x

«زي النهارده».. وفاة الكاتب الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل 17 فبراير 2016

الجمعة 17-02-2017 03:39 | كتب: ماهر حسن |
محمد حسنين هيكل - صورة أرشيفية محمد حسنين هيكل - صورة أرشيفية تصوير : أحمد المصري

مثلت المسيرة المهنية لـ«الأستاذ» محمد حسنين هيكل قبلة ونموذجًا فذًا يخايل أجيالًا متعاقبة من الصحفيين، حيث عاش الراحل الكبير كشاهد على ٧٠ عامًا من أحرج وأهم سنوات التاريخ المصرى بنجاحاتها وثوراتها وانتصاراتها وكبواتها، وفى بعض الأحيان كشريك أو مستشار أو صديق ناصح في صُنع القرار.

«هيكل»، المولود في الثالث والعشرين من سبتمبر ١٩٢٣، بدأ عمله الصحفى في فبراير ١٩٤٢ولم تقتصرمهاراته وتميزه بمجال تخصصه فقط، إنما هو نموذج للصحفى الموسوعى الواسع الثقافة، النهم للمعرفة، ويتضح هذا جلياً في كتاباته وأحاديثه على الفضائيات وكتاباته، فهو محلل ومؤرخ وحافظ عجيب للشعر العربى، وقارئ بروح الباحث للتاريخ الإنسانى، وكاتب بروح السرد بمذاق أدبى، يدلل على ما يقول بأبيات من الشعر أو يقدم المقاربات التاريخية، كاتب لا يعيش فصامًا معرفيًا وقد بدأمسيرته المهنية من الملكية إلى أن كان شاهداعلى ثورة يوليو ورفيقا ومستشارا لقائدها، وصولا إلى ثورة ٢٥ يناير ٢٠١١، وما استتبعها من انعطافات حدثية مهمة ومتلاحقة.

وكان في ٢٠٠٤ قد كتب مقالا بعنوان «استئذان في الانصراف» يعلن فيه انتقاله من متن الحياة العامة إلى هامشها الخاص وكان هيكل صديقًا أمينًا لعبدالناصر ومنظّرًا لمواثيقه وخطابه القومى، وبعد سنوات قليلة من التوافق السياسى مع السادات تحول ناقدًا له واختلف معه وغادرالأهرام في ٢فبراير ١٩٧٤، وفى عهد مبارك تعرضت مقالاته للمنع وقدم له «روشتة علاج سياسى»، لم يستفد منها مبارك، وقد نشرناها في «المصرى اليوم» على حلقات.

أما عن باقى محطات حياته في إشارات سريعة، فتقول إن أول كتاب صدر له كان في ١٩٥١ وهو كتاب «إيران فوق بركان»، وفى ١٩٥٧ بدأ عمله في الأهرام وكان أول عدد يصدر تحت رئاسة تحريره في ١ أغسطس ١٩٥٨،وفى ١٩٦٨أسس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية بتشجيع من الرئيس عبدالناصر وفى ١٩٧٠عين وزيرا للإعلام، ثم أضيفت إليه وزارة الخارجية لفترة أسبوعين في غياب وزيرها الأصلى محمود رياض.

وفى ١٩٧٤ أصدر الرئيس السادات قرارا في ٢ فبراير بأن ينتقل الأستاذ هيكل من صحيفة الأهرام إلى قصر عابدين مستشارا لرئيس الجمهورية، واعتذر الأستاذ وخرج من جريدة الأهرام لآخر مرة السبت ٢ فبراير ١٩٧٤وكان قد ظهرأول مقال له في جريدة الأهرام تحت عنوان «بصراحة» ١٠ أغسطس ١٩٥٧بعنوان «السر الحقيقى في مشكلة عُمان» وكان آخر مقال ١ فبراير ١٩٧٤ بعنوان «الظلال.. والبريق».

وكان الأستاذ أعلن اعتزال الكتابة المنتظمة والعمل الصحفى في الثالث والعشرين من سبتمبر عام ٢٠٠٣م، بعد أن أتم عامه الثمانين وكان وقتها يكتب في مجلة»وجهات نظر«لكنه ظل يسهم في إلقاء الضوء بالتحليل والدراسة على تاريخ العرب المعاصر الوثيق الصلة بالواقع الراهن مستخدما منبرا جديدا غير الصحف والكتب، تمثل في شاشة الفضائيات وقد توفي «زي النهارده» في ١٧ فبراير ٢٠١٦.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية