حينما تجلس معه وتنظر إليه تدرك أنك أمام شخصية غير عادية.. حزن سنوات عجاف وليالٍ سوداء عاشها واضح مثل الشمس على ملامح وجهه، بالرغم من ضحكته البيضاء، التى لا تفارق حديثه.. هو نجم أهلاوى منسى لم يستمر داخل المستطيل الأخضر سوى ثلاث سنوات فقط، بسبب سوء السلوك والخروج عن النص، بالرغم من امتلاكه موهبة جبارة.. عشقته الجماهير، وأصبح مصدر السعادة بالنسبة لهم فى وقت قصير.. يدرك الجميع ممن شاهده وهو لاعب أنه حالة كروية نادرة، لكنه أهدر موهبته بسوء سلوكه.. هو محمد عباس، جوهرة الأهلى السمراء، الذى وضع حياته تحت قضبان قطار المخدرات والسهرات الحمراء.. مَن منا لا يتحسر حينما يسمع اسم محمد عباس، الذى أغواه الشيطان.. كما يقول، فى حواره لـ«المصرى اليوم».. لتُدفن أسطورة كروية، بعدما استسلم لرفقائه، وأضاع كل الإنجازات والأرقام والمهارات.. فتحول من نجم الشباك الأوحد بصفوف الأهلى، خلال فترة الثمانينيات، إلى شخص وحيد منعزل.. ليقبع خلف الكواليس.. وينقلب الحال رأساً على عقب. أحداث شاقة حقا هى التى مر بها محمد عباس.. وليالٍ وحشية بين جدران السجون فى طرة، ومنذ ذلك الوقت يعيش محمد عباس وحيدا مع شقيقته «سعاد» وأبنائها. أسرار عديدة ومثيرة سردها «بيليه الكرة المصرية»، خلال الحوار الذى انفردت به «المصرى اليوم»، وإلى نص الحوار:
■ فى البداية نشكر اختصاصك جريدة «المصرى اليوم» بأول حوار بعد التزامك الصمت طوال السنوات الماضية..
- أنا من عشاق ومتابعى جريدة «المصرى اليوم»، ولذا حينما عرضت علىَّ الأمر لم أتردد فى الموافقة، خاصة أننى أرغب فى إيضاح بعض الأمور التى تناولها الإعلام عن حياتى بشكل خاطئ، سواء لاعبا أو حتى حياتى الشخصية.
■ حدثنا عن نشأتك الاجتماعية.. كيف كانت؟
- أنا من مواليد 14 إبريل عام 1958 من منطقة منيل الروضة، ولكن والدى من الصعيد، وتحديداً الجعفرى، وهى منطقة تسبق مدينة أسوان، ولكنى تربيت فى منيل الروضة، حيث كان يسكن والدى منذ قدومه إلى القاهرة، ولى شقيقة اسمها «سعاد» وشقيق اسمه «عبدالحميد»، كانت أسرتنا فقيرة، حيث كان والدى موظفاً بسيطاً فى وزارة الرى.
■ وما مؤهلك؟
- أنا حاصل على دبلوم صنايع.. وعملت فى إحدى شركات الأدوية قبل أن أبدأ رحلتى فى كرة القدم.
■ وماذا عن أسرتك؟
- يجيب بنبرة من الحزن: ليست لى أسرة، فأنا أعيش مع شقيقتى وأبنائها، فلم أتزوج حتى الآن.
■ وماذا عن رحلتك مع كرة القدم كيف بدأت؟
- بدأت اللعب بالكرة الشراب فى شوارع منيل الروضة، ثم التحقت بأحد أندية المصانع الحربية، وذات مرة كان رئيسى فى شركة الأدوية التى ألعب لها، عثمان السيسى، قد أجبرنى على الانضمام للزمالك، وكنت فى ذلك الوقت فى السادسة عشرة من عمرى، وشاهدنى زكى عثمان، نجم الزمالك الأسبق، وأمضيت داخل جدران القلعة البيضاء مدة 6 شهور، ولكنهم لم ينجحوا فى الوصول إلى اتفاق مع النادى الحربى الذى كنت ألعب له.
■ وكيف انضممتَ للنادى الأهلى؟
- بعدما رحلت عن الزمالك، اصطحبنى عبده البقال إلى النادى الأهلى، حيث كان النادى يقوم بفترة اختبارات للاعبين، وشاهدنى الكابتن مصطفى حسين، وعلى الفور قام بإنهاء إجراءات انضمامى إلى القلعة الحمراء، بشكل رسمى، ليتحقق حلم حياتى، خاصة أننى أهلاوى منذ نعومة الأظافر، ولعبت فى فرق الناشئين فى مختلف المراحل العمرية، ثم رشحنى الكابتن فتحى نصير للفريق الأول، الذى كان يقوده آنذاك المدير الفنى المجرى، «هيدكوتى»، وكنت أبلغ فى ذلك الحين 18 عاماً.
■ وماذا حدث بعد ذلك؟
- شاركت مع الفريق الأول فى مباراة ودية احتفالية فى العيد القومى لأسوان مع بعض لاعبى الفريق الأول ومجموعة من الناشئين تم تصعيدهم معى، ونجحت فى تسجيل ثلاثة أهداف، وهنا أعجب بقدراتى المدير الفنى، وقرر أن يضمنى إلى مجموعة اللاعبين المخضرمين، الذين سيواجهون ساوثهامبتون الإنجليزى، بطل أوروبا، فى احتفالية أقامها النادى الأهلى فى استاد القاهرة بمناسبة التتويج ببطولتى الدورى والكأس فى موسم 1979/1978، وكان معى أيضاً خالد جادالله وفوزى سكوتى وجمال جودة، وامتلأ الملعب عن آخره فى هذه المباراة بأكثر من 120 ألف متفرج.
■ وهل شاركتَ فى المباراة؟
- حينما شاهدنى «هيدكوتى» قال لى باللغة العربية: «بالليل.. بالليل»، يقصد أننى سألعب بالليل لأننى أسمر الوجه، وبعد ذلك فوجئت بالكابتن فؤاد شعبان، المدرب العام فى ذلك الوقت، يطلب منى التسخين استعداداً للمشاركة خلال الشوط الثانى من المباراة، وبالفعل شاركت فى آخر 10 دقائق من المباراة، وانفتحت لى أبواب السماء، بعدما نجحت فى قلب موازينها، حيث سجلت هدفا من تسديدة قوية، ثم كرة «باك ورد» تصدى لها حارس المرمى، ثم ارتطمت فى العارضة، وكتبت شهادة ميلادى وبطاقة تعارفى مع الجماهير.
■ وبعدها؟
- طبعاً استمررت مع الفريق الأول، وكنت الفتى المدلل للمدير الفنى المجرى، واعتمد علىَّ كثيراً، وحصلت على لقب ثانى هداف الدورى الممتاز، برصيد 13 هدفاً، خلفاً للخطيب، الذى تُوج بالمركز الأول، برصيد 15 هدفا، وتألقت بشكل لافت للنظر، وأصبحت معشوقاً للجماهير، وشاركت فى 23 مباراة من أصل 24 مباراة خاضها الفريق فى الدورى خلال الموسم الأول لى مع الفريق.
■ وماذا عن الموسم الثانى؟
- واصلت التألق ولم أتأثر بالظروف الصعبة التى كانت تحيط بى، حيث إن النادى لم يعدل عقدى أو حتى يوفر لى سكنا مثل باقى أعضاء الفريق الأول، بالرغم من ذلك حصلت على المركز الثانى فى ترتيب هدافى الفريق، وسجلت 11 هدفا خلف الخطيب، الأول، برصيد 14 هدفا، كما أننى شاركت فى المباريات أكثر من نجوم الفريق الكبار، وعلى رأسهم الخطيب ومصطفى عبده، ومع ذلك هم حصلوا على مكافآت أكثر منى، وابتديت أطلب من عزت أبوالروس، مدير الكرة فى ذلك الوقت، تعديل عقدى وتوفير السكن، ولكنه دائماً كان يقول لى: «اصبر.. أنت لا تزال صغيرا فى السن».
■ هل شعرتَ بالظلم؟
- بكل تأكيد، يكفى أننى ساهمت بشكل قوى، وكان لى دور فعال فى التتويج ببطولة الدورى فى موسم 1981/1980، وهو الأصعب فى تاريخ النادى على الإطلاق، حيث أنهى الزمالك الدور الأول فى الصدارة بفارق 18 نقطة، ولكننى نجحت فى التسجيل فى أكبر عدد من المباريات، ولم أجد أى اهتمام من مجلس الإدارة بمطالبى التى ذكرتها لك، وهنا ازداد علىَّ الشعور بالملل، خاصة أن الجميع يعلمون ظروفى القاسية واحتياجى للمال، يكفى أن أقول لك إن إجمالى المبالغ المالية التى حصلت عليها خلال فترة تواجدى فى الأهلى لم يتعدَّ 16 ألف جنيه!
■ كيف أثرت عليك حالتك النفسية السيئة فى ذلك الوقت؟
- طبعا، فقد انقطعت عن التدريبات حوالى شهرين، لم يعرف لى أحد طريقا أو مكانا، إلى أن رحل «هيدكوتى»، وتعاقد النادى مع الراحل محمود الجوهرى.
■ وماذا فعل معك الجوهرى؟
- للأمانة احتوى غضبى وطالبنى بالعودة واستعادة لياقتى الفنية والبدنية، ولكن كابتن صالح سليم رفض سفرى للمعسكر ولم يتم قيدى مع الفريق.
■ وكم عدد البطولات التى حققتها مع المارد الأحمر؟
- 5 بطولات فى ثلاث سنوات، تنوعت بين الدورى الممتاز والبطولة الأفريقية وكأس مصر، كما أننى كنت أحدد الأسماء الأساسية التى ساهمت فى التتويج بأول بطولة أفريقية للنادى فى عام 1982 على حساب كوتوكو الغانى، بالرغم من أننى لم أشارك فى المباراتين النهائيتين، كما أننى لعبت دوراً بارزاً فى تتويج الفريق ببطولة كأس مصر فى موسم 1980/1979، حينما لعبنا المباراة النهائية أمام المقاولون العرب، وكان الفريق مهزوماً بهدف نظيف، ونجحت فى تسجيل هدف، وانتهى اللقاء بالتعادل، واحتكمنا لركلات الترجيح وسجلت أيضاً خلالها.
■ وكيف كانت علاقتك بالخطيب؟
- كانت جيدة.
■ وهل كان يغار من مهارتك وحب الجماهير الجارف لك؟
- لم أشهد منه ذلك للأمانة.
■ من هو الأفضل أنت أم الخطيب؟
- أنا أفضل من الخطيب، لأننى كنت أتمتع بالقوة، عكس الخطيب كان لا يتحمل الالتحامات، وكان كثير الإصابات، خاصة أننا تساوينا فى المهارات، ولولا طريق المخدرات والسهرات الحمراء لحققت شعبية جارفة.
■ وكيف كانت وجهتك بعد الرحيل عن الأهلى؟
- هاتفنى الراحل سيد متولى، رئيس النادى المصرى، وطلب منى الانضمام للفريق البورسعيدى ووافقت، خاصة أنه عرض علىَّ 50 ألف جنيه فى الموسم، وهو مبلغ كبير فى ذلك التوقيت، وحصلت على 30 ألف جنيه، على أن أحصل على باقى قيمة التعاقد مع عقد الشقة التى كنت سأسكن بها هناك، وكان ذلك فى موسم 1983/1982، لكنه لم يلتزم بوعوده المادية معى فرحلت، كما أننى لم أتكيف مع الوضع هناك، فأنا تعودت على أجواء النادى الأهلى الاحترافية، هناك فارق كبير وشاسع بين الأهلى والمصرى.
■ وبدأت ظروفك الصعبة؟
- يجيب عباس بضحكة هادئة: لا اتكلم بصراحة... تقصد اتجاهى لطريق المخدرات.
■ نعم.
- دعنى أكشف لك أننى كنت أتعاطى المخدرات وأنا لاعب فى صفوف الأهلى.
■ كيف ذلك؟
- طبعاً لأننى كنت أتعاطى عقب المباريات، وهذا كان لا يؤثر علىَّ فى المواجهات الرسمية.
■ ومتى بدأت تعاطى المخدرات؟
- فى الموسم الأول لى مع الأهلى.. عن طريق سهرة مع أحد أصدقائى، وعزم علىَّ بتجريب سيجارة حشيش، وعجبنى الأمر، لأنها جعلتنى فى عالم آخر، ملىء بالفكاهة والمرح.
■ وهل كان مجلس الإدارة والجهاز الفنى يعلمون بأنك تتعاطى؟
- كانوا يشكون، ولكنهم لم يستطيعوا إثبات ذلك.
■ وهل كان هناك لاعبون آخرون يتعاطون معك داخل فريق الأهلى؟
- طبعاً.. وليس الأهلى فقط، بل كان هناك لاعبون من الزمالك والمقاولون العرب والاتحاد السكندرى يجلسون معى ونتعاطى المخدرات سوياً.
■ ومن هم هؤلاء اللاعبون؟
- من الأهلى كان هناك اثنان بالإضافة لى (تحتفظ الجريدة بأسماء اللاعبين حفاظاً عليهم أمام وسائل الإعلام والجماهير، خاصة أنهم أسماء رنانة ولامعة): «ج.ع» و«إ. حارس مرمى».. ومن المقاولون العرب «ح. ن» و«ج. س»، ومن الزمالك «ن. إ» و«ح»، وكان كابتن الفريق فى ذلك الوقت.. ومن الاتحاد السكندرى «ع. ا»، وقال ضاحكاً كان يطلق علينا «شلة الأنس».
■ ولكن لدى معلومات تفيد بأن الأمر لم يتوقف عن حد المخدرات فقط؟
- نعم كنا نشرب الكحوليات، بخلاف السهرات الحمراء التى كنا دائماً ما نعيشها.
■ هل قمتم بتناول الكحول قبل إحدى المباريات؟
- نعم، حدث ذلك فى البطولة الأفريقية التى أقيمت فى عام 1980، حيث سافرت بعثة الفريق لمواجهة بطل تنزانيا، وتسللت أنا وثنائى الأهلى إلى أحد الشواطئ هناك وتناولنا الكحوليات.
■ وماذا أسفرت نتيجة تلك المباراة؟
- فاز الأهلى بهدفين مقابل هدف، سجلت هدفا وشريف عبدالمنعم أحرز الآخر.
■ وهل توج الفريق بلقب البطولة؟
- لا.. للأسف خسرنا اللقب.
■ وماذا عن السهرات؟
- كنا نتجمع أنا وثنائى الأهلى، اللذان ذكرتهما لك من قبل، دائماً على أحد الكافيهات فى منطقة الدقى اسمه آنذاك «توتا إكسبريس»، ثم نتجه إلى المقطم فى «نايت كلوب» اسمه «فيرجينيا»، وكان لكل لاعب غرفته الخاصة به هناك، أدمنا ذلك، ولكنه لم يؤثر على مستوانا، والدليل النجاحات التى حققناها والأداء القوى الذى قدمناه مع القلعة الحمراء.
■ وهل كان زملاؤكم بالفريق يعرفون ذلك؟
- نعم.. فى ذات مرة اصطحبنى محمود الخطيب للمبيت فى منزله أنا و«ج. ع» قبل مواجهة المنصورة فى موسم 1981/1980، لإبعادنا عما نفعله قبل تلك المواجهة المهمة، ولكن الأخير خدع الخطيب وتسلل وهو نائم وخرج ليقضى إحدى السهرات الحمراء، وتم التقاط صورة له مع إحدى الفتيات، ووصلت تلك الصورة لمجلس الإدارة، وتم إيقافه مع خصم مالى كبير من راتبه، وهنا اتخذ مجلس الإدارة قراراً سرياً بالاستغناء عن «ج. ع»، وذلك قبل أن يصاب ويرحل عن الفريق.
■ ألا ترى أن ذلك كان غريباً أن يكون عدد من نجوم الكرة غير ملتزمين؟
- الوضع كان مختلفاً عن الفترة الحالية، حيث كنا فى حكم اللاعبين الهواة، لم يتم تطبيق نظام الاحتراف مثلما يحدث الآن.
■ وبعد رحيلك عن المصرى.. وابتعادك عن كرة القدم ماذا حدث؟
- كما قلت، ازددت فى تعاطى المخدرات، وقطعت خطوات طويلة فى هذا النفق المظلم، كنت أرغب فى نسيان غدر كرة القدم.
■ هل تم القبض عليك بعد ذلك بتهمة الاتجار وتعاطى المخدرات؟
- بعدما ابتعدت عن كرة القدم أصبحت شخصا غير رياضى، فى إحدى السهرات فى مصر الجديدة، وتحديدا فى شقة مشبوهة، اتهاجمت الشقة من قبل الشرطة بعدما أبلغ عنها أحد الأشخاص، وعندما وجدونى قاموا بتسريح كل من فى الشقة وقبضوا عليا أنا وصديق لى، وكان تركيزهم عليا لأننى محمد عباس لاعب الكرة المشهور، وكان ذلك صدمة كبيرة لجماهير كرة القدم.. ولكن والله العظيم تم تلفيق لى تهمة التعاطى والاتجار، فى حين أن الشرطة حينما داهمت الشقة كنت ممسكاً بسيجارة حشيش فقط، وليس ما يشاع فى وسائل الإعلام أننى كنت أتاجر.
■ وماذا حدث بعد ذلك؟
- تم عرضى على النيابة ودخلت السجن لمدة 4 أيام على ذمة التحقيقات، ثم هربت من السجن بعدما نشبت فوضى فى البلد إثر أحداث الأمن المركزى فى عام 1986، وكان زكى بدر وزيراً للداخلية، وقمت بالهروب مع أحد أصدقائى الذى تعرفت عليه هناك، وتوجهنا إلى الباطنية للاختباء هناك، وكنت أتخفى فى جلباب وكوفية خلال فترة هروبى من السجن، والتى استمرت 4 أيام، وبعد ذلك توجهت للسجن مرة أخرى وقمت بتسليم نفسى إليهم، وحصلت بعد ذلك على براءة بعدما دفعت كفالة قدرها 500 جنيه، وبعد ذلك بحثت عن شغل لأجد لقمة عيشى بعدما تخلى عنى أصدقائى من لاعبى الأهلى، خاصة محمود الخطيب وجمال عبدالحميد، «باعوا عشرة السنين»، كما أن جميع اللاعبين باعونى وتركونى فى محنتى وحيداً وتناسوا «العيش والملح».
■ وكيف كنت تقضى أيامك فى السجن؟
- الوحيد الذى وقف بجانبى هو صديقى فى الأهلى فوزى سكوتى، كان فى ذلك الوقت يشغل منصباً فى مصلحة السجون، فكانت الفترة القصيرة التى قضيتها هناك سهلة إلى حد ما، كنت أستيقظ مبكراً من النوم وأمارس كرة القدم، وكونت عدداً من الفرق، وخضنا دورى السجناء، ولكنها كانت أسود أيام حياتى.
■ ولكنك ارتكبت خطأ جسيما فى حق نفسك أولاً ثم الجماهير والنادى الأهلى؟
- بالتأكيد وأنا ندمان على ما فعلته فى نفسى، بعد أن أغوانى الشيطان، وأنا أطلب السماح واحتضانى، خاصة أننى حالياً 57 عاماً ولا أجد دخلا ماديا، لأننى عاطل لا أعمل.
■ وماذا تتمنى حالياً؟
- أن يقف بجانبى النادى الأهلى.. (يكمل حديثه بنبرة حزن).. أنا تعبان وندمان على خطئى.
■ كلمة أخيرة؟
- أنا عايز الجميع يسامحنى، ونفسى أن أجد معاملة أبناء النادى، نفسى حد من النادى الأهلى يحتضنى.. ينقذونى من العذاب اللى بعيشه كل يوم.. بعدما ضاع منى كل شىء، أنا بموت بالبطيئ.. حرام أفضل طول حياتى عايش بخطأ ارتكبته فى لحظات شيطانية.. أنا من خلالك بقول للجماهير: حقكم عليا.. أنا أسأت للاعبى الأهلى بتصرفاتى الصبيانية، أنا عارف ده ومش هضحك على نفسى.. أنا عاشق للأهلى أكتر من أى حد أهلاوى.. أنا مقدرتش ألعب فى أى نادى تانى غير الأهلى علشان بعتبره حتة منى.. ومتخيلتش نفسى بلعب مع فريق ضده.. أنا واثق فى المجلس الحالى إنه ممكن يرحمنى من حياة المشقة اللى بعانى منها.. آخر رسالة لمجلس الإدارة الحالى أرجوكم أنقذونى من الموت.