كشفت تحقيقات نيابة سيدي جابر في واقعة سرقة أحد التماثيل الرومانية من حديقة أنطونيادس مفاجأة، حيث تبين أن تمثال الحديقة غير أثرى، فيما كشفت الواقعة ذاتها عن أن تنازع الاختصاصات هو ما أدى إلى الحالة المتردية التي باتت عليها حديقة «أنطونيادس» التي كانت مزارًا يتحاكى به أهالي الثغر.
البداية كانت في خبر تداوله نشطاء موقع التواصل الاجتماعية «فيس بوك» يفيد سرقة أحد التماثيل الرومانية الأثرية من موقع الحديقة وبسؤال العديد من المسؤولين نفوا صلتهم بالأمر، حيث أفادت المهندسة إيمان مخيمر، مدير حديقة حيوان النزهة أن حديقة أنطونيادس ليست تابعة لها ولكنها تابعة لوزارة الزراعة.
وأفاد الدكتور مصطفى بخشوان، وكيل وزارة الزراعة بالإسكندرية، بأن إدارة حدائق أنطونيادس تقع تحت سيطرة معهد بحوث البساتين بالقاهرة، وأن مديرية الزراعة ليست لها أي ولاية عليها، مؤكدًا أنه لم يتم إبلاغه رسميا بوقوع أي سرقات.
وقال الدكتور خالد عزب، رئيس قطاع المشروعات بمكتبة الإسكندرية لـ«المصري اليوم» إن واقعة السرقة بعيدة تمامًا عن قصر أنطونيادس الذي يقع في نطاق واختصاص المكتبة منذ أن نفذت مشروع بتطويره مؤكدا أن جميع المقتنيات بالقصر في حالة تأمين تام، مشيرًا إلى أن حديقة أنطونيادس التي شهدت واقعة السرقة تتبع وزارة الزراعة، وحاولت الجريدة الاتصال بالمهندس سمير عبدالرحمن، مدير حديقة أنطونيادس، إلا أنه لم يرد على الهاتف.
وكانت نيابة سيدي جابر بإشراف المستشار وليد البحيري، المحامي العام لنيابات شرق الإسكندرية قد حققت في الواقعة واستدعت جميع العاملين لسؤالهم حول الواقعة، حيث أمر المستشار محمود الغايش، محامي عام نيابة سيدي جابر، بسرعة إجراء تحريات مباحث الأموال العامة حول الواقعة والاستعلام من مديرية الآثار عن مدى أثرية التمثال.والتي ورد تقريرها يفيد بعدم أثرية التمثال وانه غير مقيد بمجلدات الآثار.
يشار إلى أن حدائق أنطونيادس تضم مجموعة مميزة من التماثيل الرخامية النادرة الكاملة الحجم لشخصيات أسطورية وتاريخية منها تماثيل فينوس آلهة الجمال، بالإضافة إلى تماثيل تمثل الفصول الأربعة، وتعد أقدم حدائق مدينة الإسكندرية وكانت ملكا لأحد الأثرياء اليونانين وعرفت باسم «حدائق باستيريه» حتى تملكها محمد علي باشا، وأقام قصرًا له بها، وفي عام 1860 عهد الخديو إسماعيل إلى الفنان الفرنسي «بول ريشار» بإعادة إنشاء الحدائق كنموذج مصغر من حدائق قصر فرساي بباريس التي أقام بها الخديو إسماعيل أثناء زيارته لفرنسا، إلى أن انتقلت ملكية القصر والحدائق إلى أحد الأثرياء، وهو البارون اليوناني جون أنطونيادس العام1860 م والذي سميت الحدائق باسمه لاحقا، وعندما توفي عام 1895 آلت الحدائق والقصر بالميراث لابنه أنطوني الذي نفذ وصية والده بإهداء القصر والحدائق إلى بلدية الإسكندرية العام 1918.