات التى تغنيها وأداؤها جميل، ومن الشاميات تعجبنى أصالة أكثر من غيرها، وأيضا اللبنانية يارا.
■ هناك جدل حول من تستحق لقب مطربة الخليج الأولى، والاسمان المطروحان دوما هما: أحلام الإماراتية ونوال الكويتية، فما رأيك؟
- كلتاهما من الأصوات المتميزة، وإن كنت على المستوى الشخصى أنحاز إلى أحلام ربما لأن صوتها خليجى صاف، بينما نوال بها «لمسة» من الكويت والعراق، ولو أننى لا أحب صوت نوال لما قدمتها فى مهرجان الجنادرية، كأول صوت نسائى.
■ ألا تفكر فى الاعتزال بعدما وصلت إلى أقصى مرحلة من النجومية؟
- ولماذا أعتزل، أنا ابن المنطقة الجنوبية حيث لا يعرف الناس شيئين: لا الحقد ولا الشيب، فعندما تظل طول عمرك بعيداً عن المشاعر السلبية كالحقد والحسد وسواد القلب لن تعرف الشيخوخة طريقها إلى وجهك ولا إلى قلبك أبدا، أنا أعتبر نفسى شابا جدا حتى الآن.
■ بعد الغناء والشهرة لمدة خمسين عاما، ما الذى تغير فى شخصيتك؟
- مازلت كما كنت فى بداية المشوار، حريص على تقديم ما يلامس وجدان الناس من خلال النصوص الغنائية المميزة ذات الأفكار التى تعبر عن الناس وأحوال المجتمع، ومازلت ذلك الباحث عن رضا الجمهور والفن الراقى الجميل، لكن هناك أغنية تفرض نفسها لتوافقها مع المزاج والحالة الاجتماعية للناس، وإن توافرت فيها فرص نجاح عناصره من كلمات ولحن وأداء، يظل ينقصه البعد الاجتماعى، فأغنية «ابعاد» قدمتها فى وقت يناسب حالة الناس النفسية وقتها، فقد كان زمنا تسيطر عليه الهجرة والاغتراب، وكان المجتمع محتاجا لها، وكذلك أغنيات «أيوه» و«لا تردين الرسايل» و«الأماكن»، حيث جاءت كل منها فى وقت الناس تحتاج فيه لهذا المعنى الوجدانى المعبر، لأنها نجحت فى عناصرها الفنية وتوافقها مع ذوق المجتمع والجمهور.
■ تردد أنك تحضر لألبوم جديد فما اسمه؟
- سجلت بالفعل عدداً كبيراً من أغنيات الألبوم الجديد ، لكنى لم أستقر على اسمه ولا توجد حتى ترشيحات نهائية لكنى سأختار الأنسب والأجمل.
■ ما الجديد فيه؟
- أنا ابن جيل تربى على أن الأغنية كلمة فى المقام الأول، لذا ستجد فى ألبومى الجديد أغنيات تنطلق من الكلمة الوجدانية الجميلة التى تفتح الباب للطرب والغناء.
■ أصبحت حريصاً فى الفترة الأخيرة على احتضان مواهب جديدة والدفع بها إلى الساحة، لماذا؟
- أرى أنه من الجميل أن يمنح فنان حقق مصداقية لدى الجمهور فرصة لصوت يعتقد أنه جيد، وأنا لست الأول ولا الوحيد فى هذا الاتجاه، فكثير من أساتذتنا الكبار تحمسوا لأصوات شابة ومنحوها فرصا للانطلاق والتألق، كما أنى أكره الغرور الكاذب وادعاء الإنسان ما ليس فيه، ولا أرى أن الاعتراف بنجاح الآخرين ينتقص منى.
■ ما رأيك فى الأغنية المصرية الآن؟
- أعتقد أن الأغنية المصرية جزء مهم من تراث ومستقبل الغناء العربى، ومصر بها جمهور ذواق للفن الجميل، أياً كانت جنسيته ولونه، وبها أيضا أمهر العازفين والموزعين، واهتم المصريون بإنشاء معاهد الموسيقى والفنون وأعتقد أن هذا ساهم فى تقدمهم وتطورهم.
■ وهل الذوق فسد وسيطر على الساحة الغنائية أنصاف المواهب؟
- كل جيل يتهم الذى يليه بأنه ينحدر ويهبط، والحقيقة أن هناك شباباً لديهم أفكار قد يكون بعضها غير ناضج وغير مكتمل، لكنها إجمالا تعبر عن ثقافتهم ورؤيتهم للحياة، وعلينا أن نحترم هذه الرؤية حتى لو كنا مختلفين معها.
■ البعض يشعر بالتشاؤم من المستقبل؟
- بالعكس، المستقبل «سيغربل» الواقع ولن يبقى فى النهاية إلا من يستحق، فالقاعدة الذهبية تقول إنه لن يصح إلا الصحيح.
■ لماذا هاجمت المطربة اللبنانية الكبيرة فيروز؟
- جميل أنك طرحت هذا السؤال لأتمكن من التعبير عن دهشتى من الفهم الخاطى ثم اتخاذ مواقف بناء على هذا الفهم، فأنا قلت إننى واحد من عشاق فيروز، وأحمد الله أننى عشت فى زمانها فهى المتبقية من عطر الزمن الجميل، وأنا حريص على التواجد فى حفلاتها، وفوجئت بالصحافة فى اليوم التالى تمر مرور الكرام على كل هذا الكلام وتبرز كلمة «بروباجندا» بشكل فهم منه الجمهور أننى أقول إن خلافاتها مع أسرة منصور الرحبانى دعاية أو بروباجندا.
■ ألم تقل هذه الكلمة؟
- قلتها فى إطار أن الخلافات التى حدثت صنعت نوعا من الدعاية لحفلها الأخير وليس بمعنى أنها أو أنهم اصطنعوا هذه الخلافات من أجل الدعاية.
■ هل ترى أن الصحافة أصبحت تسىء للفنانين؟
- دور الصحافة فى الحياة الفنية لا ينكر، وكلنا مدينون لها بشكل أو بآخر، لكن أحيانا أجد أن بعض الصحفيين فى حالة ترصد للفنان، يبحثون عن هفوة أو سلبية مهما كانت صغيرة، ويضخمونها ويركزون عليها، وهذه مسألة قد تشعر الفنان بالتوتر، لكن فيما يخصنى أنا علاقتى بالصحافة جيدة على امتداد مشوارى الفنى.