رفض خبراء الكرة المصرية أحداث الشغب التى شهدتها مباراة الأهلى وكيما أسوان، فى كأس مصر بين جماهير الألتراس وقوات الأمن، وأجمعوا على ضرورة اتخاذ عقوبات صارمة بحق المشاغبين لردعهم والقضاء على ظاهرة الشغب فى الملاعب التى تهدد أمن البلاد. وحذروا من استمرار هذا الانفلات الذى سيؤدى إلى نتائج سيئة على الاقتصاد والسياحة، ويعزز من انتشار الفوضى.
وأكد اللواء حرب الدهشورى، رئيس اتحاد الكرة الأسبق، أن أحداث الشغب التى شهدتها المباراة تعد إساءة لمصر كلها، وليس للرياضة المصرية فقط، وتؤثر بالسلب على السياحة والاقتصاد، وطالب بوقفة حاسمة من اتحاد الكرة والأندية للتصدى لظاهرة تجاوز الألتراس، أو إلغاء الدورى حتى لا تتحول الملاعب إلى ساحات للقتال، خاصة اللقاءات الجماهيرية، وأكد أن التشجيع كان مثالياً خلال اللقاء وأن الشغب بدأ عقب نهاية المباراة رغم فوز الأهلى بنتيجة كبيرة، وهو ما يعنى وجود قلة مندسة بين الألتراس تسعى لإثارة الفتن والقلاقل. وطالب «حرب» بضرورة تطبيق عقوبات صارمة تبدأ بنقل مباريات الفريق الذى تتجاوز جماهيره خارج الملعب ودون جماهير، مشيراً إلى أنه سبق أن اتخذ هذه العقوبة عندما كان رئيساً للاتحاد وأثبتت فاعليتها، كما طالب الأندية بالتواصل مع الألتراس وضرورة توعيتهم بالالتزام بالتشجيع المثالى، وحذر من كوارث خطيرة فى حالة عدم تدارك الأمر، مشيراً إلى أن الصواريخ والشماريخ التى تشهدها الملاعب تخطت الألعاب، ويمكن أن تقتل من عشرة إلى عشرين مشجعاً، فيما لو سقطت داخل المدرجات.
طالب على أبوجريشة نجم الإسماعيلى إدارة النادى الأهلى بضرورة التدخل بقوة لمنع الجماهير من تكرار هذه الأحداث، وقال: مجلس إدارة الأهلى برئاسة حسن حمدى مسؤول بشكل كبير عما حدث، خصوصاً أنها ليست الواقعة الأولى، وعلى المجلس دور كبير فى منع جماهيره من الاشتباك مع الشرطة، خاصة أن النادى عوقب من قبل الاتحاد الأفريقى بحرمان جماهيره من دخول مباراة الوداد المغربى باستاد القاهرة، مما تسبب فى عدم الفوز فى المباراة وبالتالى تضاؤل فرصته فى التأهل للأدوار النهائية للبطولة الأفريقية وتساءل: ما السبب وراء قيام جماهير الأهلى بإحداث هذه المشاكل، رغم فوز الفريق بأربعة أهداف نظيفة وصعوده إلى دور الـ16.
وأكد أبوجريشة أن سياسة العقاب هى الحل الأمثل لردع مثل هذه الجماهير التى تثور دائماً دون وجه حق، رافضاً تجميد النشاط الكروى هذا الموسم حتى تهدأ الأوضاع، وقال: إن اتخاذ مثل هذا القرار قد يضر بمصر كثيراً داخلياً وخارجياً وقد يضر بالسياحة وأمن البلاد.
واتهم فاروق جعفر، المدير الفنى لطلائع الجيش قلة مندسة من الجماهير، هدفها إثارة الشغب خلال المباراة وتدمير الرياضة المصرية وشدد على ضرورة توقيع عقوبات قاسية عليهم حتى يكونوا عبرة لغيرهم، خاصة أن ما حدث لا يمت للرياضة بأى صلة.
وقال إن الموسم المقبل سيشهد مثل هذه الأحداث بسبب حالة الغليان بين الجمهور وأفراد الشرطة والأمن، وتمنى أن تزول حالة الاحتقان بين الطرفين فى أقرب وقت بالرغم من صعوبة معالجة هذا الأمر. وناشد جعفر الجماهير المصرية التحلى بالروح الرياضية والالتزام بتشجيع فريقها فقط دون الخروج عن النص، مهما كانت الأسباب خاصة أن الوضع الأمنى للبلد لا يتحمل أى انفلاتات أخرى. وطالب مجالس إدارات الأندية بعقد جلسات خاصة مع روابط الجماهير وحثهم على التحلى بالمثل والأخلاق.
وأرجع أسامة خليل نجم الإسماعيلى السابق السبب الذى دفع الجماهير للاشتباك مع قوات الشرطة إلى الأحداث الأخيرة التى شهدتها جلسة محاكمة مبارك، وقيام قوات الشرطة بالتعدى على عدد من أهالى شهداء ثورة 25 يناير وحماية مؤيدى مبارك وعدم التعرض لهم.
وحذر خليل من خطورة مثل هذه الأحداث التى تهدد الكرة المصرية، مطالباً باتخاذ إجراءات رادعة وحاسمة للحد من هذا الانفلات وطالب جماهير الكرة المصرية بالتحلى بالصبر والهدوء حتى تخرج البلاد من النفق.
وأبدى زكريا ناصف، نجم الأهلى السابق، استياءه الشديد من أحداث الشغب وقال هذا المشهد المؤسف مرفوض تماماً لاسيما فى ملاعب كرة القدم التى تعتبر ساحة لإظهار الروح الرياضية ونبذ التعصب. وأضاف ناصف: الجميع يعى أهمية ودور الجمهور فى مباريات كرة القدم، لكن هذا الدور لابد أن يقتصر على التشجيع وعدم الخروج عن النص مهما كانت الظروف، مؤكداً أن أى اشتباكات بين الجمهور والأمن أو بين جمهور ناديين أمر لا يقبله أى فرد ينتمى للمنظومة الرياضية، خصوصاً كرة القدم مشيراً إلى أن الجميع رفض هذه الصورة لاسيما وأنها فى مباراة غاية فى السهولة، والأهلى حسمها برباعية نظيفة بأقل مجهود، وبالتالى الأمر لا يستدعى كل هذه الأحداث.
وتابع: لا يستطيع أحد تحديد المسؤول عن هذه الأحداث نظراً لغموض الموقف وتضارب الأقوال بين الذى بدأ بالخروج عن النص أو الاشتباك مع الآخر وما الأسباب التى دفعت لذلك، وقال: إن دور الجمهور لابد أن يقتصر على تشجيع فريقه دون استخدام الشماريخ أو السباب الجماعى تحت أى ظرف سواء ارتبط الأمر باللعبة أو بالأوضاع السياسية الراهنة خصوصاً أن البلد يمر بمنعطف خطير ولا يتحمل مثل هذه الأمور.
وقال ناصف إن الجمهور بمثل هذه التصرفات يحرم ناديه من دوره فى تشجيعه فضلاً عن تعريضه لعقوبات محلية ودولية، مثلما حدث فى عقوبة الكاف بإقامة مباراة الوداد المغربى فى دورى رابطة الأبطال دون جمهور مما حرم الفريق من أغلى نقطتين وقال لو أن الأهلى تعثر فى التأهل للدور قبل النهائى فسيكون السبب الأول هو الجمهور وتخليه عن الفريق فى لقاء الوداد الذى أقيم بالقاهرة وانته بالتعادل الإيجابى 3/3.
وقال زكريا ناصف إن الأمن هو الآخر يتحمل جزءاً من هذه الأحداث بسبب عدم حسن التصرف واحتواء الأزمة، وطالب وزارة الداخلية بإنشاء إدارة منفصلة ومستقلة تقوم بتنظيم المباريات وعمليات التأمين أسوة بتجربة بعض الدول الأوروبية وقال: الفيفا يدعو لمثل هذه الإدارات لتحقيق أفضل طرق التأمين فى تنظيم المباريات، واقترح إيفاد مجموعة من قيادات الشرطة فى بعثات رسمية لاكتساب خبرات تأمين المباريات وكيفية التعامل مع الجماهير سواء فى كرة القدم أو السلة أو اليد.