x

الخلافات تهدد بإشعال «حرب باردة» بين الثوار الليبيين

الأربعاء 07-09-2011 21:08 | كتب: أيمن حسونة, وكالات |

فى الوقت الذى تشتعل فيه بورصة التكهنات داخل وخارج ليبيا حول مكان اختفاء الزعيم الليبى معمر القذافى، يرى مراقبون أن معركة وحدة ليبيا بدأت بعد أن ودعت ليبيا عهد العقيد الهارب.


وترى الباحثة البريطانية المتخصصة فى الشؤون الأفريقية سمية الغنوشى فى صحيفة «جارديان» البريطانية، أنه بعد 6 أشهر من المعارك والمقاومة الدامية سقط القذافى لتبدأ المعركة الحقيقية وهى معركة وحدة ليبيا التى تعتبرها الفصل الأكثر تعقيدا فى تاريخ هذه البلاد أو ـ بحسب تعبيرها ـ «الحرب الباردة بشأن مستقبل ليبيا». وحول سبب تسميتها «الحرب الباردة» تقول الباحثة إن القذافى كان العدو المشترك الذى اتحدت حوله كل القوى المعارضة، ولكن بمجرد أن اختفى هذا العدو دبت الخلافات الكبيرة بين أولئك الذين جمعهم هذا الهدف.


وترى الغنوشى أن الفراغ الذى خلفه رحيل القذافى قد حل مكانه «معسكران مستقطبان»: الأول هو المجلس الوطنى الانتقالى الليبى، والثانى هو القادة السياسيون والعسكريون المحليون. وتشير إلى أن المعسكر الأول يتشكل بوجه عام من «وزراء ومسؤولين بارزين سابقين فى نظام القذافى قفزوا من سفينته عندما بدأت تغرق». وترى أن المعسكر الثانى «لعب دورا حاسما فى تحرير مختلف المدن الليبية من قوات القذافى». واستدلت الباحثة على الانقسام بين المعسكرين بكلمات مصطفى عبدالجليل، رئيس المجلس الانتقالى ووزير العدل السابق عشية سقوط طرابلس، حيث ظهر عبدالجليل، وسط مشاعر النشوة والابتهاج، متشائما محذرا بقوله: «هناك أصوليون متشددون ضمن قوات الثوار»، ثم هدد عبدالجليل بالاستقالة إذا لم يسلم هؤلاء أسلحتهم. ولفتت الغنوشى إلى أن عبدالرحمن شلقم ـ الذى لايزال يرأس الوفد الليبى إلى الأمم المتحدة وشغل منصب وزير الخارجية خلال عهد القذافى ـ انتقد بلحاج القائد العسكرى فى طرابلس ووصفه بأنه مجرد واعظ وليس قائدا عسكريا.


وخلصت الباحثة المتخصصة فى الشأن الأفريقى إلى أنه هناك «مصدرين للشرعية يواجهان بعضهما البعض الآن فى ليبيا»، الأول المستمد من الصراع المسلح والثانى المستمد من الأمر الواقع لما سمته «القيادة التى نصبت نفسها بالدعم الغربى».


وفى غضون ذلك، سيطرت التكهنات التى تتحدث عن فرار القذافى فى الهيمنة على التغطيات الإعلامية عربيا ودوليا. ففى الوقت الذى ذكرت فيه تقارير إخبارية أن الساعدى القذافى نجل القذافى أجرى محادثات سرية مع مسؤولين فى الحكومتين الفرنسية والبريطانية لتأمين ممر آمن لوالده، ذكرت تقارير أخرى أن العقيد اتجه إلى جنوب ليبيا. وقال هشام أبوحجر الذى ينسق جهود البحث عن القذافى أن الأنباء تشير إلى أنه ربما كان فى منطقة قرية غات بجنوب ليبيا على بعد نحو 300 كيلومتر إلى الشمال من الحدود مع النيجر قبل 3 أيام. وقالت مصادر عسكرية من فرنسا والنيجر إن جيش النيجر رافق قافلة تضم نحو 250 مركبة إلى مدينة أجاديز الشمالية، وقيل إنها محملة بمليارات الدولارات وسبائك الذهب. وصرح مصدر عسكرى فرنسى بأن القذافى ربما ينضم إلى القافلة فى الطريق إلى بوركينا فاسو المجاورة التى عرضت اللجوء على الزعيم الليبى المخلوع، ونفت النيجر وبوركينا فاسو لاحقا وجود أو توافر لنية استضافة القذافى.


وفى غضون ذلك، أعلن الثوار القبض على خالد كعيم، نائب وزير خارجية نظام القذافى، والمتحدث باسمه، وعرضت إحدى القنوات الفضائية التابعة للثوار لقطات مصورة لعملية القبض على كعيم.


يعتبر كعيم أحد أقطاب حركة «اللجان الثورية» التابعة للقذافى، وأحد المتحدثين باسمه أمام الصحفيين على امتداد الأشهر الستة الماضية. تجدر الإشارة إلى أن الليبيين يطلقون على كعيم لقب «الصحّاف الثانى» نسبة إلى محمد سعيد الصحّاف وزير الإعلام العراقى فى عهد نظام الرئيس الراحل صدّام حسين.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية