x

صحف تل أبيب: اتهامات لـ«نتنياهو» بالوقوف وراء انشقاق «العمل» ومحاولة شق «كاديما»

الثلاثاء 18-01-2011 03:58 | كتب: أحمد بلال |
تصوير : اخبار

 

على خلاف الأيام السابقة، تراجعت العناوين المرتبطة بالتطورات على الساحتين اللبنانية والتونسية، من الصفحات الأولى من الصحف الإسرائيلية، في مقابل زيادة الاهتمام بالشأن السياسي الداخلي الإسرائيلي، بسبب القنبلة التي فجرها صباح الاثنين، وزير الدفاع الإسرائيلي «إيهود باراك»، الذي أعلن استقالته هو وأربعة من أعضاء الكنيست من حزب العمل، وتشكيلهم كتلة برلمانية جديدة في الكنيست، ستتحول قريباً إلى حزب سياسي جديد.

وكشفت «معاريف» أن صفقة تم عقدها بين «باراك» و«نتنياهو» من شأنها توزيع وزارات وزراء حزب العمل المستقيلين على أعضاء الكتلة البرلمانية الجديدة الذين استقالوا من الحزب، بينما قالت «يديعوت أحرونوت» إن عددا من قيادات حزب «كاديما» المعارض يتخوفون من محاولة «نتنياهو ورجاله» إحداث انشقاق في صفوف حزبهم، في الوقت الذي قالت فيه «هاآرتس» إن «نتنياهو» يعتقد أن انشقاق حزب العمل الإسرائيلي سيؤدي إلى حدوث تقدم في مسيرة السلام مع الفلسطينيين، الذين سيدركون أنه لم تعد هناك تهديدات بسقوط حكومته.

«معاريف»

قالت صحيفة «معاريف» إن استقالة وزير الدفاع الإسرائيلي، «إيهود باراك» من حزب العمل الذي يترأسه لم تكن مفاجأة، ولكن المفاجأة هي نجاحه في استقطابه لأربعة من أعضاء الكنيست من كتلة حزب العمل، للانشقاق معه عن الحزب وتأسيسهم كتلة جديدة تسمى «الاستقلال»، كانت هي «الخطوة الأكثر أهمية، التي قلبت الحياة السياسية كلها في إسرائيل».

ونقلت الصحيفة عن مصادر لها أن «نتنياهو» و«باراك» «توصلا لتفاهم من أجل إقناعهم بالاستقالة، وفي المقابل سيحصلون على ترقية»، إلا أنها أردفت أن «مكتب رئيس الوزراء أعلن مساء أمس، الاثنين، أنه لا يوجد اتفاق مكتوب مع «باراك» بخصوص المناصب التي ستحصل عليها الكتلة الجديدة، ولتعزيز ذلك، أعلن مكتب رئيس الوزراء وأعضاء الكنيست في الكتلة الجديدة عن بدء مفاوضات بين الجانبين، سيتم بموجبها الاتفاق على المناصب التي ستحصل عليها الكتلة».

وتابعت «معاريف»: «ولكن في الحقل السياسي يقولون إن الصفقة بين «باراك» ورئيس الوزراء «بنيامين نتنياهو» انتهت، وبموجبها سيضمن «باراك» لـ«نتنياهو» استقرار التحالف الحكومي بأعضاء الكنيست الخمسة المنتمين للكتلة الجديدة، في مقابل أن يبقى «باراك» وزيراً للدفاع».

وأضافت الصحيفة نقلاً عن مصادرها أن الوزير «شالوم سمحون»، سيتولى بموجب «الخطة» وزارة التجارة والصناعة، بدلاً من وزير حزب العمل المستقيل «بنيامين بن أليعازر»، كما سيتولى نائب وزير الدفاع «متان فلنائي» وزارة شؤون الأقليات، بدلاً من وزير حزب العمل المستقيل «أفيشاي برافيرمان»، بينما ستتولى نائبة الوزير «أوريت نوكيد»، وزارة الزراعة محل الوزير «شالوم سمحون».

وقالت الصحيفة إنه ليس من الواضح بعد إن كانت عضو الكنيست «إينات ويلف» ستحصل على حقيبة وزارية داخل الحكومة، حيث لا تزال هناك حقيبة وزارية بلا وزير، هي وزارة الرفاه التي استقال منها الوزير عن حزب العمل «يتسحاق هرتسوج»، وتطالب بها كتلة حركة «شاس» داخل الكنيست، بينما يفضل «نتنياهو» الاحتفاظ بها، وليس من المعلوم بعد إذا كان «نتنياهو» سيوافق على أن تتولاها «ويلف».

من ناحية أخرى، قالت «معاريف» إنه في أعقاب انشقاق حزب العمل، واستقالة وزراء الحزب من الحكومة قالت زعيمة المعارضة الإسرائيلية «تسيبي ليفني»، في افتتاح جلسة كتلة «كاديما» في الكنيست، الاثنين، إنها تأمل أن يؤدي انشقاق حزب العمل إلى انشقاق في الحكومة، ونقلت الصحيفة عن «ليفني» قولها: «هذا يوم سيء على حكومة «نتنياهو» ولكنني أيضاً أؤمن أنه يوم الأمل لإسرائيل، لأن انشقاق حزب العمل سيؤدي أيضاً إلى انشقاق الحكومة، وهو الأمر الذي سيوصلنا إلى الانتخابات، وفي النهاية يمكن للجمهور بشكل حر أن ينتخب ممثليه».

وأضافت «ليفني»: «اليوم يتضح أكثر من أي وقت مضى من هم قيادات الصفقات السياسية، ومن هم القيادات الحقيقية، حكومة «نتنياهو» ضيقة، وتنهار من الداخل»، وتابعت: «هذه الحكومة تأكل نفسها من داخلها، والعلاج الوحيد للانتهازية السياسية وفقدان الطريق هو الانتخابات».

«يديعوت أحرونوت»

وخلافاً لموقف «تسيفي ليفني» المتفائل، قالت «يديعوت أحرونوت» إن عدداً من قيادات حزب «كاديما» المعارض، أبدوا تخوفهم من أن يكرر رئيس الوزراء «بنيامين نتنياهو» و«رجاله» محاولتهم لعمل انشقاق في صفوف الحزب المعارض الكبير، وإقناع أعضاء الكنيست المنتمين لـ«كاديما» بالانضمام إلى الليكود أو إقامة كتلة برلمانية جديدة في الكنيست، تنضم إلى التحالف الحكومي.

ونقلت الصحيفة عن مصادر مقربة من «نتنياهو» نفيها عملهم من أجل شق صفوف حزب «كاديما»، إلا أنهم قالوا: «لسنا مهتمين بهذا، رجال كاديما سيأتون وحدهم على أي حال خلال ثلاثة شهور، العملية السياسية ستدخلهم الحكومة».

وأشارت الصحيفة إلى أنه قبل أكثر من سنة كانت هناك تقديرات بحدوث انشقاق في حزب «كاديما»، ومصادر مقربة من «نتنياهو» قالت وقتها أن عدد المنشقين عن الحزب سيتراوح بين 6 إلى 8 أعضاء في الكنيست، وكان من المتوقع أن يمنح «نتنياهو» حقائب وزارية للمستقيلين من «كاديما».

«هاآرتس»

 من جانبها، قالت صحيفة «هاآرتس» إن رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو» يعتقد أن الانشقاق في حزب العمل سيساعد في تقدم عملية السلام، ونقلت عنه قوله: «الفلسطينيون الآن سيفهمون أن الحكومة في إسرائيل لن تكون مهددة بالسقوط وبالتالي فإنهم ليس أمامهم سوى إجراء مفاوضات مباشرة معها».

وقالت الصحيفة: «نظرة نتنياهو متفائلة في أحسن الأحوال وغريبة أو منفصلة عن الواقع في أسوأ الأحوال».

وقالت «هاآرتس» إن «نتنياهو» ومساعديه متورطون بشكل كبير في الخطوات السرية لوزير الدفاع، التي أدت إلى انشقاق الحزب، وقالت إن الأمر بدأ منذ حوالي أسبوعين، بعد موجة الهجوم من جانب وزراء العمل على «إيهود باراك» في أعقاب نشر «هاآرتس» خبرا مفاده أن الإدارة الأمريكية تقول إن وزير الدفاع «ضللها».

واهتمت «هاآرتس» بتغطية وسائل الإعلام العالمية بنبأ انشقاق «باراك» عن حزب العمل، وقالت إن «إعلان وزير الدفاع «إيهود باراك» عن انشقاقه عن حزب العمل وإقامة كتلة مستقلة استحوذ على اهتمام وسائل الإعلام العالمية، حتى إن عناوين الحركة السياسية في إسرائيل طغت على العناوين الخاصة بتونس».

ولفتت «هاآرتس» إلى أن «معظم المقالات ركزت على أنه على الرغم من انخفاض عدد تحالف نتنياهو الحكومي من 74 إلى 66 عضوا في الكنيست الإسرائيلي، إلا أن الانشقاق في حزب العمل جعله أكثر قوة، وذلك لأنه أزال التهديد بانسحاب كل حزب العمل من الحكومة، وهي التهديدات التي انطلقت في الشهور الأخيرة من قبل قيادات في حزب العمل».

وأشارت الصحيفة إلى أن «التقارير عن الأزمة تطرقت في معظمها إلى تأثيرها على الموضوع السياسي. وقالت: في قناة «الجزيرة» أشاروا إلى أن انقسام العمل يثير تخوفات إضافية تجاه مستقبل المسيرة السلمية، كما أن «يولاندا نال» من الـ«بي بي سي» أشارت إلى أن الانشقاق من شأنه تحويل حكومة «نتنياهو» إلى حكومة أكثر يمينية»، أيضاً «صحيفة «الجارديان» أشارت إلى أن الأمر ليس غريباً على الساحة السياسية الإسرائيلية، وذَكَرت بحزب «الليكود» الذي انشق وتأسس حزب «كاديما» نتيجة الانشقاق».

وفي تقرير لمراسل الصحيفة في تونس، قالت «هاآرتس» إن عددا من يهود تونس يفكرون في الهجرة إلى إسرائيل. ونقلت الصحيفة عن يهودي تونسي يدعى «دانيال كوهين» قوله: «أكثر من مرة يوقفون السيارات، ويفتشونها، ويوقفون الأشخاص، ويوجد أيضاً قتلى».

ونقلت عن يهودي تونسي آخر من مدينة جربة يدعى «حي ميزوز»، قوله إنه «بعد سيطرة الجيش والشرطة على أعمال العنف، الوضع أصبح أفضل قليلا، لآن يوجد إطلاق نار قليل، ولكن بإذن الله كل شيء سيكون على ما يرام، اليوم لا يوجد حرائق في منطقتنا، ولحسن حظنا أن الحراسة على الطائفة اليهودية تم تكثيفها».

 وأضاف «اتصلت أيضاً بأصدقائي المسلمين وهم أيضاً خائفون من إطلاق النار، من رجال بن علي ومن أحداث العنف».

وقالت الصحيفة إنه: «في أعقاب تدهور الأوضاع، يفكر عشرات من أبناء الطائفة اليهودية في تونس الهجرة، البعض يفكر في السفر إلى باريس حتى ينتهي الغضب، والبعض يفكر في إمكانية الهجرة إلى إسرائيل»، ونقلت عن «دانيال كوهين» قوله: «إذا استمر الوضع كما هو، سيكون لزاماً علينا أن نغادر إلى أي مكان، أو نهاجر إلى إسرائيل» وأضاف: «لا يوجد شيء واضح اليوم في تونس، البلد على حافة أزمة، لا يوجد أمن ولا طعام ولا عمل».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية